موسكو – الأناضول: أبدت روسيا استعدادها للتعاون مع تركيا في التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في المياه الإقليمية، الواقعة شرق البحر المتوسط.
وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في مقابلة أمس الإثنين ان شركات بلاده مستعدة للتعاون مع تركيا في مجال الطاقة شرقي البحر المتوسط. وجاءت المقابلة على هامش حضوره اجتماع الدورة السادسة عشرة لِلَّجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا وروسيا في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وتعارض كل من قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، أعمال تركيا في التنقيب عن الغاز الطبيعي في المتوسط.
فيما أكدت وزارة الخارجية التركية، في بيانات عدة، أن سفنها تنقب في الجرف القاري للبلاد، وستواصل نشاطها.
وتترقب تركيا نتائج أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي شرقي المتوسط، حيث أرسلت مؤخرًا سفينتين متخصصتين لهذه المهمة؛ «فاتح» و»ياووز» وذلك في إطار تعاون وتنسيق مع جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دوليا.
في سياق آخر، أوضح الوزير الروسي ان العلاقات بين موسكو وأنقرة في تطور دائم، وأضاف «وصل حجم التبادل التجاري إلى 25.5 مليار دولار خلال 2018، محققاً زيادة بنسبة 16 في المئة، مقارنة بالعام الذي قبله».
وأضاف «نعمل حالياً على إزالة العراقيل، التي تحول دون زيادة فاعلية عالم الأعمال في تطوير علاقات البلدين، مثل مسائل الجمارك وتأشيرات الدخول». وتابع القول «هناك مجالات تعاون جديدة بين البلدين، عقب انتهاء مشاريع مثل خط أنابيب «التيار التركي» لنقل الغاز، ومحطة آق قويو النووية في ولاية مرسين التركية.
وتابع «هناك إمكانيات وقدرات محتملة كبيرة لتطوير التعاون بين البلدين، في مجالات الزراعة، والصناعة والهندسة، فضلاً عن مشروع إنتاج طائرة روسية تركية مشتركة…وفي هذا الإطار، يستمر تطور التعاون العسكري والفني بين موسكو وأنقرة».
وشدد نوفاك على ان خط أنابيب «السيل التركي» إحد أهم المشاريع القائمة بين تركيا وروسيا، مبيناً أن أعمال مدَّه شارفت على الانتهاء، ليتم خلال العام المقبل البدء بضخ الغاز عبره مباشرة إلى تركيا.
وفي مايو/أيار الماضي، قال فيطالي ماركيلوف، مساعد رئيس مجلس إدارة شركة «غازبروم الروسية، ان نقل الغاز عبر مشروع «السيل التركي»، سيبدأ في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، مشيرا إلى ان 73 في المئة من أعمال مَدّ خط الأنابيب في القسم البري من المشروع قد انتهت في تركيا.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دشّن الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، القسم البحري من مشروع «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي إلى تركيا وشرقي وجنوبي أوروبا.
و«السيل التركي»، مشروع لمد أنبوبين، بقدرة 15.75 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، من روسيا إلى تركيا مرورا بالبحر الأسود.
ومن المقرر أن يغذي الأنبوب الأول من المشروع تركيا، والثاني دول شرقي وجنوبي أوروبا.
وأعرب ألكسندر نوفاك، عن توقعاته بزيادة الطلب على استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا مستقبلاً، مبيناً أن مشروع «السيل التركي» سيلعب دوراً كبيراً في نقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وفيما يتعلق بمشروع محطة «آق قويو» للطاقة النووية الخاضعة للإنشاء في ولاية مرسين جنوبي تركيا، قال الوزير الروسي أنه من المتوقع أن تدخل المحطة قيد الخدمة بحلول 2023.
وشدّد على رغبة بلاده في مشاركة الشركات التركية في أعمال إنشاء المحطة النووية، لافتاً إلى ان الشركة الروسية القائمة بأعمال البناء تستخدم الكثير من مستلزمات البناء المصنوعة في تركيا.
وأردف «طالما أن المحطة موجودة ضمن الأراضي التركية، لذا من المنطقي جداً مشاركة شركائنا الأتراك في إدارة المشروع وامتلاكهم حصصاً فيه.. ونواصل استشاراتنا في هذا الخصوص».
وتبلغ تكلفة المشروع الضخم حوالي 20 مليار دولار، ومن شأنه أن يسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا، وخلق فرص عمل جديدة. ومن المتوقع أن تدخل المحطة حيز التشغيل بحلول العـام 2023