ابو ظبي ـ من فاطمة عطفة: ‘ريم تاكوشت فنانة جزائرية خريجة المعهد العالي للفنون الدرامية، قامت بأداء عدة أدوار تراجيدية وكوميدية في المسرح، ومنها أعمال كلاسيكية عالمية. وقدمت في تجربتها الإخراجية مسرحيات للأطفال والكبار. ولها في التلفاز كذلك عدة أعمال درامية وقامت فيها بأدوار البطولة، كما أنها شاركت في أعمال سينمائية ولعبت أدوار البطولة في عدة أفلام، منها فيلم شاي آنية، وهو عمل مشترك جزائري فرنسي للمخرج سعيد ولد خليفة، إضافة إلى مشاركتها في عدة أعمال أخرىمن أهمها عطور الجزائر حيث قدمت فيه تجربة جديدة وناجحة’. وفي هذا اللقاء تحدثنا ريم عن تجربتها، وخاصة في فيلمها الأخير.
ـ بين الدراما والسينما والمسرح، أين ترى ريم نفسها؟ وأين ترى بداية مسيرتها الفنية؟ هل كانت الانطلاقة من المسرح الأساس الحقيقي لبقية الفنون؟
* ‘أنا أقول صح المسرح هو أبو الفنون، لأن الممثل يكون في مواجهة مباشرة مع الجمهور، وهنا يكون الشخص بكل موهبته ويظهر على حقيقته تماما هل هو فنان أم غير فنان. وأنا أقول لكل فنان شخصيته، لأن الفنان يجب أن يبدع على المسرح أولا. وأنا أرى عمالقة الفنانيين يذهبون ويمارسون أنواع الفنون الأخرى ولكنهم يعودون لخشبة المسرح. وبالنسبة لي، المسرح هو كل شيء. حين أكون قريبة من جمهوري، فأنا أتنفس في المسرح. وإن كنت أعمل في السينما، لا أستطيع إلا أن أقف على خشبة المسرح، ولو مرة واحدة في العام، لأن طاقتي أستمدها من المسرح ثم أقدمها في السينما’.
ـ كيف ترين السينما الجزائرية حاليا؟ هل أنت راضية أم أن لك بعض الملاحظات، ولديك أحلام تتمنين أن تتحقق؟
* ‘أنا أفتخر أني ممثلة جزائرية، ومن بين الناس الذين يؤمنون بالفن الجزائري. في السبعينات، لم يكن للمرأة مشاركات كثيرة في السينما، ولم يكن لها حضور فني بارز في السينما، لكن الآن المرأة غدا لها رأي ولها مشاركات كبيرة في السينما وفي سائر الفنون، خاصة أن الفتاة أو المرأة الجزائرية ما عليها سوى أن تدرس وتحضر شهادة البكالوريا لتدخل المعهد العالي للفنون الدرامية، وهذا برضى الوالدين. في الماضي كانت المرأة تواجه صعوبات، وربما كانت غير مقبولة في المجتمع كفنانة. لكن الآن، الحمد لله صورة الفنانة صقلت، والشعب الجزائري يقيم الفنانة الجزائرية كفنانة حسب أعمالها المسرحية والتلفزيونية والسينمائية في الشارع أو في العمل’.
ـ من خلال متابعتك للسينما العربية، كيف ترين تطورها، وخاصة أن مهرجان أبو ظبي احتفى بالسينما الجزائرية بشكل متميز، وكيف ترين مشاركة الجزائر وهذه الالتفاتة من أبو ظبي على الجزائر؟
* ‘أقول إن السينما الجزائرية كانت شبه معدومة في المهرجانات العربية، لكن حاليا نرى أن الجزائر داخلة بقوة في هذه المهرجانات وسوف تتميز بمكانتها، والدليل على ذلك أن الجزائر دخلت المنافسة بفيلمين جزائرين وهذا شيء جميل، والفيلمان هما عملان جديدان عرضا في أبو ظبي، وهذه فرصة جميلة أن أول مشاركة لنا في أبو ظبي دخلنا بفيلمين جزائريين، وهذا بالنسبة لي شيء رائع لأن السينما الجزائرية كانت في السبعينات سينما عالمية، والآن عادت ودخلت في منافسة جادة مع أخواتها بالسينما العربية، وخاصة أن الأفلام الجزائرية لم تدخل من قبل في مهرجانات عربية ولم تحصل على جوائز’.
ـ في الفيلم تقمصت الدور وأديته بطريقة قوية ومقنعة، هل أثر عليك هذا الدور في الواقع، أم أنه يبتعد عنك وينتهي تأثيره مع انتهاء التصوير؟
* ‘أنا قبل أن أدخل في الدور يجب أن أشعر به ويجب أن يبهرني، وشخصية سامية بهرتني لأنها شخصية ليست كشخصيتي، ولأني كنت أرغب أن أدخل في خبايا سامية، والنص قوي وشخصية سامية معقدة جدا. فالواقع لم يرحمها، لأن والدها شهيد، والشهيد ميت فهي إنسانة يتيمة ويزيد يتمها عند الأشخاص الذين تبنوها، كما تشعر بقسوة اليتم في اليوم الذي يأخذونها فيه إلى زوجها، وتترك أولادها يتامى عندما تموت. شخصية سامية أعجبتني كثيرا، وخاصة في الأشياء التي كنت أراها ولا أعرفها. وأنا عندما شاهدت الفيلم لم أشاهده كممثلة شاركت بالتمثيل في الفيلم، لكن شاهدته كأي مشاهدة ولقد بكيت كثيرا، فهناك أشياء أبكتني مثل موت سامية وولادتها لأبنائها، لأني أنا إنسانة لم أتزوج بعد، ورأيت ولادة سامية وكأني فعلا أتألم. أما كيف تتحكمين في الشخصية وكيف تتقمصين الشخصية وتدخل بك حتى تعودي لشخصيتك الأساسية، فهذا هو الشيء الجميل في جميع الأدوار التي أديتها، لكن سامية أبكتني في الثلاث مرات التي شاهدت بها الفيلم’.
ـ نهاية الفيلم كانت جميلة جدا ولم تكن متوقعة، هل أنتم كممثلين كان لديكم علم بهذه النهاية، أم أن المخرج تركها مفاجأة لكم؟
* ‘الكريمتان حملتا بعض كانت بالنسبة لي قاسية جدا لأني أنا لعبت دور البطولة في فيلم عائشات الذي يحكي عن الفتاة التي اغتصبت وحرقت بالأسيد، وهي قصة واقعية حدثت في حسيب سعود. خمسمائة مرأة قتلن، وأنا لعبت دور البطولة وأنا في تلك اللحظة في التصوير لم أقدر أن أتابع لأن المشاعر كانت قوية جدا، وأنا لم أستطع أن أحتمل لأن هؤلاء، وكما قلت للمخرج، تعرضن للاغتصاب، وأنا لعبت الدور. فما بالك إن كان هذا حقيقيا؟ الإنسان يتكلم عن الاغتصاب ببساطة، لأنه لم يعش تلك المرارة التي ذاقتها تلك المرأة حتى إني عرفت لماذا كانوا يقولون إن المرأة التي تعرضت للاغتصاب تحب أن تقتل روحها، إنه إحساس غريب ومؤلم. بالنسبة لسامية يوم ماتت لأنها كانت يتيمة، القوة في عملية قتلها كانت مؤلمة، حتى الممثلة الإيطالية التي لعبت دور كريمة شعرت بها، إنه أمر صعب خاصة أننا عشنا السنوات العشرية السوداء’.
ـ هل ترين أن عرض الفيلم حاليا خلال الأحداث التي تدور في الدول العربية به جرأة بما يحمل من أفكار، أي أن المبدع يكشف لنا ما في بطانة المجتمع وكيف يجب أن نواجهه بالإبداع؟
* ‘أنا أقول إن هذا الفيلم كان رسالة لكل الدول العربية، لأن الجزائر أخذت الدرس الخاص بها، والحمد لله نحن لم نكن نظن أنه سيأتي يوم وتعيش المرأة هكذا، لأننا نحن كنا في حالة صعبة جدا، والناس الساعة الخامسة والنصف لا تجدين أحدا في الخارج، لم نكن نظن أن الجزائر كانت ستخرج من هذه الأزمة لكن نحن بقوتنا وعزيمتنا وعدم حبنا للظلم، خرجنا من هذه المحنة. المرأة الجزائرية كانت ومعها الرجل الجزائري كانوا صارمين، وإن شاء الله هذه التجربة تكون درسا لكل الدول العربية، وكما خرجنا نحن من أزمتنا ستخرج الدول العربية منها، فالشعب شعب والسياسة سياسة، ومحبة الوطن وسلامته فوق كل شيء’.
هدي المراة فيها الخير و نحبوها ونتمنلها كل خير ان شاء الله ربي يحفضها