مدريد-»القدس العربي» تحبس إسبانيا أنفاسها في متابعة إستفتاء تقرير المصير الذي ستشهده اسكوتلندا الأسبوع المقبل للبقاء ضمن المملكة المتحدة أوالإنفصال عنها بسبب الملف الكتالاني المشابه. ويتزامن مع تطورات مقلقة وهامة منها تقدم أنصار الاستقلال عن المركز لندن ومناداة أكبر حزب كتالاني بالعصيان المدني في حالة معارضة مدريد تقرير استفتاء كتالونيا ثم ما كشفت عنه جريدة «الموندو» من تدرب شرطة كتالونيا على تكتيكات حربية.
وكتبت جريدة «لوموند» في افتتاحيتها منذ يومين أن مدينة إدمبورغ قد شيدت على تلال بركانية لكن البركان الحقيقي هوالذي تعيشه بريطانيا وباقي أوروبا ومنها اسبانيا في حالتي بلد الباسك وكاتالونيا بعدما كشف استطلاع للرأي نشرته «سانداي تايمز» عن تقدم أنصار الاستقلال في اسكوتلندا على الوحدويين مع المملكة المتحدة ب 51٪ ضد 49٪، وما يشكله هذا على تجشيع القوميات بالتمرد والعصيان ضد الحكومات المركزية.
وعمليا، يشكل استفتاء تقرير مصير اسكوتلندا يوم 18 ايلول /سبتمبر الجاري هزة سياسية حقيقية في أوروبا لأنه ينعش القوميات والإثنيات بعدما انتعشت في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخير. ومن هذه القوميات ما يجري في اسبانيا. في هذا الصدد، يؤكد الحزب الجمهوري الكتالاني، أقوى حزب في إقليم كتالونيا وعاصمته برشلونة «مهما كانت نتيجة اسكوتلندا، وسواء ربح الوحدويون أو دعاة الاستقلال، فقد تم الاتفاق والترخيص لاستفتاء تقرير المصير، على حكومة مدريد المركزية الاقتداء في لندن».
ويضيف أوريول جونكيراس زعيم هذا الحزب الذي منحته استطلاعات الرأي مؤخرا المركز الأول في كتالونيا والأكثر تطرفا تجاه حكومة مدريد ولا يتوانى عن وصفها بالقوة الاستعمارية «إذا منعت المحكمة الدستورية الإسبانية استفتاء تقرير المصير المرتقب يوم 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، سندعو الى عصيان مدني ضد الدولة الإسبانية».
وتابع يوم الأربعاء في تصريحات لراديو «كتالونيا» 80٪ من سكان كتالونيا يرغبون في إجراء استفتاء شعبي للبث في البقاء ضمن اسبانيا أو الاستقلال عنها، هذه شرعية شعبية لا يمكن للمحكمة الدستورية وقفها». ويرى هذا المسؤول ما مفاده أن «الكتالان سيخوضون حملات أشبه بالأمريكي لوثر كينغ، فالعمل من أجل التحرر يتجاوز أي حكم من حكومة دستورية».
ويبقى الخبر الذي يقلق الحكومة هو ما كشفته جريدة «الموندو» منذ يومين حول تولي خبراء بريطانيين تدريب شرطة الحكم الذاتي في كتالونيا على تقنيات حربية محضة، وجرى اختيار عناصر من القوات الخاصة الأكثر تأييدا لاستقلال كتالونيا عن اسبانيا. وتساءلت الجريدة وسائل إعلام أخرى عن هذا التطور، حيث اكتفت وزارة الداخلية الإسبانية بالقول «نحقق في هذا المعطى المقلق».
وكان أفراد من حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا قد أكدوا في مناسبات متعددة أن شرطة كتالونيا ستقف الى جانب قرار حكومة الحكم الذاتي وهو الدفاع عن تقرير المصير. في غضون ذلك، بدأت اسبانيا تستشعر بخطر تطورات ملف اسكوتلندا على وحدة اسبانيا، فقد انتقل قوميو كتالونيا من شعارات الاستقلال الى تطبيق الاستقلال من خلال استفتاء تقرير المصير المرتقب يوم 9 تشرين الثاني /نوفمبر المقبل.
حسين مجدوبي