بغداد ـ «القدس العربي»: أثارت زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إيران موجة من الجدل والنقاش لدى العراقيين مجددا حول مدى النفوذ الايراني في العراق وتأثر الساسة العراقيين بالإرادة الايرانية.
وقد تابع العراقيون الذين التقتهم «القدس العربي» في بغداد لقاءات العبادي في طهران مع المسؤولين الايرانيين بدءا من المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني والمسؤولين الأمنيين بمشاعر القلق تداعيات الزيارة على زيادة الدور الايراني في الشأن العراقي والأوضاع في البلاد . وقد ركز الدكتور عامر السعدي المدرس في جامعة المستنصرية على تأكيد المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي لرئيس الوزراء حيدر العبادي أن القوات العراقية قادرة على دحر الإرهاب وهي ليست بحاجة الى التحالف الدولي». وهو ما اعتبره السعدي أنه توجيه ايراني للحكومة العراقية بعدم قبول تواجد قوات برية أجنبية في العراق خاصة وإن العبادي أكد «نحن نؤمن بأنه من خلال البصيرة لدى الشعبين العراق والإيراني، ودعم علماء الدين وإرشادات سماحتكم قادرون على اجتياز هذه المرحلة «.
ونبه الدكتور السعدي على ان استقبال العبادي لدى وصوله الى مطار طهران تم من قبل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين عبد اللهيان وليس من قبل مسؤولين بنفس المستوى للعبادي. واعتبر الدكتور ذلك الاجراء رسالة لا تبعث على الارتياح وتظهر العقلية الاستعلائية الايرانية تجاه العراق .
وأعرب عن اعتقاده بأن العبادي كان لا بد له من زيارة ايران لتأكيد الروابط القوية بينها وبين الحكومة العراقية عموما والقادة الشيعة خصوصا، مشيرا الى أن ايران قادرة متى أرادت ومن خلال أدواتها على خلق الكثير من المشاكل للعبادي وتصعيد التوترات الأمنية والطائفية ، لذا جاءت الزيارة لتطمين ايران ان توطيد العلاقات بين حكومة العبادي مع الغرب في مواجهة تنظيم داعش لن تكون على حساب التحالف الاستراتيجي مع ايران .
وأشار احمد الدليمي الضابط المتقاعد ان أمين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني تحدث أثناء لقائه العبادي قائلا ان «استمرار التعاون بين العراق وايران بهدف تعزيز الطاقات الاستراتيجية والحيوية وان توجه ايران يرتكز على نقل التجارب الى القوات المسلحة العراقية في مجال مكافحة الارهاب».
وهو ما اعتبره تأكيدا على تعزيز الدور الأمني والعسكري الايراني في القوات المسلحة العراقية خاصة وان شمخاني سبق وأن زار العراق في خضم مواجهة القوات الحكومية للجماعات المسلحة المناهضة للحكومة. وذكّر الدليمي بتصريحات المسؤولين الايرانيين بأن التدخل الايراني منع سقوط بغداد وأربيل بيد تنظيم داعش، كما تبجحوا بدورهم في رفع الحصار عن آمرلي الشيعية في صلاح الدين. وعبر الدليمي عن تخوفه من أن تؤدي الزيارة الى استفحال دور الميليشيات الصديقة لايران وزيادة مساحة تحركها على الساحة العراقية.
وأكد الدليمي « ان حجم ودرجة التغلغل الإيراني، وقوة الجماعات الطائفية المسلحة وهيمنتها على صناعة القرار العسكري العراقي بعد انهيار الجيش العراقي المقرر سلفا في مكتب نوري المالكي العسكري قد جعل للإيرانيين في نهاية المطاف الموقع المؤثر في أي تطورات داخلية عراقية».
ونبه الدكتور عبد الله الجبوري من جامعة بغداد الى خفايا واتفاقيات غير معلنة هي الهدف من وراء زيارة حيدر العبادي. واشار الى تسريبات ايرانية منها تصريحات كنعاني مقدم القائد السابق في الحرس الثوري الايراني التي قال فيها « نحن على ثقة بأن حكومة بغداد ستطلب قريبا ارسال قوات برية ايرانية «. وهو ما يخشى العراقيون وقوعه لأنه سيمثل تصعيدا خطيرا في النفوذ الايراني في العراق .
كما ذكر الجبوري ان رئيس هيئة التنمية الاقتصادية الايرانية ـ العراقية رستم قاسمي، أشارالى ان زيارة العبادي الى طهران تتضمن التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة والتعرفة الجمركية التفضيلية والمعايير، وأن «حجم الصادرات الايرانية للعراق بلغت 13 مليار دولار العام الماضي ومن الممكن بلوغها 25 مليار دولار، اذا ما ازيلت العقبات التصديرية، كما كشف قاسمي ان ايران تستقبل سنويا 1.7مليون سائح عراقي. ومن المتوقع ان يتضاعف هذا الحجم الى ثلاثة ملايين شخص مع رفع اجراءات تأشيرة الدخول ما يترتب عليه من عائدات هائلة من النقد الاجنبي.
وأكد العديد من العراقيين ان هذه المؤشرات وخبرتهم السابقة في التعامل مع السياسة الإيرانية في العراق التي تعتمد أساليب المساومة والضغوط، كما إن سلوك الحكومات العراقية بعد 2003 تشير الى توجهات لدى الحكومة العراقية لتقديم المزيد من التسهيلات والتنازلات للنشاط الايراني المتزايد في جوانب الحياة العراقية .
مصطفى العبيدي
الامر واضح .
إذا كانت وجهة الرئيس اليمني او المصري الاولى الى السعودية . فمن حق الرئيس العراقي أو الأفغاني أو الاذربيجاني أن تكون وجهته الاولى الى ايران .
لا ترغموا أحد على أحد . كل الدول العربية باستثناء دولتين أو ثلاث تسببت في معاناة الشعب العراقي خلال عشرين سنة .
و فتحت ايران أبوابها و مستشفياتها و جامعاتها للعراقيين و يمكن للعراقيين الدخول الى ايران بسياراتهم والتجول والسياحة في ايران بدون أي مشكلات أو معوقات .
ولكن الامر بالعكس للمقيم المصري او اليمني او السوداني أو المغربي أو الصومالي . فلا يستطيع الذهاب الى العمرة حتي وإن كان مقيم في السعودية الا بإذن الكفيل أو كل خمس سنوات مرة واحدة .
ولا يستطيع أن يزور صديق او عائلة له من الاقارب في منطقة ثانية الا بتصريح مسبق .
ولا يستطيع أن يقوم بتحويل اموال لأهله في بلده أكثر من الحد المسموح به .
وهناك أمور كثيرة لا يمكنني التطرق اليها . والسكوت عنها أفضل .
سبق وإن عشت شخصيا في السعودية وعندما رأيت معاملة الحكومة للمقيمين كالعبيد استأثرت العيش في دولة آسيوية رخيصة و لدى وظيفة محترمة و استطيع التنقل بين مدنها بدون أي مشكلات و بالرغم من توفر الوظيفة المناسبة لي في السعودية بالاضافة الى مزايا السكن والبدلات الاخرى و مازلت احتفظ بصداقات كثيرة هناك. إلا أن كرامة الانسان فوق كل شئ . و رحم الله امرء عرف قدر نفسه .
وتحية للجميع .
السيد علي من ارمينيا المحترم…
انت نظرت الى الجانب الذي ربما تراه مشرق من ايران حسب مقولتك المحترمه
فكون ايران تستقبل العراقيين بجامعاتهم واسواقهم والسماح بالدخول دون فيزا للعراققين بسياراتهم او حتى بدرجاتهم الهوائيه…. هذا لا يعني ان تنسى الدور الايراني القذر في العراق وان كل ذلك سوف يغسل الدماء البريئه التي اسالتها ايران في شوارع بغداد… كم قتلت ايران من علماء وقادة الجيش العراقي وكم من مفخخه وضعت في الاسواق وكم من امام قتلت بميليشياتها الطائفيه وكم مسجد دمر وكم حرة اغتصبت امام زوجها واولادها على يد قوات بدر او الغدر والتي تمول وتدرب في ايران …
زيارة العبادي الى ايران اقرب ما تكون تشبيها الى زيارة رؤساء امريكا الى اسرائيل فكلاهما يأتي كي ينال الثقه والبيعه وتجديد الولاء
شكراً للاستاذ العبيدي على المقال…
أيران وكذلك تركيا (دولتين مسلمتين جارتين) والسعودية (دولةعربية مسلمة جارة) هم الاهم في ثقلهم الحضاري والبشري و التأريخي على العراق…. ولذلك فمن واجب رئيس حكومة دولة مستقلة ذات ” سيادة مطلقة على كامل ترابها ” مثل ما يوعدنا الدكتور العبادي أن يكون العراق… فمن الطبيعي والبديهي أن تفتح صفحات علاقات جديدة ” متوازنة و متكافئة ” مع جميع بلدان الجوار لاسيما الثلاث الرئيسة…
ولكن ما تم من تخريب للعلاقات بين الحكومة السابقة ” الفاشلة بأمتيازلمدة 8 سنوات عجاف” مع تركيا والسعودية والميل ” بتبعية كاملة ” لايران ” ولاية الفقيه ” يحتاج – بتقديري – الى زمن ليس بالقصير وجهد غير عادي والله تبارك وتعالى يكون في عون أخونا د. حيدر العبادي … الاساس في هذا الموضوع بكامله هو ” الموازنة والتوازن والعقلانية والاحترام المتبادل”… والله من وراء القصد !!!