زعيم تركي معارض: جميع الأصابع تشير لبن سلمان في مقتل جمال خاشقجي

إسماعيل جمال ورائد صالحة
حجم الخط
0

واشنطن ـ إسطنبول ـ «القدس العربي»: اعتبر زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشيلي أن جميع الأصابيع تشير إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الحالي.
وقال في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه: «من قتل جمال خاشقجي وبأوامر من من؟، لا نعرف حتى الآن بشكل رسمي، ولكن جميه الأصابع تشير إلى ولي العهد (محمد بن سلمان)»، متسائلاً عن موقع بن سلمان من «الجريمة البشعة التي وقعت بحق خاشقجي».
وعبر بهتشيلي عن أمله في أن يقوم اردوغان بوضع حد للشائعات وشرح ما حصل في قضية مقتل خاشقجي، في خطابه المقرر أمام الكتلة البرلمانية لحزبه في وقت لاحق.
وشدد على وجوب مثول المتهمين بهذه الجريمة أمام القضاء، ومؤكداً على ضرورة أن لا يبقى أي جانب خفي في هذه القضية. وقال: «لنعلم من هم أصدقائنا ومن هم أعدائنا، ومن هم من يتحالفون ضدنا».
وفي السياق، تحول أحد المنازل في ولاية يالوفا القريبة من مدينة إسطنبول إلى محط أنظار المحققين الأتراك في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي والذين يركزون مساعيهم حالياً على كشف مكان إخفاء جثمان خاشقجي.
وبعد أيام من تصاعد قضية اختفاء خاشقجي، وعقب عملية تحري واسعة لكافة سيارات القنصلية السعودية في إسطنبول، حددت فرق التحقيق التركية ثلاثة أماكن اختفت فيها سيارات تابعة للقنصلية عن المتابعة، واعتبرت هذه الأماكن الثلاة مناطق متوقع أن يكون جرى فيها عملية إخفاء جثمان خاشقجي. المكان الأول تم تحديده وهو غابات بلغراد على أطراف إسطنبول، والثاني هو أحد الأحياء الفقيرة في منطقة بنديك على الجانب الآسيوي من إسطنبول، والمكان الثالث هو إحدى القرى بولاية يالوفا الساحلية الواقعة على بعد ساعتين من إسطنبول.
ومع تقدم التحقيقيات توصلت الجهات الأمنية التركية إلى وجود منزل مستقل يتكون من ثلاثة طوابق «فيلا» استأجرها أحد أعضاء فريق الاغتيال السعودي الـ 15 لاستخدامها كـ«مصيف سياحي» وأن السيارة التي اختفت في تلك المنطقة توجهت إلى هذا المنزل الفاخر.
وفي خطابه أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في أنقرة أمس الثلاثاء، كشف اردوغان لأول مرة عن أنه وفي اليوم الذي سبق مقتل خاشقجي في الثاني من الشهر الحالي، وصل إلى إسطنبول فريق سعودي من ثلاثة أشخاص وقام باستكشاف غابة بلغراد في إسطنبول ومناطق بولاية يالوفا، في إشارة إلى المنزل المقصود.

ترامب عن مقتل الصحافي السعودي: كانت «مؤامرة باءت بالفشل»

وأمس وقبيل بدء خطاب اردوغان، قام قوة كبيرة من الأمن التركي بعملية تفتيش واسعة للمنزل المشبوه، حيث جرت عملية تفتيش وبحث جنائي استمرت لساعتين داخل المنزل، دون الإعلان عما إذا تم العثور فيه على ما يثبت استخدامه بعملية قتل خاشقجي والتخلص من جثته. وعلى الرغم من توصل السلطات التركية إلى الكثير من الأدلة والحقائق حول جريمة اغتيال خاشقجي، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى جثمانه رغم تفتيشها مبنى القنصلية ومنزل القنصل ومناطق مشتبه بها في غابات بلغراد وبندك في الجانب الآسيوي من إسطنبول والمنزل المشبوه في يالوفا.
ولم تتمكن الشرطة التركية حتى الآن من تفتيش سيارة دبلوماسية تعود للقنصلية عثرت عليها، الاثنين، في أحد مرآب السيارات في إسطنبول لعدم حصولها بعد على الأذونات اللازمة من الجانب السعودي.
وطالب اردوغان في خطابه، الثلاثاء، بالإجابة على العديد من الأسئلة المتعلقة بعملية قتل خاشقجي أبرزها مكان وجود الجثمان وحقيقية الادعاء السعودي بوجود مساعد تركي لإخفاء الجثمان.
وأكدت الحكومة السعودية أمس الثلاثاء على محاسبة «المقصر كائنا من كان» في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وقال بيان بعد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي إن المجلس تطرق إلى «ما اتخذته المملكة من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، ومحاسبة المقصر كائناً من كان» خلف مقتل خاشقجي، مؤكدا «عزمها على ألا تقف الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك».
وقالت بريطانيا، أمس الثلاثاء، إنه ما زالت هناك أسئلة تتعلق بمقتل الصحافي جمال خاشقجي، ولا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها.
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء تريزا ماي ردا على سؤال حول ما ورد في خطاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في وقت سابق أمس عن مقتل خاشقجي، إن تصريحات الرئيس اردوغان هذا الصباح «تبرز حقيقة أن الأسئلة لا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها».
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مقابلة مع صحيفة «يو.إس.إيه توداي»، الاثنين، إنه يعتقد أن وفاة الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في اسطنبول كانت «مؤامرة باءت بالفشل»، ولكنه أشار إلى أنه سيعارض الجهود لوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة.
وقال إن هناك «عقوبات أخرى كثيرة» محتملة مؤكدا أنه سيتشاور مع الأعضاء الرئيسيين في الكونغرس في تسوية الرد المناسب، مشبهاً الوضع بالمناقشات التي أجراها مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ خلال معركة تأكيد المحكمة العليا للمرشح بريت كافانو.
ودعا نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أولاف شولتس، إلى وقف كافة مبيعات الأسلحة للسعودية في الوقت الحاضر.
وقال شولتس، الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية الألماني، أمس الثلاثاء في بيان صادر عن وزارته: «كافة محاولات التوضيح من جانب السعودية بشأن وفاة جمال خاشقجي غير مرضية على الإطلاق حتى الآن… الحكومة الألمانية متفقة على أنه لا يمكن أن يكون هناك صادرات أسلحة للسعودية في الوقت الحاضر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية