الريحانية ـ دمشق ـ برلين ‘القدس العربي’ ـ وكالات: تسير العلاقات السورية التركية باتجاه المزيد من التأزم بعد التفجيرين اللذين اوقعا 46 قتيلا في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية، وتم اعتقال تسعة اشخاص الاحد، فيما حملت انقرة مسؤوليتهما لنظام الرئيس بشار الاسد الذي نفى اي ضلوع له في ذلك.
جاء ذلك بينما قال مسؤولون بائتلاف المعارضة السورية إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم 23 ايار (مايو) لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة وروسيا لمحاولة انهاء الحرب الاهلية في سورية.
وقالت المصادر لرويترز إن المؤتمر سينتخب ايضا رئيسا جديدا للائتلاف وسيبحث مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي تعرض لانتقاد شديد. وقال مسؤول بالائتلاف اسيتحدد كل شيء في اجتماع الجمعية العامة.ب
ويعد أحمد خضر وهو زعيم اسلامي معارض مستقل من محافظة دير الزور في شرق سورية من أقوى المرشحين لخلافة هيتو.
وغداة هجوم الريحانية الذي اثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، قالت مصادر عربية ان دول جوار سورية ودولا اخرى خليجية شددت اجراءاتها الامنية.
وقالت المصادر ان الاجراءات الامنية في الدول الخليجية خاصة عند المعابر الحدودية اصبحت اكثر تدقيقا، فيما صعد الاردن مراقبته للحركة على الحدود، وفي اماكن تواجد السوريين، وكان اعتقل بعض السوريين ممن شكك في دوافع وجودهم في مخيم العزيزية.
وفي انقرة اعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان المعتقلين التسعة وكلهم اتراك ينتمون الى ‘منظمة ارهابية على اتصال مع اجهزة الاستخبارات السورية’ مضيفا ان بعضهم ادلى ‘باعترافات’.
وقال اتالاي ايضا ان 38 من القتلى الـ46 تم التعرف الى هوياتهم وبينهم 35 تركيا وثلاثة سوريين.
وبعد ساعات على التفجيرين اعلن وزير الداخلية التركية معمر غولر اعتبارا من مساء السبت ان المسؤولين عن انفجار سيارتين مفخختين امام مقر بلدية الريحانية التي تعد 60 الف نسمة وحيث يقيم العديد من اللاجئين السوريين ‘على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري واجهزة مخابراته’.
واوضح اتالاي ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الاخرى من الحدود بل كانوا موجودين في تركيا. وقال ‘بحسب معلوماتنا فان المنفذين اتوا من الداخل’.
والاحد رفض غولر الادلاء بمزيد من المعلومات حول هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم لكنه قال انهم ناشطون انعرف اسماءهم وانشطتهمب وباتصالاتهم الوثيقةب بنظام دمشق.
وقال ‘لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين اودعوا السيارات’.
وفي مؤتمر صحافي في برلين مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي، حمل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امنظمة ماركسية قديمة مرتبطة مباشرة بالنظامب السوري مسؤولية التفجيرين.
من جهته اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد ان النظام السوري يحاول جر تركيا الى ‘سيناريو كارثي’ عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وقال اردوغان خلال لقاء في اسطنبول ‘انهم يريدون جرنا الى سيناريو كارثي’، داعيا الشعب الى ‘التنبه وضبط النفس في مواجهة اي استفزاز يهدف الى جر تركيا الى المستنقع السوري’.
في المقابل، نفت دمشق الاحد الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بسيارتين مفخختين وذلك بحسب تصريحات لوزير الاعلام السوي عمران الزعبي.
وقال الزعبي امنذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها واجهزتها على سلوك هكذا تصرف او فعل ليس لاننا لا نستطيع بل لان تربيتنا واخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح’، وذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.
واكد وزير الاعلام ان ‘ليس من حق احد ان يطلق اتهامات جزافا’، مشيرا الى ان ‘وزير الداخلية (التركي) يقول ان الاتهام موجه الى سورية وسوف نثبت عندما نصل الى ادلة’.
اضاف ان الاخير ‘يطلق اتهامات ثم يريد ان يبحث عن ادلة وبمعنى اخر يريد ان يصنع ادلة’. وحمل الزعبي الحكومة التركية ‘المسؤولية الكاملة عما حدث’، مشيرا الى انها ورئيسها رجب طيب اردوغان والوزراء ولا سيما وزير الداخلية ‘يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية واخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم’.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاحد إن من المعتقد ان من تورطوا في تفجيري ريحانلي هم من نفذوا هجوما على بلدة بانياس الساحلية السورية الاسبوع الماضي والذي افادت تقارير بان مقاتلين يدعمون الاسد قتلوا خلاله 62 شخصا على الاقل.
وكان اوغلو توعد السبت منفذي التفجيرين من اي جهة اتوا. وقال للصحافيين اثناء زيارة الى برلين ان ‘المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها’.
وعندما سئل بشأن ضرورة الدعوة الى تحرك حلف شمال الاطلسي قال اان ذلك ليس ضروريا في الوقت الحاضرب.
لكن الضمانات التي اشار اليها داود اوغلو لم تمنع الانتقادات التي تتزايد في الصحافة التركية ولدى المعارضة حول سياسة دعم المعارضة السورية واستقبال اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حاليا حوالى 400 الف شخص.
وفي الريحانية حيث جرى دفن اولى الضحايا الاحد، كان التوتر شديدا بين السكان وعدد من السوريين المقيمين في المدينة وفي مخيم قريب للاجئين.
وقال احد السكان ويدعى احمد كسكين لوكالة فرانس برس ‘نريد فقط ان يرحلوا. لم يكن ليحصل اي شيء من هذا القبيل لو لم يكونوا هنا’.
وفي ردود الفعل، استنكرت الحكومة العراقية الاحد التفجيرات ‘الاجرامية’ في بلدة الريحانية داعية دول المنطقة الى التعاون في ما بينها لمواجهة ‘الارهاب والتطرف’.
ودان نائب وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي الاعتداء االارهابي الهمجيب الذي وقع في تركيا السبت واسفر عن سقوط ما لا يقل عن 43 قتيلا ومئة جريح، كما افاد الاحد موقع التلفزيون الرسمي على الانترنت.
وفي بيروت دان حزب الله الشيعي اللبناني التفجيرات قائلا انها اتأتي ضمن سلسلة من الجرائم المماثلة التي تطال الآمنين في أكثر من دولة عربية وإسلامية، والتي لا يمكن إلا أن تكون من صنع أيدٍ إجرامية، كما تحمل بصمات أجهزة مخابرات دولية، تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخلق الفتن والقلاقل في هذه الدولب>
من جانب اخر، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض الاحد النظام السوري بارتكاب التفجير.
كما دانت الحكومة الاردنية التفجيرين. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان ‘الاردن يدين التفجيرات الاجرامية التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا ويعرب عن تضامنه مع الحكومة التركية والشعب التركي الصديق وتعاطفه مع ذوي الضحايا والمصابين’.