هل استمع الأمن لتسجيلات مقتل خاشقجي قبل مغادرة فريق الإغتيال؟

حجم الخط
1

إسطنبول – “القدس العربي” – إسماعيل جمال: واصل زعيم المعارضة التركية كمال قليغدار أوغلو هجومه العنيف على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب سماحه بمغادرة أعضاء فريق الاغتيال السعودي الذي نفذ عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول، دون اعتقالهم لمحاسبتهم على الجريمة، حسب تعبيره.

وقال قليغدار أوغلو في كلمته الأسبوعية أمام نواب حزب الشعب الجمهوري في البرلمان، الثلاثاء، إن قتلة خاشقجي أتوا لإسطنبول عبر طائرات خاصة وخططوا لجريمتهم ونفذوها وقطعوا الجثمان وأخفوه، ثم عادوا بكل أريحية إلى بلادهم.

وقال: “أردوغان يتحدث عن التسجيلات الصوتية ومحتواها ويقول إنه سلمها لدول العالم، يا أردوغان أنت استمعت إلى هذه التسجيلات، وأنت أول من يعلم عن الجريمة، طالما أنك تعلم كل ذلك، لماذا لم تعتقل من قام بهذه الجريمة؟ لماذا لم توقفهم؟ لماذا سمحت لهم بالمغادرة؟” وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع المشاركين لا يحملون حصانة دبلوماسية، هؤلاء قتلة بالأصل، ولا تحميهم أي صفة دبلوماسية”.

ومنذ مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من الشهر الماضي، سربت تركيا معلومات كثيرة حول تفاصيل مقتل خاشقجي وتقطيع جثمانه داخل القنصلية، لكن دون الكشف عن تفاصيل كيفية حصول الجهات الأمنية التركية على التفاصيل.

وكانت “القدس العربي” كشفت آنذاك نقلاً عن مصدر تركي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه، أن تركيا توصلت إلى ذلك من خلال تسجيلات صوتية تم الحصول عليها نتيجة عملية تنصت من قبل الجهات الاستخبارية القنصلية على مبنى القنصلية.

المصدر نفسه، وفي تعقيبه على اتهامات المعارضة للرئيس التركي، أوضح في تصريحات جديدة لـ”القدس العربي”، أن اتهامات المعارضة “غير دقيقة وبعيداً تماماً عن الواقع”، موضحاً أن “الجهات الأمنية التركية استمعت إلى التسجيلات الصوتية عقب انتهاء العملية ومغادرة فريق الاغتيال السعودي المكون من 15 شخصاً للأراضي التركية.

ولفت المصدر إلى أن التسجيل الصوتي لم يكن نتيجة عملية تتبع مرتبطة بشكل مباشر بمتابعة أمنية، مبنية على شكوك سابقة حول قضية خاشقجي، وبينما رفض الخوض في تفاصيل طريقة الحصول على التسجيلات، لفت إلى أن ذلك كان نتيجة عملية تنصت قديمة لا يتم متابعتها على مدار الوقت.

وقال المصدر: “التسجيل عملية روتينية، لم يكن هناك استماع لها بشكل مبكر، ولجأت إليها الجهات الأمنية التركية عقب شيوع خبر فقدان خاشقجي وبدأ تعاملها مع مخاوف حقيقية من اختفاءه داخل القنصلية، وبالتالي تم اللجوء للاستماع إلى التسجيلات وجرى ذلك في مساء يوم الحادثة، بعد أن غادر جميع أعضاء الفريق السعودي المكون من 15 شخصاً”.

وغادر الأشخاص الـ15 على متن طائرتين خاصتين من مطار أتاتورك إلى السعودية عصر ومساء نفس اليوم الذي قتل فيه خاشقجي، وبينما غادرت الطائرة الأولى دون أي شكوك، قالت مصادر تركية إن الطائرة الثانية تعرضت لبعض الإجراءات الأمنية الاستثنائية لكنه لم يكن هناك أي دليل على شيء يمكن السلطات التركية من توقيفهم، خاصة أن عملية البحث تركزت في ذلك الوقت على إمكانية اختطاف خاشقجي على متن الطائرة وهو ما تحقق منه الأمن التركي قبل السماح للطائرة بالمغادرة.

والثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه ينتظر “بفارغ الصبر” من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الكشف عن ملابسات مقتل خاشقجي، مشدداً على أن بلاده ستتابع مسألة مقتل خاشقجي على المستوى الدولي.

وأكد أن تركيا أطلعت كافة الأطراف على التسجيلات الصوتية المتعلقة بمقتل خاشقجي، قائلاً: “جهاز استخباراتنا لم يخفِ شيئا، التسجيلات كانت كارثة بحد ذاتها. حتى أنّ ممثل الاستخبارات السعودية عندما استمع للتسجيلات قال: ربما تعاطى (القاتل) الهيروين، لا يفعل هذا الأمر إلا من تعاطى الهيروين”. وعند تكرار أحد الصحافيين سؤاله عن ردة فعل ضابط الاستخبارات السعودي قال أردوغان : “نعم، الرجل صُدم عند استماعه للتسجيلات، ثمة حقيقة صادمة بهذا الحجم”.

والأربعاء، قال متحدث حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، إنه “لا يمكن تنفيذ جريمة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، دون أمر من جهات عليا، والعالم بأسره يبحث حاليا عن جواب لسؤال من أعطى هذا الأمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    كان على خاشقجي رحمه الله إبلاغ السلطات التركية بدخوله القنصلية (ألا يخاف الإختطاف!), وكذلك كان على خطيبته السيدة خديجة التبليغ عن إختفائه بالقنصلية مبكراً لا أن تنتظر أربع ساعات!! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية