زلزال نتائج الثانوية يهز أمن الأسر المصرية على مستقبل أبنائها… ومشوار النهوض بالتعليم طويل وشاق

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: اكتست صحف القاهرة أمس الخميس 19 أغسطس/آب بلون الفرح تارة والحزن تارة أخرى، بسبب نتائج امتحانات الثانوية العامة التي أصابت الكثير من الطلاب وأسرهم بالصدمة، إثر انخفاض نسب النجاح وتهاوي الدرجات التي أطاحت بأحلام الكثيرين، وحالت بينهم وبين الالتحاق بكليات القمة، وعلى الرغم من تأكيد وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي، أن انخفاضاً كبيراً سيحدث في نسب الالتحاق بالكليات، غير أن تلك التصريحات لم تفلح في أن تهدئ من روع الطلاب.. ومن ضحايا الامتحانات: فشلت محاولات إنقاذ جيهان حسين الطالبة في الثانوية العامة، بعد إقدامها على الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الخامس، عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة، لتنقل إلى المستشفى في الحال وتلفظ أنفاسها الأخيرة. وكتبت الضحية على موقف التواصل الاجتماعي فيسبوك، قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة بساعات الثلاثاء الماضي، طالبة الدعاء لها بالتوفيق والنجاح لإسعاد والدتها، قائلة: «نتيجتي بكرا ادعو لي أجيب مجموع وأفرح أمي بيه». ونقلت جيهان حسين إلى المستشفى بعد تعرضها لإصابات خطيرة لكنها توفيت بعد نقلها إلى المستشفى، متأثرة بإصابتها بنزيف في المخ وكسر في الجمجمة.
من جهة أخرى، واصل كتاب الصحف اهتمامهم بتطورات الأحداث في أفغانستان، وحذّر كثير منهم من تأثير وصول طالبان لسدة السلطة، معتبرين تلك التطورات شديدة التأثير في المنطقة. ومن أخبار الفنانين: كشف الدكتور إبراهيم الزيات عضو مجلس نقابة الأطباء، تفاصيل جديدة عن حالة الفنانة ياسمين عبدالعزيز، مشيرا إلى أن المعلومات الواردة للنقابة تتحدث عن أن الفريق الطبي المتابع لحالتها أدى واجبه كاملًا ما قبل العملية، وأثناء العملية، وبعد حدوث المضاعفات. وأضاف، أن نقابة الأطباء لم تحقق في إمكانية حدوث إهمال في حالة ياسمين عبدالعزيز، وهذا يرجع إلى أنه لا توجد شكوى مقدمة للنقابة حتى الآن، متمنياً أن تتماثل الفنانة للشفاء في أقرب وقت ممكن… ومن الفتاوى الدينية: قال الشيخ محمد العماوي عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، “إن هذا البرنامج “التوك توك” وغيره من البرامج التي تقوم على التربح ويكون فيه ذلك التربح عن طريق كشف العورات والأفعال المحرمة فهو محرم”. وتابع العماوي، قائلاً: “أي شيء أو أي برنامج يعرض للناس أشياء محرمة، ويقوم على كشف العورات وانتهاك المحرمات فهو محرم بربحه وبذاته”، مشدداً على أنه لا يجوز التربح من تلك البرامج مطلقاً قائلاً: “هناك أشياء جيدة في تلك البرامج، لكنه لا يبيح لك التربح منه لأنه قائم على انتهاك المحرمات فهو محرم”.
جريمة المنزلة

يقول محمد البرغوثي في “الوطن” بأنه لو كان مسؤولاً في اللجان الاستشارية لرئيس الجمهورية، في ما يختص بالبحيرات والثروة السمكية، لأعلنت التوبة والاستغفار، عما ارتكبته في حق البلاد والعباد من خطايا، خاصة بعد أن تأكد لي أن ما يحدث في بحيرات مصر حالياً يدخل دائرة التطهير نعم، لكنه لا يمت لتنمية الثروة السمكية بصلة. وطالب الكاتب أن يسارع كل من قدم المشورة أو الرأي في مشروع تنمية بحيرات مصر وتطويرها، أن يسارع بإعلان التوبة إلى الله، والاعتذار إلى السيد رئيس الجمهورية، مع العزم على ألا يخوض غمار الفتوى دون علم حقيقي، بعد أن قدم معلومات خاطئة عن علاقة تنمية الثروة السمكية بتعميق البحيرات الطبيعية إلى مستوى مترين وثلاثة أمتار. كان المطلوب فقط تنفيذ ما يحدث أو حدث بالفعل في بحيرة المنزلة (رفع الصرف الآدمى، هدم أوكار المهربين والمجرمين، وإزالة التعديات من المتنفذين أصحاب تحويطات المزارع السمكية المخالفة، ومصادرة غزول اصطياد الزريعة من فوهات البواغيز، مع الحفاظ على كميات من البوص التي تجذب الطيور البرية، وتعيش عليها آلاف الأسر التي تعمل في الحرف اليدوية). لم تكن بحيرة المنزلة على حدودها المتاخمة لأربع محافظات مصرية في حاجة إلى التعميق بالمستوى الذي يخرجها من تصنيف «بحيرة طبيعية»، ولم تكن في حاجة إلى ما يتبع التعميق من عمليات إطماء لمساحات أخرى بطول النظر وعرضه، لا لشيء سوى المضى في تنفيذ أعمال خاطئة، لا تستند إلى علم أو خبرة، بقدر ما تستند إلى رغبة في إدارة مواتير المعدات العملاقة التي استوردها الرئيس السيسي بهدف الإنجاز السريع، وفقاً لرأي الاستشاريين هواة الأضواء. ربما تم حجب الكثير من الاستغاثات الموجهة إلى الرئيس السيسي، من خبراء وكلها تدور حول الأخطاء المرتكبة في تنفيذ تعليماته بتطهير البحيرات من التعديات، وأعمال البلطجة، والتلوث المتسبب في تدمير الثروة السمكية.لم تكن بحيرة المنزلة وغيرها من بحيرات مصر، في حاجة إلى إنفاق كل هذه المليارات التي استخدمت في شراء حفارات عملاقة، لتعميق المسطح المائي.

كليات القمة!

بعد طول عذاب للأسر المصرية، تم إعلان نتيجة الثانوية العامة يوم الثلاثاء الماضي، وكانت هذه النتيجة كما قال الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد” بمثابة فاجعة بشعة داخل الأسر في طول البلاد وعرضها، صحيح أن النسبة العامة للنجاح أقل كثيراً من السنوات الماضية، وكذلك الحال بشأن تدني المجاميع، ما أصاب المواطنين بالذعر الشديد، خاصة أن كل أسرة لديها طالب في الثانوية العامة. لن نطيل في شأن حالة القرف لدى المصريين من هذه النتيجة السيئة، ولكن دعنا نتحدث بشيء من الصراحة في ما يتعلق بزمن مضى، يعني عندما كنت وأجيالي في مرحلة الثانوية العامة، أذكر أن أعلى كلية طب دخلها الطلاب بنسبة 82%، وكذلك الهندسة والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية. إذا كانت كليات القمة قد دخلها الطلاب في الماضي بمجاميع قليلة مقارنة بما يحدث قبل هذا العام، عندما كان الطلاب يحصلون على نتائج 100%، فليس معنى ذلك أن الطلاب سيحرمون من هذه الكليات التي يطلق عليها «قمة»، والحقيقة أن هذا اللفظ مرفوض جملة وتفصيلاً، فمن وجهة النظر العلمية، ليست هناك قمة وأخرى متدنية، ولا فرق بين كلية الطب وكلية الآداب أو الحقوق.. ويبقى السؤال المهم: من اخترع هذه التسمية الغبية، قمة وغيرها؟ كل الكليات هي قمة، هذه الظاهرة التي انتشرت بين جموع المصريين تحتاج إلى إعادة تصحيح. وأعتقد أنه قد آن الأوان في هذا التوقيت للقضاء على هذه الظاهرة السيئة، التي استمرت عدة عقود من الزمن، ومن وجهة نظري لا بد من أن يتخلص الجميع من هذه النظرة الغبية التي تردد كليات قمة، لأن معنى ذلك أن العلم درجات في هذا الشأن، وهذا لا يقبله أي عاقل، لأن الذي يطلب العلم ويتخصص فيه لا يفكر في كلية قمة أو غيرها، وإنما على كل الطلاب أن يعرفوا أن أي كلية تم ترشيحها لهم هي كلية قمة.

تصحيح المعادلة

أخيرا والكلام لعماد الدين حسين في “الشروق”عادت نتيجة امتحانات شهادة الثانوية العامة لتعكس الفروق بين الطلاب، من حيث مستويات الفهم والذكاء والنبوغ والثقافة العامة. وللموضوعية فإن الفضل الأول في هذا التطور المهم للدكتور طارق شوقي وزير التعليم، الذي يتحدث في هذا الموضوع منذ سنوات طويلة، حينما كان رئيسا للمجلس التخصصي في التعليم، ثم رئيسا للمجالس التخصصية كلها، وأخيرا وزيراً للتعليم. لم يكن منطقيا أن يحصل طالب أو طالبة على 103% «بعد إضافة درجات المستوى الخاص»، في حين أن كل مهاراته هي الحفظ، من دون أن يعرف أي شيء خارج الكلام المحفوظ من كتاب المدرسة أو الكتاب الخارجي. الأسلوب القديم لم يكن مهتما بتكوين الطالب ليكون قارئا ومثقفا إلى حد ما، حتى يستحق هذه الدرجة غير الموجودة إلا في مصر تقريبا. السؤال: كيف انخفضت نسبة النجاح في الثانوية العامة، هذا العام إلى 74%؟ وكيف انخفضت المجاميع بنسبة تصل إلى 10% تقريبا مقارنة بالعام الماضي؟ اعترف الكاتب بالفضل للدكتور طارق شوقي في تغيير نظام الأسئلة ليعكس مستويات الفهم والتطوير والتحليل للطلاب. الذي حدث هو إعادة توزيع الدرجات على الأسئلة الجديدة، بحيث تكون هناك درجات للأسئلة غير التقليدية، ما جعلنا نستطيع اكتشاف الفرق بين كل المستويات، بدلا من الأسئلة شديدة التقليدية التي تعطي ميزة عليا للحفظ والتلقين فقط، وهو بالمناسبة أمر مهم، لكن ينبغي أن لا يكون العامل الوحيد، بل تصاحبه القدرة على الفهم والربط والتحليل والتركيب، وبالتالي صار هناك تمييز للطالب المتفوق بدلا من النظام السابق الذي كان يضع الجميع، أي الطالب المتفوق، والطالب العادي جدا في سلة واحدة.

صائد النوابغ

يرى عماد الدين حسين أن طريقة الأسئلة الجديدة، في امتحانات الثانوية العامة بعضها لم يكن من المنهج بصورة آلية، كما كان يحدث في السنوات الماضية، بل صار يعتمد على المزيد من القراءة والمطالعة في أماكن أخرى غير الكتاب المدرسي، سواء منصات إلكترونية، أو أي مصادر موثوقة للمعرفة. وربما يفسر لنا ذلك أن بعض الطلاب العاديين كانوا يبكون كثيرا عقب الامتحانات لأنهم تعودوا على نمط تقليدي هو الحفظ فقط، في حين أن أي امتحان طبيعي، لا بد أن يتضمن أسئلة سهلة ومتوسطة وصعبة حتى نكتشف النوابغ، فيفيدوا المجتمع في البحث العلمي وسائر المجالات. إحدى نتائج التوزيع الجديد للأسئلة واعتماد الطريقة الإلكترونية في التصحيح، ورصد الدرجات جعل المجاميع تعود تقريبا إلى المتوسطات الطبيعية، وجعلنا مرة أخرى نتذكر أن المستوى الحقيقي لشريحة مهمة من الناجحين تدور حول 60% إلى 80%، بعد أن كان مجموع 95% عاديا جدا، لكنه لا يؤهل صاحبه للالتحاق بالكلية التي يرغبها. من الممكن أن نتفق أو أن نختلف مع رؤية الدكتور طارق شوقي بشأن الثانوية العامة، لكن أظن أنه حتى المختلفين معه سوف يكتشفون بعد سنوات قليلة أنه كان مصيبا جدا في نقطة العودة بالمجاميع إلى مستوياتها الطبيعية، لتقيس الفروق بين الطلاب. ما حدث هو تطور مهم، لكن عليه ألا ينسينا أن المشوار للنهوض بالتعليم لا يزال طويلا وشاقا.

الناجح يرفع أيده

يرى محمد أمين في “المصري اليوم” أنه ليس المهم الرقم الذي حصل عليه الطالب، بل المهم أن يدخل الكلية التي يحبها ويتحقق فيها، وهو رأي وزير البحث العلمي خالد عبد الغفار، الذي كان يرد على انخفاض المجاميع في الثانوية، ويطمئن الناس وأولياء الأمور. حصل عبدالغفار، كما أوضح الكاتب على درجة البكالوريوس في 1 مايو/أيار عام 1984، ودرجة الماجستير في 1 ديسمبر/كانون الأول عام 1989 في الأجسام المناعية للفيروسات في الأسنان، ودرجة الدكتوراه في 1 ديسمبر عام 1995 عن الخصائص السريرية والجرثومية والمناعية.. أيضا الوزير طارق شوقي لم يقل إنه كان من أوائل الثانوية العامة، وليس عنده عقدة من الأوائل، ولم تكن عنده رغبة لتحطيم الأرقام، وإنما كانت عنده رغبة لإعادة القيمة والاعتبار للشهادة المصرية. على أيامي لم يكن هناك 100%، ودخلت كلية الإعلام بـ85%.. وكان هذا المجموع محل تقدير كبير أيامها، وكان الطلاب خاصة الطالبات يبحثن عن الكتب التي ذاكرت فيها باعتبار أن «فيها الوحي».. فكنت أقدم لهم كتب الوزارة فلم يصدقوا.. إنها الكتب نفسها التي معهم، ولكن عليها مراجعات، وآثار أقلام ملونة، كل لون يدل على المراجعة مرة واحدة.. أما كتبهم فكانت نظيفة بيضاء لم يفتحوها.. كانوا يبحثون عن نوعية الكتب الخارجية، وأسماء المدرسين الذين أخذت عندهم دروسا خصوصية.. فلم يكن على أيامنا دروس بهذا التوحش.. ولم نكن نملك كل هذه الأموال.. وكانت الدروس عيبا، ولا نتورط في العيب يبقى على الوزير طارق شوقي أن يمنع الدروس الخصوصية، ويعيد النظام كله، درجات زمان وتعليم زمان دون دروس خصوصية وسناتر، وحجز من شهر أغسطس/آب إلى نهاية الامتحانات.. هل تعلم يا معالي الوزير أن حجز الدروس الخصوصية للعام المقبل بدأ منذ أسابيع مضت؟ إننا نريد أن يفخر الطلاب بمجاميعهم، كما كنا نفخر بلا دروس ولا كتب خارجية، ونريد أن نفخر بالمعلمين الذين يربونهم.. ويا ريت نحتفل بالمعلمين كما نحتفل بالطلاب.. فكل طالب له معلم اهتم به وأخذ بيده ليكون من الأوائل مثل أبطال الأولمبياد، كان تكريم الأبطال مع مدربيهم.

البحث عن سبب

أغلب الظن كما أوضحت أمينة خيري في “المصري اليوم” أن جزءا من التكالب للحصول على النتيجة مبكرا يعود إلى رغبة الأهل في التباهي بمكانتهم الاجتماعية وسط الأهل والأصدقاء.. الناس المهمون فقط هم القادرون على الحصول على نتائج أبنائهم قبل بقية خلق الله. ونأتي إلى الجانب الآخر من مسألة الكونترول، وهو الشخص الذي يفصح عن النتيجة قبل أوانها.. ربما يفعل ذلك محبة ومودة، لكن هذا الإفصاح في حد ذاته أمر غير قانوني حتى لو كان يحدث بحسن نية. حسن النوايا لا تبني أوطانا. كما أن المودة والمحبة لهما آثار عكسية سلبية في مثل هذه الأحوال. فمن لا يتمكن من الحصول على نتيجته ضمن الفئة الأولى المصنفة الأعلى والأهم في المجتمع، سيشعر حتما بأنه أقل منهم. وسيظل هذا الشعور القاتل بأن الجميع ليسوا سواء. ناس فوق تحصل على نتائج أبنائها قبل الآخرين بسويعات، وناس تحت تحصل على النتائج حين يتم الإعلان عنها. وإلى أن نفهم السبب الحقيقي الذي يجعل «الحصول على النتيجة من الكونترول» مسألة حياة أو موت، ومكانة اجتماعية، فسنظل نقرأ ونتابع أسئلة الزملاء والأصدقاء والجيران على منصات التواصل الاجتماعي «ماتعرفش حد يجيب لنا النتيجة من الكونترول؟» دون أن نعتبر السؤال عوارا اجتماعيا وثقافيا في حد ذاته.

أمسك حرامي

من أصعب الجرائم الإلكترونية التي يتعرض لها البعض “سرقة الحسابات” من منصات التواصل الاجتماعي، حيث يسيطر “الهاكرز” كما أكد محمود عبد الراضي في “اليوم السابع”على هذه الصفحات ويسيئون استخدامها لاحقًا، من خلال ابتزاز الأصدقاء ماديا، ونشر محتويات غير مقبولة على منصات التواصل الاجتماعي. وينصح المواطنين بأخذ الحيطة والحذر لتفادي سرقة الحسابات من خلال زيادة معدلات التأمين على الحساب لضمان سرقته، وتفعيل “الإيميل” الذي تم تصميم الحساب بناءً عليه، حيث يخطأ البعض ـ ولا أبرئ نفسي ـ في عدم تفعيل الإيميل القديم الذي تم تأسيس الحساب عليه، ومن ثم تكون هذه النقطة وسيلة دخول الهاكرز بإنشاء الإيميل نفسه والدخول على الحساب وسرقته. ويعرف القائمون على هذه الجرائم باسم “أصحاب الياقات البيضاء” حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون على مكاتبهم، دون أن يتحركوا أو يبذلوا أي مجهود، وتبدأ بعد ذلك رحلة الابتزاز المادي لأصحاب هذه الحسابات. والمتابع جيدا لصفحات الحوادث، يكتشف أن الجريمة تتطور مثل كل شيء حولنا، لاسيما عندما يطوع البعض التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم، ويستغلون عدم دراية البعض بعالم الفضاء الخارجي وعدم معرفتهم بأساليب وقواعد التأمين اللازمة. للأسف، باتت السوشيال ميديا خطرا على البعض، لاسيما في ظل إساءة استخدامها من قبل البعض، الذين يصرون على استخدام كل شيء في الأمور السيئة فقط، ورغم أن التكنولوجيا مصدر مهم للبعض وسهّل الكثير علينا في حياتنا، لكن الخطر ما زال قائما طالما يوجد أشخاص غير أسوياء، مستغلين أن هذا العالم الإلكتروني لا يعترف بحواجز جغرافية، وقد يرتكبون جرائمهم من خارج البلاد، الأمر الذي يستلزم علينا التعامل بحذر مع الإنترنت حتى نكون جميعاً في مأمن.

لهذا تغيرنا

أحداث عديدة تتفاعل من حولنا انتبه إليها الدكتور محمود خليل في “الوطن”، تؤشر إلى أننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا.. أيامنا باتت صعبة. يقول الكاتب: حديثي هذا ليس حديثاً خاصاً، بل هو حديث عام، ولو أنك فتشت في الواقع المحيط القريب منك، فستجد أن هذه الملاحظة مشتركة بين أغلبنا. فتش في أخلاقنا فستجد أنها لم تعد كما كانت.. هل تدري لماذا؟ لأن شعلة التعاطف خبت في داخلنا.. لا أنسى مشهداً عشته وأنا طفل صغير، حين كانت تتجمع كل الأسر التي تعيش في بيت واحد داخل إحدى الشقق التي يملك صاحبها تلفزيوناً ليتشارك الجميع في متعة المشاهدة. كان التلفزيون يعرض فيلم «حكاية حب» لعبدالحليم حافظ لأول مرة بمناسبة العيد.. وصلت أحداث الفيلم إلى مشهد اكتشاف البطل للمرض الخطير الذي يهدد حياته، ترك الإنسانة التي يحبها وسافر إلى الإسكندرية يبكى ضعفه وقلة حيلته ويترنم بكلمات أغنية «في يوم في شهر في سنة».. لا أستطيع أن أصف لك شلال الدموع الذي جلل صفحات وجوه المشاهدين تعاطفاً مع البطل، رغم أن الكل يعلم أن المسألة تمثيل ليس أكثر. من يطّلع اليوم على هذا المشهد قد يستغرب وقد يضحك على هؤلاء البشر الذين يبكون أو يضحكون أو يغنون على «الفاضية والمليانة»، دون أن يدرك أن شعلة التعاطف في داخله قد خبت، وأن القلب قسا، فأصبح كالحجارة أو أشد قسوة.

صِلوا أرحامكم

يرى الدكتور محمود خليل، أن انطفاء شعلة التعاطف هي السر وراء ما تقرأه من حوادث عجيبة تمتد فيها يد البعض إلى أقرب الناس إليهم، الأب والأم والابن والابنة والزوج والزوجة. انطفاء شعلة التعاطف هو السر وراء اختفاء سلوك «الطبطبة» الذي شكّل ركناً ركيناً من أخلاقيات المصريين عبر فترة طويلة من تاريخهم، كانت الطبطبة العامل الأهم الذي يدفع المصريين إلى كفالة بعضهم بعضا، وليس نهب أو سلب وذبح بعضهم بعضا كما يحدث حالياً. ولا يعتذر أحد بالضغوط المعيشية التي يعانى منها الناس، فقد عاش هذا الشعب فترات أشد قسوة على هذا المستوى، ورغم ذلك لم تنطفئ شعلة التعاطف في داخله. هل تعرف أن انطفاء هذه الشعلة هو أصل الفساد في الأرض؟ الإجابة عن هذا السؤال ستجدها في الآية الكريمة التي تقول: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ أن تَوَلَّيْتُمْ أن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ». الآية الكريمة تربط بين عناصر ثلاثة: الأول هو العنصر الإيماني، والثاني عنصر الفساد، والثالث عنصر تقطيع الأرحام. أظن والله أعلم أن رأس هذا المثلث هو عنصر «قطع الرحم»، بما يعنيه من غياب سلوك «الطبطبة» على القريب، فما بالك بالبعيد. قطع الرحم هو أكبر مظهر من مظاهر الفساد في الأرض، فعندما تخبو شعلة العطف والتعاطف يفسد البشر ويفسد بالتبعية ما حولهم، ولا تحدثني عن إيمانهم حتى لو كانوا يرتادون المساجد، ويديرون تلفزيوناتهم على محطات القرآن، وإذاعاتهم على محطة القرآن الكريم، ويحجون البيت ويعتمرون، فإذا لم ترتق العبادة بسلوك الإنسان وتشعل أنوار التعاطف والعطف والرحمة في داخله فهي لا تعدو أن تكون تمثيلاً على الخالق ومخلوقاته. إننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا أكثر من أي وقت مضى.

عالم بائس

العالم حولنا كما تأمله فاروق جويدة في “الأهرام” يحترق في كل مكان تمتد ألسنة النيران تحرق كل شيء، السيول تتدفق في كل بلاد الدنيا، درجة الحرارة اقتربت بل تجاوزت الخمسين في اليونان وإيطاليا، الناس تهرب من بيوتها.. أفغانستان تواجه موجات جديدة من الموت والإرهاب، بعد هروب الجيش الأمريكي.. الحروب الأهلية تدمر قدرات الشعوب ومواردها.. لبنان الغني الجميل يواجه الجوع والإفلاس.. ليبيا ما زالت تعاني وسوريا في محنة والعراق يحاول أن يلملم جراحه.. وسط هذا كله تقف مصر صامدة واعية واثقة تنعم بالأمن والاستقرار، أمام شعب يبني وجيش يحمي وموارد تكفينا عن السؤال، وقوافل من العاملين تتجه كل صباح تعيد للوطن الرخاء والأمان لشعبه.. أحيانا أنظر حولي وأنا أشاهد مواكب الحياة تمضي، ما زلنا نعمل ونبدع وننتج ونصلي ونشكر الخالق على ما وهبنا من الخيرات والنعم، وأهمها أننا ننام في بيوتنا آمنين.. وأن نجد من يمنحنا الثقة واليقين في أن المقبل أفضل وأجمل وأكثر رخاء وأمنا. إنها مصر التي وضعها الخالق سبحانه وتعالى في مكانة خاصة بين شعوب الأرض.. إنها مصر التي قال سبحانه عنها «ادخلوها بسلام آمنين».. وكان الله دائما مصدرا للخير والعطاء لكل شعوب الأرض.. أضاف الكاتب: أحيانا أتساءل بيني وبين نفسى لماذا تغيب عن عيوننا نعم الله وهي كثيرة الأوطان تحترق والفيضانات أغرقت كل شيء، والناس تموت جوعا، وليس في مصر من ينام بلا عشاء.. فما زال النيل يجري والأرض آمنة والسماء مضيئة، هناك سحابات عبرت، ولكن النهار عاد شامخا مضيئا.. كلما مرت على مصر المحن زادتها صلابة وقوة ويقينا، وزادت شعبها وحدة وتماسكا وإيمانا.. ولهذا بقيت مصر في كل الأزمنة والعصور قادرة على أن تتحدى المصاعب وتصنع الأحلام والأمجاد لأبناء شعبها.. إذا شعرت بلحظة حيرة انظر حولك في هذا العالم والدنيا تشهد كل هذا الدمار في البشر والأوطان، ساعتها سوف تدرك قيمة الوطن الذي يحميك.

بلا إجابة

تدور في ذهن المستشار مصطفى الطويل في “الوفد” تساؤلات عديدة لا يجد لها إجابة شافية، أول هذه التساؤلات، هو السيطرة المفاجئة لحركة طالبان على أفغانستان، فهل الهدف من الانسحاب الأمريكي المفاجئ هو إغراء الجماعات والأحزاب الإسلامية المتطرفة حتى تطل برأسها، ومن ثم يتم الإجهاز عليها دفعة واحدة؟ لقد بات الحديث منصبا على ما بعد هذا السيناريو؟ هل ستتحالف طالبان مع المارد الصيني الذي ما زال يراوده الحلم بتفعيل طريق الحرير عبر الأراضي الأفغانية؟ أم أنها ستتحالف مع روسيا حتى تؤمن نفسها من مشاكل قليمية ودولية لا حصر لها؟ في الحقيقة، لقد بدا واضحا أن طالبان اليوم ليست طالبان 2001، أو طالبان 1994 ــ على لسان الناطق باسمها، سواء في تصريحه عن السماح للمرأة بالتعليم والانخراط في سوق العمل، أو في الإعلان عن استعداد طالبان للتحاور مع الجميع، وأنها لن تكون نقطة انطلاق عدوانية واستفزازية للدول المجاورة. فهل يا ترى، ستعترف بطالبان الأمم المتحدة، وأمريكا، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية؟ أم سنشهد في الأيام المقبلة مسلسلا من الحصار الخانق والضغط الاقتصادي والحرب الإعلامية الشرسة؟ أم إننا سنشهد سلسلة من الحروب الأهلية بين القوميات المختلفة؟ أما على المستوى المحلي، فما زال الكاتب يتساءل لماذا يتمسك المسؤولون في مصر على تسمية المدينة الجديدة التي تم إنشاؤها في القطامية شرق القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة؟ لماذا هذا الإصرار على تلك التسمية؟ ثم ما معنى عبارة الإدارية؟ هل المقصود أنها سوف تقتصر على الأعمال الإدارية ولن يقطنها غير العاملين فيها؟ لقد كتب كثير من المجتهدين أسماء عديدة لهذه المدينة الحديثة، لكنها لم تلق قبولا واستحسانا من السادة المسؤولين، لماذا لا نطلق مثلا اسم (المحروسة) على تلك المدينة الجديدة؟ فهو اسم جميل يسهل ترجمته للغات أخرى، فلماذا نصر على مسمى العاصمة الإدارية؟؟ هذا الإصرار لابد أن يكون له تفسير واقعي، فهل من مجيب؟

هنا كابول

تتجه أنظار العالم، كما أشار صالح الصالحي في “الأخبار” إلى أفغانستان وما تشهده من سيطرة حركة طالبان المتسارعة على مقاليد الحكم، وكأن الحرب الأمريكية والتواجد الأمريكي هناك على مدار عشرين عاما كان دعما لطالبان. تابع الكاتب كلامه: على الرغم من أن الحرب الأمريكية في أفغانستان كانت البداية لحروبها في المنطقة.. حيث تبعتها حربها في العراق.. وما نتج عنها من تمدد للحركات الأصولية الإسلامية.. إلا أن النهاية الصادمة للوجود الأمريكي كان مفاجئا حتى للأنظمة العربية.. وعلى الرغم من أن الانسحاب الأمريكي في أفغانستان كان معدا مسبقا في اتفاق فبراير/شباط 2020 في الدوحة إلا أن الانسحاب الدراماتيكي مثّل عنصر قوة لقوات طالبان المنظمة عسكريا. هذه الحركة التي عملت خلال العشرين عاما الماضية في مواجهة القوات الأفغانية الرسمية وليست الأمريكية. الحقيقة أن من يتفاجأ بالتصرفات الأمريكية لم يلتقط الأنفاس، ويهدأ ويفكر بروية.. فقد يكون ممن خدعته الشعارات الأمريكية التي أتت بها إلى المنطقة.. وهي شعارات الديمقراطية ومحاربة التنظيمات الإسلامية المتشددة الإرهابية.. في حين كشفت التجربة الأمريكية أنها كانت السبب الرئيسي في وجود حركات الجهاد الإسلامي.. وكأنها تنسحب اليوم بعدما أكملت رسالتها بإتمام نمو هذا الكيان وتمكين الإرهاب رسميا في دولة أفغانستان.. الذي أتصور أنه سيفرض نفسه في الفترة المقبلة حتى يتم الاستسلام لوجوده باعتراف دولي إن آجلا أو عاجلا.. خاصة بعدما تغير الخطاب الطالباني واعتماده اللهجة المعتدلة الهادئة في الداخل والخارج. وأصبح من الواضح أن موقف روسيا والصين سيتجه للاعتراف بهذه الحركة، بعدما اعترفت دولة الجوار باكستان بها. إن السيناريو الأسوأ الذي ستتعرض له المنطقة يتمثل في إعادة الحياة ومد جسور الأمل أمام الحركات الإسلامية المتشددة خاصة تنظيم “داعش” الذي لا يزال موجودا في العراق وسوريا وليبيا، والذي مدّ جسور التحالف مع طالبان بالفعل.

دموع دبلوماسية

لا يدرى عبدالمحسن سلامة كما أوضح في “الأهرام”، إن كانت دموع وزير الدفاع البريطانى بن والاس، حقيقية أم دموع «تماسيح»؟ حينما انخرط في البكاء، أمام كاميرات التلفزيون، وهو يُعلن أن بلاده لن تتمكن من إخراج كل من تعاون معها خارج أفغانستان. يرى الكاتب أن دموع الوزير والاس هي أقرب إلى دموع «التماسيح»، لأن بريطانيا هي الحليف الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية، التي غزت أفغانستان، ثم تركتها، فجأة، في سيناريو لا يمكن تخيله، على غرار سيناريوهات الأفلام القديمة جدا. ربما يكون السيناريو قد انحرف عن مساره المحدد له من قِبل من وضعوه، لكن في كل الأحوال، لا يمكن إعفاء أمريكا وحلفائها، من توابع هذا السيناريو «الهابط» الذي اعتبره الوزير البريطاني أسوأ انتكاسة للسياسة الخارجية في بريطانيا منذ أزمة السويس عام 1956. وتابع الكاتب: كان المشهد الأسوأ في السيناريو، قبل أيام قليلة، حينما شاهدنا سقوط الأفغان من الطائرات، بعد أن تعلقوا بها، في محاولة للنجاة، ورغم بشاعة المشهد، فإن هناك مشاهد أخرى لن تقل بشاعة، سوف تظهر تباعا، إذا فقدت حركة طالبان عقلها، ودارت عجلة «القتل»، و«التنكيل» بالخصوم، والمنافسين، خلال الأيام المقبلة. رد فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان باردا، وحاول تبرير الانهيار بمبررات غير مقبولة، بل ليست معقولة، لأنه كان من الممكن التوصل إلى تسوية مع «طالبان» أولا، تضمن انتقالا سلسا للسلطة في مدة زمنية محددة، وتأكيد منع وقوع المجازر، التي يتخوف منها قطاع كبير من الشعب الأفغاني، لكن أمريكا تؤكد كل يوم أن من يحاولون التغطية بها، من المؤكد أنهم سيكونون «عرايا» في يوم من الأيام.

الكيف أولاً

استقبلت نشوى الحوفي في “الوطن” تصريحات طالبان حول نيتها مكافحة تجارة المخدرات بالريبة: لا لكون طالبان كاذبة وحسب، بل لأنها لا تستطيع مكافحة المخدرات، حيث ذكر تقرير للأمم المتحدة عن مصادر تمويل حركة طالبان تم تقديمه لمجلس الأمن في هذا العام، أن حركة طالبان ربحت من زراعة وتصنيع وتجارة المخدرات في العامين الماضيين، ملياراً ونصف المليار دولار، بينما ربحت من التعدين في المناطق التي تسيطر عليها مبلغ 464 مليون دولار، أي أن طريق الحرام عند طالبان المؤمنة والمطبقة للشريعة – كما تعلن منذ تأسيسها – أكثر ربحاً لتدعيم موقفها وسلطتها ونفوذها، ولذا فمن الصعب تصديق أنها ستتخلى عن تلك التجارة المربحة مادياً والمحققة لأهداف من ترك لها السلاح والبلد تفعل بهما ما تشاء. تابعت الكاتبة: تجارة المخدرات تساهم بدخل يقدر بنحو 6.6 مليار دولار لبلد كأفغانستان، التي تساهم بنحو 80% من تجارة الأفيون العالمية، وفق تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية، ستصبح وسيلة لمزيد من التغييب في عالمنا العربي، خاصة بعد سيطرة طالبان على السلطة والحدود مع الدول المجاورة لها. لذا لن يقتصر دور طالبان على تصدير الإرهاب واحتواء محترفيه، ولكنها ستواصل تهريب المخدرات التي ستقتل ولكن بشكل آخر. ربما يرى البعض في تلك النظرة نوعاً من تصدير ما اصطُلح على تسميته بنظرية المؤامرة، ولكن دعوني أسألكم: وهل شاهدنا من طالبان على مدار سنوات مضت غير هذا؟ وهل يمكننا تجاهل مشاهد الابتذال عند دخولهم قصر الرئاسة وقاعات الألعاب والمؤسسات البرلمانية؟ وهل يمكننا نسيان ما مضى من سنوات حكمهم في منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية؟ وهل يمكننا تجاوز علاقاتهم بواشنطن وترك السلاح لهم؟ ربما لن تمارس طالبان الإرهاب والاتجار بالمخدرات بشكل فج معلن، وهو ما يرجحه إعلانها للمصالحة مع نخب المسؤولين السابقين في الحكومة السالفة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية