نواكشوط- «القدس العربي» أكد محمد جميل منصور رئيس حزب التجمع من أجل الإصلاح (الإخوان) «أن نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أدخل موريتانيا في أزمة سياسية واضحة».
وشدد في مقابلة مع موقع السراج الإعلامي المقرب من الإخوان «على أن سياسة الرئيس الموريتاني يغلب فيها السلبي، وأن الناس انتظرت منه الكثير فلم تجد ما يسد حاجة أو يحقق مصلحة أو يقيم تنمية».
وقال «إننا نرى أن المخرج من هذه الأزمة هو بالحوار الجاد والمسؤول الذي يقطع مع مرحلة الأحادية والتفرد ويفتح الآفاق لوضع سياسي صحي».
وحول ما إذا كان حزب التجمع مستعدا للحوار قال ولد منصور «إن القوى المعارضة مستعدة للحوار ولكن أي حوار.. وفي أي جو وطبقا لأي سياقات»، «ما نريده جميعا، يضيف ولد منصور، ونراه الأفضل للبلد هو حوار جدي تملك مختلف أطرافه الرغبة في إنجاحه والقدرة على تقديم التنازلات الضرورية لمصلحة التحول الديمقراطي الحقيقي».
وحول استهداف نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز للإسلاميين من خلال إغلاق مؤسساتهم قال « لا شك أن إغلاق جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم خطأ لا ينجي منه إلا التوبة منه وإعادتها إلى أصحابها حتى يواصلوا عملهم المبارك في تربية وتعليم وتثقيف الناس، ولا شك أن النظام يظهر بين الفينة والأخرى أنه حساس من التيار الإسلامي عامة، ونحن في تواصل نتعرض لحملات تشويه وتسميم من أوساط مقربة من السلطة أو تابعة لها».
وأضاف ..عموما نحن قوم تعودنا على مثل هذه الأمور ولن تدفعنا إلى تشدد ولن تأتي بنا إلى بيت الطاعة، خطنا السياسي الوسطي والمعارض معا اختيار له كلفته ولا إشكال في دفعها سواء منها ما كان عاديا ومحدودا أو ما كان شديدا وشاملا، ولكن الكل يعرف كذلك أن الظلم عواقبه وخيمة وأن استهداف التيار الإسلامي ليس نزهة».
وحول مسألة حل حزب التجمع التي راجت حولها إشاعات كثيرة قال محمد جميل منصور «إن حزب تواصل حصيلة نضالات عاش أصحابها أوضاعا مختلفة في المراحل السياسية الماضية، وهو فكرة ومشروع راسخ يؤمن به رجال ونساء في كافة أنحاء الوطن وبالتالي لا يمكن الحديث عن حله بهذه الطريقة».
وتحدث عن الثورات العربية التي قادها الإسلاميون وعما تعانيه هذه الثورات اليوم من تراجع بين وارتفاع لمؤشرات العنف، فأكد «أن الإسلاميين ليسوا هم الذين فجروا هذه الثورات ولا حتى قادوها، فهذه الثورات كانت ثورات شعوب عانت من كل أنواع الحيف والظلم والتطييف، التقت فيها جهات عديدة ومكونات متنوعة من هذه الشعوب من ضمنها تيارات سياسية بالفعل كان أبرزها التيار الإسلامي، هذه الثورات حركها الناس وفجرها الظلم».
وقال «إنه من الطبيعي في مواجهة ثورات شعبية تهدف للتغيير الديمقراطي أن تلتقي بقايا الأنظمة المنهارة والأطراف الإقليمية الخائفة من رياح التغيير والجهات الدولية التي لا تريد لهذه الأمة قومة ولا للديمقراطية فيها قياما، ومن الطبيعي أن يربك هذا التحالف هذه الثورات وأن يحد من نجاحاتها.»
وأكد «أن العنف الذي تعيشه بعض بلدان الربيع حصيلة لفعل الثورة المضادة ( انقلاب مصر- تحالف حفتر وبقايا النظام الليبي السابق- تحالف علي عبد الله صالح والحوثيين) هذا إضافة إلى سلوك القاعدة والمحسوبين عليها.. إذن مسؤولية الثورات وتياراتها الرئيسية عن هذا العنف غير ناهضة، حسب تعبيره.
وعن آفاق هذه الثورات قال ولد منصور»إن هذا النوع من التحولات الكبرى لا يناسب منطق الإستعجال والحكم المتسرع.. العارف بشيء من التاريخ وتجارب الأمم يدرك أن مخاض هذا النوع من التحولات يقتضي زمنا وأن المنازلة مع الثورة المضادة ستأخذ أشكالا عديدة وأنها تنتصر أحيانا وتكسب معركة هنا أو هناك ولكن الحصاد دون شك بإذن الله وتوفيقه سيكون لصالح الشعوب والتغيير».
وقال « رغم مظاهر العنف فالأمل يغلب الألم.. وما استعصاء المقاومة الفلسطينية على المؤامرة وانتصارها، ونجاة تركيا من الاستهداف واجتيازها امتحان البلديات ثم الرئاسيات، ووصول الانتقال في تونس إلى الانتخابات بعقل راحج وتفكير راشد من شعبها ونهضتها وقواها الأساسية إلا مؤشرات أن الكفة في طريقها إلى الرجحان لصالح الشعوب وثوراتها وديمقراطيتها».
الثورات العربية في ميزان الحروب:
لقد تتبعت كل الثورات التي حدثت في كل الدول العربية بداية من الشرارة الأولى التي اطلقها الشاب التونسي ومنها اندلعت في بعض الدول العربية منها مصر وسوريا وليبيا والعراق والتي جلها لم تحقق الهدف المنشود الى يومنا هذا بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمتها شعوبها على مذبح الحرية,
اليوم نجد ان هذه الثورات اخذت منعطفا جديدا لا يخدم الشعوب التي ثارت من اجل تحقيق اهداف سامية منها الحرية والديمقراطية والعدالة والقضاء على الديكتاتورية والاضطهاد والعبودية , لكن تسديدة الشعوب الثائرة غير محظوظة ولم تصب الهدف مائة بالمائة منها الدول التي بقيت تتراوح في مكانها وهي تقتل وتسفك دماؤها على مرأى ومسمع العالم برمته , ومنها من بقيت على سفيح ساخن ووضع لا يبشر بالخير , ومن هذا الوضع اقول وهذا رأيي الشخصي ان هذه الثورات انطلقت على سكة منعرجة وغير مستقيمة سكة بها عثرات لم تمكن الثورات من اخذ خط مستقيم نحن تحقيق اهدافها المنشودة, وبالتالي لا بد من اعادة النظر في هذه الثورات وتقييمها مع التبني لها بشكل صحيح بعيدا عن كل المزايادات من بعض من كان يصيح في منابرها ويدعي زعماتها والعمل على تطهيرها من الأيادي الخفية التي شوهتها والحقت بها الكثير من الضرر .
ولا يفوتني هنا ان اعرج الى ما يسمى بالحروب اقول ان كل ما يجري من قتل وتقتيل وارتكاب الجرائم ضد الانسانية وخاصة في البلدان العربية فان هذه الحروب ان شئتم سميتموها حروبا قد فقدت قدسيتها وليس لها اي صبغة قانونية ولا في الاعراف وبالتالي اجد الحرب الوحيدة المقدسة والقائمة هذه اللحظة هي الحرب على غزة والتي تتوفر على كل المقاييس بان تكون حربا بالنسبة للفلسطينيين ولهم كل الحق بالدفاع عن انفسهم واستعمال كل ما تتوفر عليه المقاومة في استعماله ضد العدو الصهيوني اما الجانب الآخر وهو الصهاينة المعتدين والذين بدأوا الحرب على الفلسطينيين وخاصة منطقة غــزة البطلة فانني اقول هي بالفعل حربا و قداسيتها ثابتة على الفلسطينيين ,هم الذين يحاربون عدوا غاشما متعنتا احلت دماؤه , اما الدماء التي تسيل في كل شبرا من الوطن العربي فهي حرام حرام حرام , اتقلوا الله فيها يا حكام العرب