واشنطن: أقيمت مراسم جنازة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، اليوم الأربعاء، بمشاركة شخصيات كبيرة أمريكية وأجنبية تجمعت للاحتفاء بمسيرة حياة أحد عسكريي الحرب العالمية الثانية، والساسة المخضرمين إبان الحرب الباردة، والمدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) الذي مثل حقبة من التحضر في السياسة الأمريكية.
وسادت على نحو غير مألوف روح تخلو من النزعة الحزبية في مراسم الجنازة بالكاثدرائية الوطنية في واشنطن مع تجمع كل من الساسة الجمهوريين والديمقراطيين لتأبين رئيس دعا إلى دولة “أكثر عطفا ولطفا”.
وتوفي بوش، الرئيس الحادي والأربعون للولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، في تكساس عن 94 عاما.
وقال المصور الرئاسي جون ميتشام في رثاء الرئيس الراحل “جورج إتش.دبليو بوش كان آخر العظماء من رجال الدولة العسكريين الأمريكيين… لقد وقف في وجه الشمولية إبان الحرب الباردة وناهض النزعة الحزبية في واشنطن”.
واصطف مئات الأشخاص في شارع بنسلفانيا بوسط واشنطن لمشاهدة العربة التي تقل نعش بوش من مبنى الكونغرس، حيث سجي جثمانه منذ ليل الإثنين، صوب الكاثدرائية. وتولى بوش الرئاسة من 1989 حتى 1993.
ونحيت الخلافات السياسية في واشنطن جانبا تكريما للرئيس الراحل، وهو طيار بحري أسقطت طائرته فوق المحيط الهادي في الحرب العالمية الثانية.
وصافح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب سلفه باراك أوباما، الذي كثيرا ما وجه له سهام النقد، وهو يتخذ مقعده في الكاثدرائية.
وجلست وزيرة الخارجية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، منافسة ترامب في انتخابات 2016، وزوجها بيل كلينتون إلى جوار أوباما وترامب وزوجتيهما.
وأغضب ترامب، وهو جمهوري مثل بوش، الرئيس الراحل بمهاجمة ابنيه الرئيس السابق جورج دبليو بوش وجيب بوش، أحد منافسي ترامب في حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2016.
وأشاد رئيس الوزراء الكندي السابق برايان مولروني بدور بوش في إنهاء الحرب الباردة والمساعدة في توحيد ألمانيا.
وقال “عندما كان جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كان كل رئيس حكومة في العالم يعرف أنه يتعامل مع رجل نبيل وزعيم حقيقي.. زعيم مميز وحازم وشجاع”.
وشكل بوش تحالفا دوليا بقيادة الولايات المتحدة لطرد القوات العراقية التي غزت الكويت في حرب الخليج عام 1991.
وبوش في مخيلة الأمريكيين شخصية نبيلة مثل حقبة غابرة من التحضر في السياسات الأمريكية.
لكنه خسر الانتخابات عام 1992 لأسباب من بينها فشله في التواصل مع الأمريكيين العاديين خلال فترة ركود اقتصادي. غير أن اشتهاره بالاعتدال ودماثة الخلق برز في السنوات القليلة الماضية في ضوء حالة الانقسام والغضب في الولايات المتحدة التي رافقت صعود ترامب.
ترامب في الجنازة
وغرد ترامب على تويتر اليوم قائلا “أتطلع لأن أكون مع أسرة بوش. هذه ليست جنازة وإنما يوم احتفال برجل عظيم عاش حياة طويلة مميزة. سنفتقده”.
وزار ترامب أسرة بوش لمدة 20 دقيقة، أمس الثلاثاء.
حضر الجنازة جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين لا يزالون على قيد الحياة وزوجاتهم.
وشملت قائمة الحضور الأمير البريطاني تشارلز وزعماء ألمانيا والأردن واستراليا وبولندا إلى جانب مجموعة من زعماء العالم السابقين مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور الذي كان في السلطة خلال حكم بوش.
وأوقف ترامب إدارات الحكومة الاتحادية عن العمل اليوم حدادا على بوش وأغلق عددا من البورصات الأمريكية.
وعبر بوش، الذي كان نائبا للرئيس رونالد ريغان، بالولايات المتحدة فترة نهاية الحرب الباردة وكان رئيسا عندما سقط جدار برلين عام 1989.
وألقى آلاف الأشخاص نظرة الوداع على بوش عندما كان جثمانه مسجى في القاعة المستديرة بالكونغرس. (رويترز)