زيادة نسبة متعاطي المخدرات تدق ناقوس الخطر وصراعات داخل الكنيسة القبطية

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : تناولت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 22 و23 سبتمبر/أيلول، العديد من المعارك الصحافية بين الحكومة وقوى المعارضة المدنية. كما حفلت بعدد من الأخبار ومن أبرزها. طلاب مصر يبدأون العام الجديد، فيما نفت وزارة التربية والتعليم ذكر مدينة القدس على أنها عاصمة إسرائيل في كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الإعدادي، وخصصت وزارة الداخلية 50 ألف شرطي لتأمين المدارس.
السيسي يستعرض جهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولى أمام الأمم المتحدة. تقرير أسبوعي عن إنجازات المحافظين. تنفيذ التعداد الاقتصادي لأول مرة إلكترونياً في نوفمبر/تشرين الثاني. انتهاء قوائم انتظار الحضانات والرعايات المركزة والسموم. الحكومة تدرس تأجيل خفض جمارك السيارات الأوروبية.
رئيس الوزراء يدشن صندوق تكريم ضحايا العمليات الإرهابية. وزير الخارجية الإثيوبي: لا يمكن الإضرار بمصر وشعبها. مصر تتواصل مع أمريكا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. تأييد إدارج حسن مالك على قوائم الإرهاب. تركيا تحتجز 5 صيادين مصريين على مركب صيد «قبرصي». بدء تحصيل ضريبة الدخل على الأطباء والمحامين. وزيرة التخطيط: لا تعيينات في الحكومة ولدينا موظف لكل 22 مواطناً. علاقة غير شرعية وراء قتل فني كمبيوتر والقبض على المتهمين في إمبابة. ساديو ماني يكشف حقيقة خلافه مع محمد صلاح. مسؤول أممي يشيد بالتطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري.

خدمة ما بعد البيع

يطرح عمر طاهر في «المصري اليوم» حلاً سحرياً لجلب السعادة: «تكثر هذه الأيام الأفكار التي يقدمها البعض لتحسين معيشة الناس، كلها تقريباً تتعلق بالغذاء، أفكر أننا بحاجة أكثر لأفكار تلطف الجو العام، مثل أن يحصل مَن يستخرج بطاقة الرقم القومي على خدمة ما بعد البيع، التي تتمثل في سحب يجري أسبوعياً يتم من خلاله اختيار حامل رقم قومي معين ومنحه إجازة لمدة 3 أيام مع عائلته في مصيف على نفقة الحكومة، أن يختار السحب أسبوعياً رقماً يتم الكشف على عائلته مجاناً، وسحب آخر يحصل الفائز فيه على موعد لمقابلة المسؤول الذي يحدده ليعرض عليه شكواه أو طلباته أياً كانت، وأن يجري سحب آخر أسبوعياً لتقديم هدايا نوعية أقل شأناً مثل، عشر تذاكر لحفل الموسيقى العربية ومسارح الدولة وخصومات في معارض السلع الغذائية التابعة لوزارة التموين وإنتاج المصانع الحكومية، وتجديد مجاني للرخص أياً كانت، وإعفاء لمرة من فاتورة الكهرباء، هل تتخيل كم المعنويات الإيجابية التي ستبثها خدمة الرقم القومي في نفوس الناس من باب الفوز أو حتى من باب انتظار «الحظ يضرب» أو من باب الذكريات اللطيفة التي ستزرعها في وجدان الناس في منطقة علاقتهم بهذا البلد؟ يقع المواطن المصري في غرام الشخص الذي يتنازل له عن دوره في أي طابور، أو الذي يرجوه أن يسبقه في الدخول إلى الأسانسير، وهي كلها مودة مجانية، فما بالك عندما يقدمها له البلد، إذا حدث يوماً إن كان المواطن المصري يشتري بجنيه «لب» ووضع له البائع فوق الكيس نصف كف زيادة مجاناً، فسيظل مُمْتَناً، سيقضي لحظات سعيدة فرحاً وسيُحدّث العالم كله عن هذه «المقلة العظيمة»، فما بالك ببلد يمنحه ولو زجاجة زيت لا يتوقعها؟».

أزمة مياه

«تعاني العديد من المدن أزمة مياه الشرب التي تنقطع لفترات طويلة تختلف من مدينة لأخرى ومن حي لآخر في الصعيد والدلتا وكذلك في العاصمة حيث يشكو كثير من المواطنين من نضوب المياه، بينما تذهب وعود الحكومة بحل الأزمة هباءً رغم الارتفاع المطرد في قيمة الفاتورة الشهرية، وأمس استيقظ الكاتب في «الأخبار» أحمد جلال غاضباً، شركة مياه الشرب في الجيزة بتسلي الناس وتفرفشهم أحسن من التلفزيون.. تفتح الحنفية تلاقي المية مقطوعة، وبعد شوية تفتحها ينزل حاجة لونها أبيض وطبعا مش مية، وبعد شويتين ينزل من الحنفية حاجة لونها أسود زفت، وبعد 3 شويات تنزل حاجة بلون المية وطعمها مش مية.. الحاجة الوحيدة الصح في شركة مياه الجيزة أن الفاتورة بتوصلك في ميعادها وتدفع والجزمة في حنكك، وترجع تفتح الحنفية برضه متلاقيش مية. المفروض الشركة تزود التسالي وتعمل نص ساعة كل يوم تنزل من الحنفية فخفخينا».

خداع المرضى

نتحول بالمعارك الصحافية نحو مافيا غش الأدوية القضية التي يهتم بها أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «إذا كنا نتحدث عن حماية المستهلك فيفترض أن يتم تطبيق القانون لمطاردة الإعلانات الوهمية التي تغرق الفضائيات ومواقع التواصل، فضلا عن الصحف، ولا نقصد فقط القنوات التي تبيع الخرافات وتزعم فك الأعمال وإبطال السحر وجلب الحبيب، لكن الإعلانات التي تروج لأدوية كيميائية أو أعشاب تزعم أنها منشطات أو تعالج أمراضا مستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب، ويقع بعض المرضى في فخ هذه الإعلانات ويوقفون الدواء الذي كتبه الطبيب ليحصلوا على الأدوية الوهمية التي لا يمكن التكهن بتركيبتها أو تحديد أضرارها الجانبية والأصلية التي تصل إلى الموت. إعلانات الأدوية خصوصا يفترض أن تكون حاصلة على تصريح من هيئة الدواء وإدارة الصيدلة، ناهيك عن أن الفضائيات محظور عليها أن تعرض إعلانات تبيع الوهم لأنها تعتبر شريكا في عمليات النصب. ولا يتوقف بيع الوهم على قنوات النصب، لكنه يمتد ليصبح برامج طبية يظهر فيها غير المختصين ليتحدثوا عن الدواء والعلاج والطب ويقدموا نصائح غير علمية ولا طبية، والمريض يتصور أن كثرة ظهور هؤلاء الأطباء المزعومين يعني أنهم أهل ثقة، لكن الواقع غير ذلك، حيث أن هؤلاء مجرد باعة وهم وتجار سوق سوداء، تقف وراءها عصابات تحقق أرباحا خرافية من تجارة الهواء لبرامج طبية وهمية يظهر فيها مدعون، ونحن أمام فضائيات ومواقع تواصل تنشر إعلانات هي في الواقع يمكن أن تقتل المريض بدلا من أن تعالجه. وقد أصبحت بعض هذه الجهات التي تروج أدوية ومنشطات وهمية تلجا إلى مواقع التواصل هربا من المسؤولية المباشرة، على الرغم من وجود قوانين تمنع الترويج لأدوية غير مرخصة».

لمصلحة من؟

«لا يتخيل عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» أن يرى من يطالب بإغلاق واحد من أكبر مصانع الإسمنت وأقدمها. مَنْ يتخذ قرار الإغلاق بسبب عدم قدرته على حل مشاكل الشركة القومية للإسمنت.. ومتى؟ في عز بدايات الطلب على الإسمنت في المنطقة مثلا كل هذا الدمار في العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، وهذه العمليات تحتاج إلى كميات هائلة من مواد البناء، وفي مقدمتها الإسمنت والحديد.. إذ أزيلت مدن كاملة.. ترى كم تحتاج عمليات إعادة البناء.. وكل هذه الدول بلا استثناء ليست منتجة للإسمنت وحديد التسليح، وما كان موجودا تم تدميره بالكامل. وهنا تأتي مصر في مقدمة الدول التي تمتلك مصانع الإسمنت.. ويكفي ما سوف تحتاجه عمليات إعادة البناء، وتعمير المدن والقرى من الإسمنت وحده.. ورغم قربها من جنوب أوروبا، إلا أن المعروف أن دول جنوب أوروبا تخلصت من مصانع الإسمنت فيها، واتجهت إلى شراء مصانع الإسمنت في دول شمال إفريقيا، ومصر في مقدمتها، ولذلك فإن مصر والمغرب في مقدمة من يلبي طلبات ليبيا من الإسمنت، وإن تميزت مصر بقربها بريا من ليبيا.. إننا بدلا من أن نغلق المصانع القائمة يمكن أن ننشئ مصانع للإسمنت بالقرب من حدودنا مع ليبيا.. ومصانع مماثلة في سيناء للتصدير البحري من ميناء العريش إلى سوريا.. أو حتى ميناء دمياط.. وسيناء مجهزة لهذا الدور بحكم تواجد كل المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة. ولذلك أستغرب أننا في الوقت الذي يجب أن ننشئ مصانع جديدة في سيناء وعلى حواف الدلتا وحتى جنوب الصعيد، نجد من يطالب بإغلاق الشركة القومية للإسمنت.. ويبدو أننا تعودنا على الأسهل من الحلول.. يعني إقفل واخلص».

بينما الحكومة تتفرج

«واهم من يتخيل أن أعداء الوطن سيتركون شبابنا يعيش في سلام وأمان هكذا يلفت وليد عبد العزيز انتباه القراء في «الأخبار» مؤكداً على أن هناك مؤامرة كبرى علي شباب مصر.. فبعد الحشيش والبانجو والترامادول ونجاح أجهزة الأمن المصرية في إحباط دخول العديد من الشحنات القاتلة للسوق، ظهر مؤخرا مخدر جديد أكثر تدميرا وإضرار اسمه الاستروكس قد يتخيل البعض أنه مخدر عادي ويساعد على الحركة والنشاط، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، هذا المخدر يا سادة وغيره من أنواع المخدرات الأخرى تدمر الشباب فكريا وجسديا، ويكفي أن أبشع أنواع الجرائم التي شهدتها مصر في الأشهر الاخيرة كان البطل الرئيسي فيها هو المخدرات بمختلف أنواعها.. دعونا نعترف بأن دمار أي دولة يبدأ بتدمير شبابها، حتى تموت العقول ومن بعدها الأجساد وتتوقف دورة الإبداع والاختراعات والاستفادة من الطاقات الإيجابية التي تميز الشباب عن غيرهم باعتبارهم الأمل والمستقبل. ما تشهده مصر يا سادة من انتشار وزيادة نسبة المتعاطين من الشباب لجميع انواع المخدرات يدق ناقوس الخطر بشدة ويتطلب من الاسرة المصرية قبل الدولة سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وعلى المدرسين في المدارس وأساتذة الجامعات أن يقوموا بدورهم الطبيعي بإطلاق حملات التوعية لإنقاذ الشباب من المؤامرة المدمرة.. استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة لأننا ندمر الثروة الحقيقة لمصر ونترك خيرة شبابها فريسة لاعداء الوطن يستكملون مخططاتهم لتدمير الدولة المصرية.. الدول المتقدمة تستورد وتصدر التكنولوجيا.. والدول النامية دائما مستهدفة، لأن الدول المصدرة للمخدرات لا ترغب في أن تستفيق العقول لتظل الشعوب في حالة سكون، وتكون المستهلك الأكبر لكل شيء.. خطر المخدرات اخطر ألف مرة من خطر الاٍرهاب».

متطرفون في الكنيسة

أجرت ساره علام حواراً مهماً في «اليوم السابع» مع الراهب جون الدمنياكي اعترف خلاله بأن هناك مناخا يثير رياح العنف في الكنيسة مستشهداً بجريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس مؤخراً وتابع: قبل مقتله كان هناك من يحرّض ضده واصفاً إياه بالمهرطق، فهل من قتله لديه أسباب دينية ورأى في نفسه أنّه حامي الإيمان؟ قد يكون ذلك! كما أن بعض صفحات الفيسبوك شمتت في مقتله.. لقد كان شخصًا مقلقًا بالنسبة لهم لأنه مسالم جدا وعالم، لا ينظر إلا للعلم. مثل هذه الشخصية تقلق الجهلاء. وأشار إلى أنه بوصول البابا تواضروس لسدة كرسي مارمرقس دخلت الكنيسة القبطية عصر جديدًا، البابا الحالي يهتم بالعلم وتعميق إيمان الكنيسة، ومن ثم يكلف اللاهوتيين في الكنيسة القبطية بالدراسة، ويسعى لانفتاح مع الكنائس الأخرى، وحين توفر هذا المناخ سعى لتقليل الفجوة بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأخرى، والبحث عن المشتركات، وأظن أن هذه الخطوة كانت أملا قديما لدى الكنيسة القبطية، وكان معقدًا قبل وصول البابا تواضروس للبطريركية، وفكرة إعادة المعمودية اخترعها البابا شنودة، فهي لا تراث ولا فكر لاهوتي، وهو أمر هش جدا و«يكسف أي لاهوتي»، لأنني أهدم جزءا في إيمان شخص «لأنه مش عاجبني»، وهي مجرد كلام خرافات بلا أساس لاهوتي. وأكد وجود تيارين في الكنيسة القبطية، الأول يسعى للحقيقة ويعتمد على الإيمان والعلم وليس الأشخاص، وهو تيار مستعد للاعتذار عن أي خطوات خاطئة اتخذت من قبل، لأنهم مهتمون بالإيمان وليس بالأشخاص، أما التيار الآخر فهو أقل علما وأعلى صوتا ويملك لغة الشارع وأكثر سلطة. هؤلاء يرفضون أي محاولة للتقارب مع الكنائس الأخرى، وهذا الصراع خطر بين عقليتين، لأن العقلية الثانية ترى نفسها أفضل من الآخرين وليس لديها رغبة في معرفة موقعها من العالم».

كلنا ضحايا

الموسم الدراسي بدأ أمس الأحد ومثل معظم المصريين محمد سعد عبد الحفيظ الكاتب في «الشروق» يبدو منهكاً من كثرة الأعباء: «أنا أب لثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة.. أكره شهور الدراسة كراهية التحريم، فبفضلها وفضل نظامنا التعليمي القائم على تلقين المناهج والمعلومات وحفظها ثم قذفها في لجنة الامتحان، يتحول منزلنا إلى «عنبر العقلاء» في مستشفى العباسية للأمراض العقلية. ضجيج معركة «المذاكرة» اليومية يصل إلى مسامع سابع جار، ولا يخلو الأمر من إصابات بعض أفراد الأسرة نتيجة تطاير «فرد الشباشب» في غرف المنزل على مدى ليالي الدراسة السوداء التي حلت علينا كما يحل الموت فجأة على تارك الصلاة. منذ أن دخل ابني الأول «مفرمة» التعليم، وأنا أحلم بنظام تعليمي ينزل علينا السكينة ويجنبنا الانهيار العصبي الذي يستمر معظم السنة، ويرد على زوجتي وأولادي مردا جميلا. الكابوس الذي يلاحقنى كولي أمر، هو وصول ابني البكري وشقيقيه من بعده، إلى محطة الثانوية العامة.. أخطط لميزانية الدروس الخصوصية للأولاد الثلاثة، وبحسبة بسيطة يحتاج طالب الثانوية ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه شهريا بحسابات هذه الأيام، ما يعني أن عليّ أن أوفر نحو تسعين ألف جنيه ميزانية مصروفات دروس ثانوية عامة للأولاد الثلاثة، وهو رقم لو تعلمون عظيم على العاملين في الصحافة هذه الأيام. تابعت كما تابع غيرى من أولياء الأمور المداولات التي سبقت إقرار نظام التعليم الجديد، لم ألتفت كثيرا إلى ما قيل حول فلسفة النظام والمناهج والتابلت، فجيلي يسمع الكلام ذاته منذ أن كان الدكتور فتحي سرور وزيرا للتعليم، وكرر خلفه الدكتور حسين كامل بهاء الدين كلاما مشابها، ومضى الخلف على سنة السلف في طرح نظريات عن الجودة والاعتماد».

بثمن بخس

استنتج عماد الدين حسين في «الشروق» أمراً في غاية الأهمية: «أوروبا تسعى لعقد اتفاق شامل مع مصر، يبدو أنه على غرار ما حدث مع تركيا عام 2015، حينما قالت أوروبا إنها ستعطي لأنقرة 3 مليارات يورو سنويا، مقابل منعها تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز، وحزمة من التسهيلات المختلفة تشمل إعفاء الأتراك من الحصول على تأشيرة شينجين. ألمانيا توصلت مع مصر عام 2016 إلى اتفاق مبدئي لوقف تدفق اللاجئين، مقابل «دعم اقتصادي وسياسي لتوفير مناخ وظروف معيشية أفضل للاجئين في مصر، وكذلك إنشاء مركز للوظائف والهجرة وإعادة الدمج في مصر» والكلام السابق على ذمة شتيفن زايرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل قبل عامين. إذا كنا نتذكر فإن القاهرة عارضت فكرة هذا المركز، لأن الأمر قد ينتهي إلى فكرة إقامة معسكرات للاجئين. كلام غالبية الأوروبيين عن حقوق الإنسان يمكن أن يتبخر، في سبيل مصالحها، ويبدو أنها تحاول إغواء القاهرة بالعديد من المزايا، مقابل استيعاب المهاجرين الذين يتم طردهم من أوروبا في معسكرات داخل مصر. لا أعرف هل تم طرح الأمر رسميا على مصر بهذه الصيغة أم لا؟ لكن تصريحات المسؤولين الأوروبيين في الأيام الماضية، تشير لوجود تقدم في المفاوضات، ليس مع مصر فقط ولكن مع بعض دول شمال إفريقيا المطلة على البحر المتوسط. بطبيعة الحال منع الهجرة غير الشرعية واجب أمني وأخلاقي، ومصر نجحت فعلا في ذلك طوال العامين الماضيين، ومن المهم أيضا أن نسعى للحصول على أكبر دعم اقتصادي أوروبي، لكن ينبغي أن ندرس الملف بعناية، ونسأل بوضوح عن المزايا والمخاطر التي ستعود علينا».

وحدهم يدفعون الثمن

الهجوم على الحكومة عرف طريقه لـ«الأهرام» على يد سكينة فؤاد: «إلى متى سنظل ننتظر أن يكون موت مواطن من البشر المتعب والمنسحق في حادث أو كارثة هو وسيلتنا لاكتشاف أزمات وكوارث متفاقمة في جميع جوانب حياتنا.. فينتفض السادة الكبار والمسؤولون والنواب ويتسابقون للفوز بالكاميرات وإظهار بطولاتهم، وأداء ما كان يجب أن يؤدوه قبل الكارثة أو المصيبة، وليفلتوا من أي حساب إذا حدث مع تقصيرهم وإهمالهم! في رقابكم أيها السادة، دماء وحياة كل مواطن يغتاله الإهمال ويغتاله أداء لا يرعى الله ولا قيمة حياة وروح كل مواطن، خاصة من لا يملكون الوجاهة والنفوذ والوصاية والحصانة! وبعد عشرات السنين من الإهمال والتقصير الذي عانى المصريون أسوأ وأقصى أشكاله، هل كان الوزراء والمحافظون الجدد ونوابهم خاصة من الشباب، الذين يجب أن يمثلوا دماء جديدة تضخ في شرايين الإدارة.. هل كان يجب أن ينتظروا توجيهات أو اجتماعات أو كوارث موت مواطنين بالإهمال ليسارعوا إلى ما كان يجب أن يقوموا به منذ اليوم الأول لتوليهم المسؤولية، وهو القيام بعمليات جرد ومسح وتقييم لجميع الخدمات التي تقدم للمواطنين باعتبارهم يعرفون ويدركون، أو هكذا المفروض حقيقة الواقع والوقائع المريرة التي يعيشها المصريون والمستوى المتردي والمؤسف للخدمات التي تقدم لهم.. وهل سمعوا ووعوا ما أعلنه رئيس الوزراء أن للمحافظين كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات ومتابعة المشروعات التي تتم على أرض محافظاتهم».

لن يصمتوا للنهاية

من بين الغاضبين في صحف الأحد محمد عبد العليم في «الوفد»: «الأمل الذي يبحث عنه الناس وبدأوا يفتقدونه وكادوا يصلون إلى المحطة الأخيرة في العثور عليه التي يطقطق عليها اليأس.. وإذا وصل الناس إلى هذه المرحلة فهذا معناه خطير وهو الخطوة التي تسبق الانفجار، وتصبح الحياة هي والموت سواء.. بل من الممكن أن يفضل الموت الذين بلغوا مرحلة اليأس والإحباط.. وأنا لست من دعاة اليأس ولا الإحباط.. بل أن الأمل لا ينتهي عندي في حياة الدنيا، بل يتعدى ذلك بكثير. الأمل موجود أن لا يفلت أحد ممن قهروا الشعب ومن سرقوا أمواله.. الأمل موجود في مقال كاتب محترم لا يأتمر بأمر مخبري النظام أي نظام.. الأمل موجود في استجواب لبرلماني يراعي الله في رسالته باستجواب يكشف التعذيب أو الفساد.. حيث أن معظم قضايا الفساد، والتعذيب كانت موضوع استجوابات نوقشت قبل 25 يناير/كانون الثاني. الأمل موجود في روائي محترم يقدم التاريخ بصدق وليس كمن يكتب تحت عصا مخبري نظام الحكم وقد عرف بأمره يوم اقتحم الشباب مبنى أمن الدولة في مدينة نصر فوجدوا مسودات مسلسلة هناك الأمل موجود أمامنا بأنه لا مستحيل، وقد أصبح الأمل واقعًا وتمت محاكمة حكام ووزراء داخلية وكل من قهر الشعب وكل من سرق أمواله. الأمل موجود في ديمقراطية حقيقية تحول الأحزاب إلى قوة تساهم في سلامة تداول السلطة من خلال دستور محترم.. الأمل موجود في وجود نواب يقولون كلمة الحق في وجه الحكام ولا يصمتون ويموتون خوفًا ورعًبا».

وعود في الهواء

ونبقى مع غاضب آخر وهذه المرة في «الوفد» حيث علاء عريبي يبحث عن الحقيقة: «في ظل ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة المبالغ فيه، من المفترض أن نتساءل عن مشروع المليون ونصف المليون فدان، الذي أعلن عنه من عدة سنوات؟ ولعدم إقبال رجال الأعمال على المشروع، ولتعثر الشركة في تسويقه، سنتجاهل الحديث عن مشروع المليون ونصف مليون فدان ونتحدث عن مشروع آخر سبق وتحدث عنه الرئيس مع وزراء الزراعة، وهو مشروع العشرين ألف فدان. منذ أكثر من سنة تحدث الرئيس عن عشرين ألف فدان تقوم وزارة الزراعة باستصلاحها وتجهيزها، وفي أحد اللقاءات تحدث عن تفكيره في استصلاح 4 ملايين فدان وليس المليون ونصف المليون فقط، وأشار خلال حديثه إلى العشرين ألف فدان، وقال نصاً: ده غير عشرين ألف فدان كده على جنب، بس لو صدقت وزارة الزراعة معنا فيها. ووقف يومها وزير الزراعة، نظنه السابق أو الأسبق، وأكد للرئيس أمام الحضور والملايين التي تتابع اللقاء، مؤكداً التزام الوزارة في تجهيز العشرين ألف فدان في التوقيت المتفق عليه مع الرئيس، ويومها ارتفعت طموحاتنا وآمالنا في إعادة مصر إلى مجدها القديم، وتوفير جميع احتياجاتها من الخضراوات والفاكهة، ومن النباتات الزيتية، والأقطان، وغيرها من المحاصيل التي تدخل في الصناعة، لكن بمرور الأيام اكتشفنا تعثر مشروع المليون والنصف مليون فدان، لأسباب عدة، منها: استيلاء البعض على مساحات من المشروع، ومنها عدم توفر المياه لبعضها، ومنها عدم تجهيز البنية الأساسية لبعضها، ومنها: عدم إقبال المستثمرين المصريين والأجانب على المشروع، لماذا، لم يطلعنا أحد على الأسباب؟».

كلنا في الهم شرق

«لو سألنا جميعاً أنفسنا في صدق وصراحة كما يقترح رجائي عطية في «الوطن» عن نصيب أي منّا من الزهو أو الغرور، لوجدنا أنهما يغمران كياننا من أخمص القدم إلى شعر الرأس، فنحن جميعاً غرقى في الزهو والغرور، وفي خدمتهما والإغراق فيهما وحمايتهما. أخطر وأصعب ما يصادف الإنسان والإنسانية، في زماننا، شيوع القلق وفقدان الأمان في دنيا صارت مليئة بالصراعات والمخاوف والأهوال. يبتعد الآدمى عن الأمان المنشود، حين لا يفطن إلى أن الأمان الحقيقي من داخله وإليه، وأن هذا «الداخل» هو الذي تعرض للنحر والتراجع والتآكل إزاء زحف «ماديات» الحضارة الحديثة المهولة والمذهلة.. أعطت الإنسان ما لا حصر له، لكنها أخذت منه الكثير، لا يُخشى على الحضارة الحالية من تراجع أو توقف أدواتها، فهي في تزايد متلاحق سريع لا يني ولا يهدأ، وإنما الخشية الحقيقية هي على روح وداخل وأمان الإنسان. الحرية هبة ربانية تولد مع الإنسان والقيود من صنع الناس.. وكذلك الاستعباد! الحب صلة ورباط متبادل بين الآباء والأبناء، ولكن حب الأبناء أنانية وحب الآباء عطاء! الروحانية هي الجانب المتطلع إلى المثل الأعلى في الديانات بعامة، لذلك قيل إن الروحانية أكثر نبلاً من التقوى.. لأن ما يحقق وجودنا ويجعل له قيمة هو فقط ما يجعل لمصدر وجودنا قيمة.. فلا قيمة لنعمة الوجود، إلا إذا كان الوجود خيراً، الروحانية غاية داخلية وثبات في العاطفة يعرف ماذا يأخذ وماذا يدع في عالم ينثر علينا شيئاً من سكينته هو وسلامه هو.. يسلك طريقه في المحيط ومعالمه.. لا يغريه شيء أن يشرد، وتملؤه الثقة في أنه يستطيع في كل وقت أن يمضي على الطريق».

الله يكفيه

لا يعدم أردوغان الحيلة في العثور على متعاطفين معه في القاهرة ومن بينهم حلمي القاعود في «المصريون»: «الغرب الاستعماري ومعه اليهود وخدامهم من الأعراب؛ لم يعجبهم أن يكون هناك حاكم مسلم يحتفظ بقامة مرفوعة، ويتعامل باستقلال، ويرفض التبعية، فتآمروا عليه وحرضوا علنا وسرا، لدرجة تدبير انقلاب عسكري ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز 2016 شاركت فيه القوات الجوية والبرية والبحرية، وقصفوا مجلس النواب والاستراحة التي كان ينزل فيها أردوغان، فواجههم الشعب في إسطنبول بصدره العاري، واستشهد مئات من المواطنين والجنود، ونجا أردوغان من الموت بفضل الله، وأخفق الانقلاب، وتم القبض على المشاركين فيه والداعمين له، وقدموا إلى المحاكمات التي ما زالت جارية حتى الآن، والمفارقة أن قوى الفشل العربي لم تخف شماتتها ساعة الانقلاب، ولكنها باءت بالخزي والعار بعد دحره، فتفرغت لهجائه والتحريض عليه، ووصفه بالديكتاتور، وتشويه صورته من خلال نشر الأخبار المسيئة من قبيل «تركيا تستفز جيرانها بقاعدة عسكرية في المتوسط». أما الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا واليهود، فلم تقصر في الدفاع غير المباشر عن الانقلابيين والتنديد بمحاكمتهم، وافتعال الأزمات مع الحكومة التركية، ثم وهو الأخطر اتجهوا إلى تحطيم الاقتصاد التركي، من خلال تقويض قيمة الليرة التركية (خسرت 40٪ من قيمتها منذ أوائل العام الحالي 2018)، وقامت أمريكا بإعلان الحرب الاقتصادية ورفع قيمة الجمارك على الواردات التركية، وفرض العقوبات الاقتصادية على وزيرين في حكومة أنقرة، ولم يخجل اليهودي إيدي كوهين من التصريح بأن اليهود يملكون ثروة العالم، وأنهم سيسقطون الاقتصاد التركي، وبالتالي إسقاط تركيا أرضا، والقضاء على قيادتها الإصلاحية! لقد رد أردوغان على أمريكا بالمثل، ولجأ إلى الشعب لمواجهة انخفاض الليرة أمام الدولار، وتجاوب الشعب معه، كما ساندته قطر بعدة مليارات للاستثمار، واتفق مع بعض الدول على التبادل التجاري بالعملة المحلية. كما اتخذ عدة إجراءات في المجال الاقتصادي ونجح في وقف تدهور قيمة الليرة».

إيران تتذوق السم

نتوجه نحو ايران حيث يرى جمال سلطان في «المصريون»: «حوالي خمسة وعشرين قتيلا حتى كتابة هذه السطور، هم ضحايا الهجوم المسلح الذي شهدته منطقة «الأحواز» العربية في غرب إيران، وهي إمارة عربية كبيرة قامت إيران باحتلالها قبل حوالي مئة عام وضمها إلى الدولة الجديدة بتواطؤ بريطاني، وتشهد الأحواز منذ عشرات السنين حركات عربية معارضة تدعو للحفاظ على الهوية العربية في وجه جهود «التفريس» وأخرى تدعو لتحريرها من الاحتلال الإيراني، ويتعرض الوجود العربي هناك لعمليات قمع عنيفة للغاية ومستديمة ، سواء بالإعدامات للناشطين أو الاعتقالات الجماعية، خاصة أن المنطقة ثرية بالنفط والمعادن، وأغلب تلك الحركات كانت سلمية، لكن العملية المسلحة التي وقعت أخيرا هي استثنائية بكل المقاييس وغير مسبوقة في تلك المنطقة، ولذلك كان وقعها مزلزلا في المنطقة نظرا لخطورة دلالاتها وعواقبها. أيا كانت الجهة التي تقف وراء العملية، إلا أنها مؤشر خطير على أن إيران دخلت في حزام العنف العرقي والطائفي الذي يعصف بالمنطقة، والذي تفجر بعد ثورتها في 1979 التي تحولت إلى مشروع تمدد وهيمنة يستخدم الاختراق الطائفي عبر وكلائها من تنظيمات وكوادر ويوظفه بكل وسائل العنف لفرض أجندته في المنطقة، كما أن إيران يصعب عليها أن تستجلب الإدانات السياسية على تلك العملية، لأنها الدولة التي شرعت للمنظمات الموالية لها استخدام السلاح ضد نظم الحكم أو ضد الآخرين، وهي الدولة التي وضعت اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري أنور السادات، على أحد أهم شوارع عاصمتها، كما أنها الدولة التي تمول حزب الله في لبنان وميليشيات العراق في سوريا وميليشيات الحوثي في اليمن والمنظمات الإرهابية في شرق السعودية، أي أنها هي التي فتحت باب اللعب بالنار عن طريق الوكلاء في المنطقة، ويبدو أن النار بدأت تقترب من يدها وقلبها للمرة الأولى. علامة استفهام أخرى يمكن طرحها على ارتباط العملية وتوقيتها بصبيحة التهديد الأمريكي على لسان وزير الخارجية بومبيو لإيران بأنها ستواجه الردع الأمريكي مباشرة إذا تعرضت مصالحها للخطر، حتى لو كان المتورط وكلاءها في المنطقة وليست هي، فإذا بنا في الصباح التالي نفاجأ بالعملية! على كل حال، يبدو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، يلقي الجميع فيها بكل أوراق اللعب التي يملكونها، والتي كانوا يتعففون عن استخدامها في السابق، ويبدو أن الصيغة الإيرانية التي أحسنت إيران استخدامها لخلط الأوراق في المنطقة ستغري الآخرين باستخدام الطريقة نفسها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية