قال الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام السوداني، إن بلاده تسعى من أجل بناء علاقات طيبة ومتميزة مع دول الجوار، واعتبر تلك الاستراتيجية أساسية لمنع التدخلات الخارجية وخاصة من جانب المتمردين، وركز على ضرورة ترسيخ العلاقات مع ليبيا التي تتجاذبها الانقسامات التي تعصف بمكونات الدولة، لكن الوزير السوداني لم يوضح الكيفية التي يمكن أن يبني بها السودان علاقات طبيعية مع ليبيا في ظل هذا الواقع المهدد لكيان الدولة., وأكد الوزير السوداني أن بلاده تتبع سياسة مماثلة مع كل من «أرتريا» و»إثيوبيا».
أما العلاقة مع مصر فقد وصفها الوزير بأنها استراتيجية، وأشار إلى توترات حدثت بين البلدين، منذ عام 1995 وقد أثرت هذه التوترات على علاقة البلدين علوا وهبوطا، ولكن السودان من -وجهة نظره- تمكن من تجاوز هذا الواقع وأصبحت العلاقات الآن مع القاهرة في أفضل حالاتها بحسب وجهة نظره، خاصة أن المعابر بين البلدين مفتوحة، كما افتتح السودان طريقا بريا بين البلدين، وأكد أن الوجود البشري المصري في السودان أصبح أكثر كثافة، وقد أكد الوزير السوداني أن حوالى نصف مليون مصري يعملون الآن في السودان. وهو رقم لم يكن معهودا في أي مرحلة من مراحل العلاقات المصرية السودانية السابقة. وقال الوزير إن السودان يتطلع إلى تطوير العلاقات إلى مستويات أعلى، وقال إن إسقاط الإسلاميين في مصر هو شأن داخلي لا يعتبر السودان نفسه طرفا فيه.
وبالنسبة لكمية المياه التي تأتي إلى السودان من إثيوبيا قال الوزير إن سد النهضة لن يؤثر على خمسة وسبعين في المئة منها لأن إثيوبيا لا تستفيد من كمية المياه هذه ،ولا يعترض الوزير على استفادة إثيوبيا من المياه التي تنبع في أراضيها في توليد الكهرباء.
وانتقد الوزير الموقف الأمريكي من بلاده وقال إنه لا يتميز بالمنطق إذ الولايات المتحدة لا تراعي مصالحها مع السودان.خاصة في مجال النفط الذي كانت أول من اكتشفه في البلاد في عام 1983، وذلك ما جعل السودان يتوجه نحو الدول الأجنبية والصين بصفة خاصة من أجل تأمين مصالحه. وانتقد الوزير موقف الولايات المتحدة في الصراع الذي دار بين الشمال والجنوب ورأى أن الولايات المتحدة لم تف بتعهداتها، كونها وعدت في حال توصل الشمال مع الجنوب إلى حل للمشكلة القائمة آنذاك فإنها سترفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب وستعفيه من الديون، كما سيتم التعاون الكامل بين البلدين.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه السودان إلى إقامة علاقات أفضل مع مصر فإن الآراء في الجانب المصري تتفاوت وخاصة في مسألة الزيارة المرتقبة للرئيس البشير إلى مصر، وتأتي في مقدمة الأسباب المثيرة للخلاف مسألة ما تردد من دعم حكومة الخرطوم الإسلامية للإخوان المسلمين في مصر، خاصة بعد الظروف التي عايشوها والتي أدت إلى الانقلاب العسكري،
ويأخذ بعض السياسيين المصريين على حكومة السودان موقفها من قضيتي «حلايب» و»شلاتين» اللتين يعتبرهما المصريون أراضي مصرية بينما يعتبرهما السودانيون أراضي سودانية، وهو نزاع قديم لم يتوصل فيه الطرفان إلى حل مقبول.
ويقول بعض السياسيين يجب ألا تفسد هذه القضايا العلاقات بين البلدين خاصة أن زيارة الرئيس «البشير» المرتقبة تأتي ردا على زيارة الرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى الخرطوم في شهر آب/أغسطس الماضي، ولأنها ستفتح ملفات كثيرة خاصة ملف المياه والعلاقة مع إثيوبيا
ولكن من الغريب أنه في الوقت الذي يتطلع فيه البلدان إلى الوحدة فنحن نجد قضايا فرعية مثل قضيتي «حلايب» و»شلاتين» تفسد العلاقات بين البلدين. غير أن بعض السياسيين المصريين يرون أن الذي يثير قضية «حلايب» و»شلاتين» ليس هو الجانب المصري بل هي جماعة الإخوان المسلمين في السودان التي تريد إفساد العلاقة بين شعبي البلدين بحسب رأيهم.
وبعيدا عن أجواء الخلاف والصراع، فإن هناك سياسيين مثل «علاء عبد المنعم» الذي يرى أن السودان امتداد استراتيجي لمصر، كما أن مصر من أهم الدول للخرطوم. وأنه يجب أن تكون هناك دائما جسور للتفاهم بين البلدين.
ويطالب عبدالمنعم بالترحيب بزيارة الرئيس «البشير»، على الرغم من الاختلاف معه حول موقفه من الإخوان المسلمين. وقال يجب أن ندعم جوانب الاتفاق ونقلل من شأن جوانب الاختلاف.
ورأى كثير من السياسيين المصريين أن البشير من المؤيدين للإسلام السياسي، ولكنه في النهاية هو رئيس دولة ويجب الترحيب به من هذا المنطلق، ويبدو ذلك غريبا ولم يحدث مع أي رئيس سوداني كان يعتزم زيارة مصر، وكان المفروض أن ينظر جميع هؤلاء السياسيين إلى العلاقات الخاصة والتاريخية التي تربط بين مصر والسودان
٭ كاتب من السودان
د. يوسف نور عوض
مصر يا اخت بلادى يا شقيقة
يا رياض عذبة النبت وريقة
مصر يا ام جمال ام صابر
مل روحى انت يا اخت بلادى
سوف نجتث من الوادى الاعادى
فلقد مدت لنا الايدى الصديقة
هل يفهم المصريون هذه الكلمات التى صاغها المرحوم د تاج السر الحسن اواخر الخمسينات
ام سيتمسكوا بحلايب وشلاتين
وينسوا باقى الشقة