«الهنا غلب الغنى»، أم «الغنى سيجلب الهنا». عبارة يرددها أهل العروس عند خطبتها، فهم يريدون سعادة ابنتهم، وليس المال، الذي في كثير من الأحيان لا يفي بغرض السعادة، لكن وفي هذا الزمن بالذات زمن الاستهلاك بامتياز، هل يحقق المال السعادة الزوجية؟
من يلاحظ المرأة، وأغلب الظن هي والدة العروس، وهي تعرض المهر والهدايا المقدمة من طرف العريس الإماراتي لعروسه العنابية، في عرس بهيج، وفي قاعة حفلات، شبه فارغة، إلا من فرقة «فقيرات» فرق نسائية تغني في الأعراس والمناسبات في الجزائر، وبعض النسوة من أهل العروس، ومصورين، رجل وامرأة، لكن وعلى ما يبدو دون وجود لأهل العريس.
صورة العروسين ملأت قنوات يوتيوب، مرة والعروسان يرقصان على أنغام إماراتية، والعريس يرتدي شالا، عبارة عن علم الإمارات، وبدا وحيدا ممسكا بيد عروسه، وبلباس تقليدي «دشداشة بيضاء»، وعليها قميص مخمل مطرز بدون أكمام.
ما أثار ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هو مهر العروس القيم، وحسب ما كانت تعرضه المرأة في قاعة الحفلات، وكانت تعيده على مسامعنا المغنية، تمثل في «صالون تجميل في دبي، طقم ذهب أبيض وألماس، طقم ذهب أصفر من السعودية، طقم مزيج من الذهب الأصفر والأبيض، وعدة أساور.
حسب موقع «أوراس»، فإن مهر الشابة أثار ضجة واسعة في الجزائر، «رانيا» تزوجت إماراتيا، قدم لها مهرا «خياليا»، تمثل في 500 مليون وصالون تجميل وطقم ألماس وأطقم عديدة من الذهب، وأساور عديدة. وتفاعل العديد من الجزائريين مع الأمر وعبروا عن دهشتهم. بعض رواد منصات التواصل قالوا إن المهر مبالغ فيه، واستغربوا قبول العريس بجميع الشروط، وآخرون يرون الأمر ليس غريبا، مبررين موقفهم أن 500 مليون لا يعد مبلغا باهظا بالنسبة للإماراتيين».
بينما زادت صفحة «عنابة نيوز» على الهدايا والمهر المقدم، المذكور أعلاه، «محزمة بزوج ملايير وسيارة مارسيداس جي كلاس»، الله يبارك ربي يهنيهم».
يأتي هذا الزواج، الذي هو قسمة ونصيب، كما يُقال، بعد ضجة أثارتها بعض المواقع على «تجارة البغاء» في الإمارات والشبكة التي تستغل القاصرات الجزائريات، وغيرهن في هذه الدائرة، تحت ذريعة البحث عن عمل، وأي عمل في غياب المؤهلات العلمية والعملية؟ وهناك من وجد أن تلك الأخبار، والتي يمكن أن تحدث في أي مكان، ومع كل الجنسيات، قد يكون مبالغ فيها بوجود جنسيات كثيرة في الإمارات. وكما هو الزواج من الأتراك وغيرهم من جنسيات مختلفة، الذي بدأ يشكل ظاهرة اجتماعية قائمة بذاتها، بدأ الزواج بالخليجيين يظهر شيئا فشيئا، ويثير تساؤلات ودهشة، مثل زواج «العنابية»، الله يكثر الأفراح، وأن تدوم العشرة.
طقوس «بوجلود العريقة: تتغير وتنتهك!
أثارت احتفالات ما يسمى بـ»بوجلود» أو «بولمون» (المقابل الأمازيغي) جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وهذا بعد الاحتفال بعيد الأضحى، حيث تستعمل جلود الأضحيات كنوع من الأقنعة التنكرية. طقوس واحتفالات بوجلود هي من احتفالات الأقنعة (كرنفالات أو مساخر) كانت منتشرة في كامل البلدان المغاربية، بمناسبة «عاشوراء» أو «عيد الأضحى».
وعلى صفحة «أصوات مغاربية» على فيسبوك، نقرأ سبب مؤيدي الاحتفالات، وسبب معارضيه ومنتقديه، عندما «تحولت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب إلى ساحة نقاش بين مؤيد ومعارض لـ«كرنفال بوجلود»، وهو طقس أمازيغي قديم، ينظم سنويا بمناسبة عيد الأضحى في منطقة «سوس» (وسط).
وحسب الصفحة ذاتها فإن الاحتفال، والمعروف أيضا باسم «بيلماون بودومان» (صاحب الجلود والأقنعة المتعددة) «يستقطب ما يفوق 210 آلاف متفرج كل سنة، ويختتم أسبوعا بعد عيد الأضحى بتنظيم مسيرة استعراضية على شكل كرنفال، يشارك فيه نحو 1200 شاب من أبناء المنطقة». أما «الأصوات المعارضة فـ»ترتفع ضد إقامة هذا الكرنفال، خصوصا بعد أن عرف في السنوات الأخيرة تجديدا في نوعية الأزياء التنكرية، واعتماد المشاركين على المكياج السينمائي، وعلى إبداعات تستقي أفكارها من طقوس «الهالوين» في الولايات المتحدة وأفلام الرعب».
أما الأصوات المؤيدة، حسب «أصوات مغاربية» دائما «فهي تدافع عن هذا الطقس، الذي يرجح مؤرخون أنه يعود لفترة ما قبل دخول الإسلام إلى شمال افريقيا، ويؤكدون أنه تراث ثقافي يلزم تثمينه وتسجيله في قائمة اليونيسكو الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي».
وعلى صفحة «شعوب العالم» على فيسبوك نقرأ «بوجلود» أو «سبع بولبطاين» أو»بيلماون» أو «بولحلايس» أو «إمعشار»، تختلف الأسماء ولكن تجتمع في الفرجة والتسلية والأعمال الخيرية. ولذا يرى بعض الباحثين، أن جذور مهرجان «بوجلود» افريقية مستوحاة من أساطير قديمة، تقوم على مبدأ تقديس الحيوان.
ويظهر أن هذه الأساطير دخلت إلى المغرب مع نزوح الأفارقة الذين هاجروا عبر عصور تاريخية سالفة إلى البلاد، وجلبوا معهم عاداتهم وتقاليدهم، في حين يرى فريق آخر من الباحثين، كما يضيف المنشور، أن أصل المهرجان مستوحى من التراث الأمازيغي، وما يعزز ذلك، حسبهم، أن كلمة «بولحلايس» كلمة أمازيغية. ومن ناحية ثالثة، هناك من أرجع أصل هذا المهرجان إلى التراث اليهودي من خلال كلمات «إمعشار» و»سونة» و»بوهو»، فيما ربطها آخرون ببعض الأساطير التي تتحدث عن وحش تتدلى من الجلود كان يزرع الرعب والخوف في قلوب الناس». وممن استنكر الاحتفالات، التي تمت بنجاح، حسب منظميها ومؤيديها، والتي استقطبت الآلاف «لحسن بحدو»، حيث كتب على صفحته على فيسبوك «نجاحات «بوجلود»، «بيلماون»، «بودماون»: نجح كرنفال «بوجلود» في تحريك عجلة سيارات الشرطة والوقاية المدنية، بدلا من تحريك عجلة التنمية في المدينة.
كما نجح في خلق نوع من الرواج «المستعجلاتي» في مستشفيات «أكادير» بدلا من الرواج السياحي، ونجح أيضا في الترويج لقيم الانحطاط، بدلا من الترويج لقيم الأمازيغية. في بعض الأحيان السقوط أحسن من النجاح». منقول. أما «معاذ لحسن جبران» فكتب على فيسبوك «حين يتعلق الأمر بالإسلام والسنة يقولون لك: تريد أن ترجعنا للخلف 14 قرنا، وحين يتعلق الأمر بـ»يض يناير» أو»بوجلود» لا مشكلة لديهم في الرجوع للخلف 30 قرنا».
وممن انتقد مهرجان «بوجلود» الممثل المعتزل هاشم البسطاوي في فيديو تم تداوله على نطاق واسع، وقال في فيديو مصور بثه على حسابه على فيسبوك «الكل يعلم مقاييس الرجولة ومعايير الأنوثة، وما يروج اليوم على أنه من التراث فهو أمر أقرب للفوضى، حيث إنه لا يجوز للرجال أن يتشبهوا بالنساء، وألا يتزينوا مثلهن. وأضاف «كلنا مغاربة وكلنا مسلمون، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في ذلك، وكلنا مغاربة نريد الإسلام، وكلنا نعلم الحلال من الحرام، رغم أننا نعصي الله مرارا، ثم نستغفر ونطلب الصفح» (من صفحة «ولو»).
وتضيف نفس الصفحة على لسان البسطاوي، المندد بما تم تداوله من مهرجان «بوجلود» بـ»أكادير» هذه السنة «صباغة الأظافر وإطالة الشعر ليست برجولة، موسم «بوجلود» كان يشهد ارتداء جلود الماعز كطقس تنكري بصبغة الرجولة». كل شيء تغير وكان أفضل «بوجلود» للعام الماضي، للشخص، الذي تنكر على طريقة «الفايكينغ». وأحسن «بوجلود» في «أكادير» لهذا العام لا يمكن أن يصنف ضمن أي ثقافة؟
كما أن هناك من طالب بتنظيم «بوجلود» في مبنى يتم فيه تنظيم الاحتفالات والحرف التقليدية المرتبطة به ليصبح مثل كرنفال «ري ودي جانيرو»، ويجلب السياح ويزيد من إنعاش السياحة.
كاتبة من الجزائر