خنتهن ولم أخنك. لم أسمح للجغرافيا مقاطعتي وأنا أرمي بك حبيبات من هذا القلق. قلِقٌ عليك ولا ريح تحتي. قلِق ٌعليك أوجّه اغماءتي شمالا أو جنوبا. لا أجد غير ورقك لأرمي فيه قلمي وسوأته. لأرتمي فيه في نهاية المطاف بقلقي. لأستنشق رقصات بربرك وعربك والتّائهين خلف خبز لم يوجع أحدا. كأنك فوق كتفيّ تحوّلين أعصابي الدقيقة إلى عشّ لبيضاتك. كأنّك ما ألتقي على وجوههن وأفشل في تقبيلك كما ينبغي فيهنّ. كأنك ما يستقيم على المرآة بدل مرارتي وألمسك في انتفاخ الحنجرة ببكاء البدو العريق. كأنّك في كلّ القصائد حتى التي لم أكتب! في كلّ الوسائد حتى التي تدحرجت في عزّ الحلم السّاخن. في كلّ مكان أنت أشتقّك من جذور لسان العرب كلّ مرة وأطلقك غزالة تفعل بلغتي ما تشاء إذ أنت ما أشاء وما لا أشاء. بعد كم سيجارة ستمرّين من أمام ورثة الانتظار؟. ساحتك ساكنة وليس فيها الكافي من الأعشاب المهملة للفراشة التي صمدت ولم تهاجر. هو مهمل كفاية كدفتر موسيقيّ قديم. كلّ الشبابيك متعبة تتدلى منها الألسنة جافّة تلهث لهاث الكلاب. هو يلهث كسائب يعدّ القطط السّائبة ويقرّر: لا خير في بلد يلقي القطط والقصائد في المزابل. أمّا القصيدة فقطّة تموء من الجوع في محطة من محطّاتك العامّة. يسقط جناح قصر رملي في رئتيه مع كل سيجارة. تعلو سيجارة مع كلّ انتظار. ضاحكو الأمس يرقصون اليوم. حزانى الأمس هم حزانى اليوم. متى تمرّين لإنقاذ الجينات من فعلة الانتظار؟ يعود مجانينك أدراجهم يجمعون قطع أرواحهم التي تناثرت في الصرخات الأخيرة. وهو بعد طير لم يهاجر لخلل في السّرب. ساحتك شاغرة فمرّي لتعميرها بضفائرك العامرة بالرياح! ساحتك عامرة بما يشبه رقصة الأصنام المذبوحة. فهيّئي ديانات جديدة تليق بالانتظار الطويل. ها هو يفكّر مليّا في الخطأ الشائع بين أطفالك: ‘غسل الوجه واليدين’ مع أنه يوجد في ساحتك من له أكثر وجه وأكثر من يدين وها هي كلّها تفقأ قلبك. مرّي كي تنسحب الوحوش من قهوته ويعود الاخطبوط إلى شؤونه البعيدة! هو جرّب كلّ الأرحام، كلّ الدماء، كلّ الظلام.، كلّ الكلام. الولاّدة تقف بلا صوت أمام ساقيك المشرعتين. الأب في اللامكان بلا اسم، بلا مهنة، ينتظر البكاء كدليل وحيد عن الرضّع. بين ساقيك رغوة، على وجهك صفرة تشدّين حبل صرّة متدلّ من ذهن الوجود. وساحتك منقسمة إلى مصرّين على الانتظار ويائسين منه.’ ‘ شاعر من تونس