تونس – «القدس العربي»: تستعد تونس لاستقبال العاهل المغربي محمد السادس الذي يفترض أن يزورها نهاية الشهر الجاري ضمن وفد اقتصادي وأمني كبير.
وتأتي الزيارة بعد عدة أشهر من زيارة رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة للرباط، ويفترض أن تركز بالدرجة الاولى على التعاون الأمني والاقتصادي في ظل الوضع المضطرب الذي تعيشه المنطقة.
وكانت مصادر من داخل المجلس التأسيسي (البرلمان) أشارت إلى أن البرلمان سيعقد جلسة استثنائية يومي الجمعة والسبت سيحضرها الملك محمد السادس، دون تقديم أية معلومات اضافية حول مضمون هذه الجلسة.
ومع اقتراب الزيارة، شددت السلطات التونسية إجراءاتها الأمنية داخل العاصمة، كما قامت قوات الأمن بإزالة الأسلاك الشائكة التي كانت تحتل جزءا كبيرا من شارع الحبيب بورقيبة و»تشوه» المنظر الجمالي للعاصمة.
ويرى الباحث المغربي د. إدريس لكريني أن الزيارة تأتي في ظروف اقليمية حساسة وخاصة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا ومنطقة الصحراء والساحل الافريقي، داعيا دول المنطقة إلى تجاوز خلافاتها الجانبية والتعاون فيما بينها بهدف مواجهة الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة.
ويعقد وزراء خارجية دول المغرب العربي الأحد اجتماعا طارئا في تونس لمناقشة الوضع في ليبيا التي تشهد صراعا سياسيا وأمنيا كبيرا بين البرلمان والحكومة وقوات اللواء المنشق خليفة حفتر.
من جانب آخر، يرى لكريني أن زيارة العاهل المغربي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين تونس والمغرب «في ظل التشابه الكبير بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي».
ويضيف: «تونس نجحت حتى الآن في إدارة مرحلة ما بعد الثورة بكفاءة وخاصة بعد اطلاق الحوار الوطني والمصادقة على الدستور، والمغرب بدوره نجح في مراكمة عدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي عززت الاستقرار والتنمية في البلاد».
ويتابع « ثمة جانب هام أيضا للزيارة ويتمثل بدعم الاتحاد المغاربي في ظل التطورات التي عرفتها المنطقة، إذ أن بقاء الجمود في الاتحاد يكبد المنطقة خسائر كبرى، وأعتقد أن البلدين لديهما مقومات كثيرة تساعدهما في دعم بناء الاتحاد المغاربي على أسس سليمة».
وكان المغرب وافق مؤخرا على تدريب أئمة من تونس وليبيا وعدد من الدول الافريقية الساعية للاستفادة من التجربة المغربية في مجال إدارة المساجد وعقد المجالس العلمية التي تنادي بالاعتدال والتسامح الديني.
حسن سلمان