بيروت- “القدس العربي”:
تسبّبت الإطلالة الإعلامية لعقيلة رئيس الحكومة اللبنانية، نوار مولوي، بجدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد دعوتها صبايا وشباب لبنان إلى الاتكال على أنفسهم، وقولها: “لنستغنِ عن العاملات المنزليات ولتعمل الفتيات في المنازل من دون ضرورة للنوم وكي لا تذهب أموالنا إلى الخارج، وليعمل شباننا نواطير أو في محطات البنزين”.
وقد تباينت التعليقات حول كلام عقيلة رئيس الحكومة، وتمّ تسجيل موجة كبيرة من التعليقات الساخرة، ما دفع المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة إلى إصدار بيان جاء فيه: “يحاول البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحوير تفسير روحية ومضمون كلام عقيلة رئيس مجلس الوزراء الدكتورة نوار مولوي بشأن لبننة العمالة في لبنان عبر الاعتماد على اللبنانيين واللبنانيات في الأعمال والمهن المختلفة بدلاً من العاملين والعاملات الأجانب. إن ما قصدته الدكتورة نوار مولوي واضح في سياق الكلام، وهو ينطلق من الحرص على أن يعتمد اللبنانيون على أنفسهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان”.
ومن التعليقات التي رصدتها “القدس العربي” الآتي:
النقيب السابق لمكاتب استقدام العاملات هشام برجي قال: “اللي انبسط بكلام حرم دولته بمفهوم سطحي وعاطفي لازم ينتبه لبعض الأمور: الي قال هيك لا يوجد عنده احتمال قطعاً انه ولاده يمارسوا المهن الي دعت الها خاتون هانم، ولو قالها شخص آخر كنا منوافق لأنه كلام واقع مرير وصلنا اليه بسببهم. كنا نأمل بكلام على ضرورة حماية وتعزيز حق التعلم لولادنا متل ما بيطمح حتى أفقر انسان بهيدا البلد ومش متل ما الحرملك بدها ولاد الناس طموحهم على قدر خدم ونواطير عند بتوع الشأن العام”.
وكتبت إكرام صعب: “عزيزتي نوّار دياب أنا امرأة لبنانية مهنتي “صحافية” أمسح وأكنس وألمع الزجاج وأجلي الطناجر وأعد الإفطار والسحور وبلف ورق عنب.. وبعمل كبة مشوية طيبة وأتسوّق حاجيات المنزل، وأدير موقعاً إخبارياً كتابة وتحريراً وإشرافاً وفوق كل ذلك أهتم بأدق تفاصيل أفراد أسرتي وأهلي (والداي) والجيران أحياناً يعني شو بدك تشغلينا بعد!! لست المرأة اللبنانية الوحيدة التي تحمل (مية بطيخة). يعرف عن المرأة اللبنانية قدرتها على تحمل الكثير الكثير، عرفت بشجاعتها وقدرتها على تحمل الصعاب ونظافة منزلها وفوق كل ذلك تهتم بأناقتها بس بدي تفهميني كيف لنا أن نعمل لننتج؟! إذا كنا صرنا بزمن حكم الدولار المفقود رجاء يا عزيزتي فكري لنا بحلول أخرى”.
وقال ناصر الأعور: “لما وحدة متل مرتو لحسان بدها تقول للبنات اللبنانية انو يشتغلو خدم كرمال هني يسرقو ويقعدو بل قصور عيب و600 عيب. فشرو يذلو الشعب كرمال يغطوا سرقاتن. ليه مين بتكون حضرتها بالأول لتطلع تقول للشعب شو بدو يعمل بكفي”.
ودوّنت ديالا غصيني: “معقول مع احترامي لعمل مدبرة منزل، بس الصبايا اللي عم يدفعو أهلن دم قلبن ليعلموهن، بدا ياهن يشتغلو بتنظيف المنازل بعد في أكتر من هيك مذلة للشعب اللبناني. نحنا جبرتونا نبلّ شهادتنا ونشرب ميّتها بس جيل المستقبل خط أحمر ما رح نرضى تذلّو ولادنا كمان”.
واستغرب لوسيان عون طرح زوجة رئيس الحكومة وكتب: “حطّينا دم قلبنا حتى علّمنا أولادنا وخرّجناهم من أقوى جامعات تتجي واحدة غبية وموتورة تنفّذ خطة اقتصادية قوامها تشغيل أولادنا بالبيوت خدم مطرح الأجانب وبالمطاعم وعلى محطات البنزين! فشرت هي وزوجها وكل السليلة يا عيب الشوم”.
وكتبت كوثر شعيا: “نشكرك سيدة دياب على اقتراحاتك المميزة لكننا نقول لك إن من واجب زوجك المحترم أن يحارب الفساد ويحاكم الفاسدين ويستردّ مئات المليارات من الناهبين ويغلق المعابر غير الشرعية. فإذا فعل سيعيش اللبنانيون في بحبوحة. العمل ليس عيباً لكن العيب أن يذهب اللبنانيون واللبنانيات ليعملوا خدماً في البيوت والسارقون الفاسدون يسرحون ويمرحون”.
في المقابل، كانت تعليقات من البعض ترفض اعتبار العمل عيباً، وانتقدت “العقلية المريضة بالتعاطي مع كلمة خادمة”. وأسف ناشطون للفوقية التي يشعر بها البعض لجهة عدم العمل في محطة بنزين أو تنظيف طريق وجمع النفايات.
وكتبت هلا أبو سعيد: “الشغل مش عيب.. ما في شغل وضيع في عقل لبناني مريض! لو اللبناني اشتغل مكان اليد العاملة الأجنبية من عقود كانت أوضاعه أحسن وأفضل بكثير.. اللبناني ترك الزراعة بأرضه واتكبّر عالتربية الحيوانية لأنه مابدو يشتغل إلا مدير… شغل الأجير مش عيب وشغل الكندرجي والخادمة مش عيب.. العيب هوي التكبّر عالشغل.. مناخير اللبناني اللي واصلة للسما كسرتله راسه. راقبوا نص شباب لبنان مديون عاحق سيارة لأنه بدو تفشيخ وتشبيح… شعب أوروبا ما عنده خدم.. بيستعمل المواصلات العامة للتنقل.. بأستراليا ما في خدم في موظف بيشتغل تنظيفات عالساعة ومعاشه عالي كثير.. الشغل كرامة للإنسان..”.
هذه حياة الفهد لبنانية
يا ريت تكون هي القدوه
ربما نشأت استخدام عاملات في المنازل بعد هبوط الثروة النفطية لدول الخليج ، وتسابق الشعوب في الدول الفقيرة للحصول على مداخيل لسد حاجاتها غير متوفرة في بلدانها ،
تسود ثقافة العيب لكثير من المهن ، والأسباب يمكن لأهل العلم من العلوم الاجتماعية والنفسية توضيحا وشرحها ،. يمكن تنظيم هذه المهنة وإعطاؤها الحماية اللازمة والكرامة التي تساعد في رفع أسباب العزوف عنها ، لتصبح من المهن االمكريمة وغير الوضيعة ، كما ينظر اليها
مأساة اقتصادية واجتماعية ان يستورد العالم العربي الملايين من العمالة في المنازل لما في ذلك من استنزاف للعملات الصعبة والموارد وابناء الوطن يعانونون من البطالة ،، والأهم من ذلك ان تكون تربية الأطفال بيد عمالة ذات ثقافة مختلفة وابتعاد الأم عن التواصل مع أطفالها أما لانها مشغولة أو ان اطمأنت الى وجود عاملة تأخذ دور الأم