الرباط – «القدس العربي»: اختلطت شكاوى أصحاب سيارات الأجرة في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، فبعد أن كانت تهم أزمة جائحة فيروس كورونا والتسعيرة وقلة الرواج والحافلات، أصبحت تتعلق اليوم بمزاحمة “الترامواي” لها في “سوق” النقل العمومي، وفق ما أكدوه في لقاء مع رئيسة المجلس البلدي، نبيلة الرميلي.
وبخصوص مهنيي سيارات الأجرة، فإن “الترامواي” يشكل منافسة غير منصفة و”لا تخدم مصالحهم”، ويريدون “المناصفة” في الحقوق بينهم وبين الشركة.
واغتنم السائقون فرصة أول لقاء جمعهم بمسؤولة المدينة نبيلة الرميلي، ليبثوا شكواهم الجديدة من “الترامواي” الذي كان له الفضل قبل كل شيء في حل أزمة النقل التي عاشت تحت وطأتها العاصمة الاقتصادية قبل مجيئه.
اللقاء الذي جرى في مقر مجلس مدينة الدار البيضاء، حضره -حسب ما أفاد به موقع “اليوم 24”- ممثلون عن نقابات سيارات الأجرة، إلى جانب الرئيسة نبيلة الرميلي، حيث شدد المهنيون على ضرورة ضمان الرواج لسيارات الأجرة واحترام قوتهم اليومي، من خلال إيجاد أماكن قارة تخصص لهم.
وتعدّ شكاية سيارات الأجرة من “الترامواي” ومزاحمته لهم جديدة على مستوى نقلها إلى المسؤولين المحليين عن العاصمة الاقتصادية، فقد كان صراع سيارات الأجرة يقتصر على حافلات النقل العمومي والمحطات ورفع التسعيرة وتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، كما أن سكان الدار البيضاء كان لهم دور في ذلك خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد رفع الحجر الصحي والاستئناف التدريجي للحياة.
صراع المواطنين مع مهنيي سيارات الأجرة، جاء على خلفية ما وصف بـ “تغول التاكسيات”، خاصة في جانب التسعيرة التي قرر المهنيون رفعها بحجة الأزمة وفترة التوقف السابقة، إضافة إلى تخفيض عدد الركاب.
طبعاً، كان سكان العاصمة الاقتصادية في موعد الاعتراض على الزيادة التي اعتبروها غير مبررة وغير مقبولة، وكان أن قاطع عدد منهم سيارات الأجرة ولم يستقلوها مجدداً طوال فترة من الزمن تلت الخلاف الذي احتدم، ولم ينته إلا بعد عودة الأمور إلى سابق عهدها أو ربما تناساها الجميع، وتعود جيب المواطن على الدراهم الزائدة.
لم تكن وحدها الدار البيضاء معنية بهذا الجدل القديم الجديد بين المواطنين وسيارات الأجرة، بل حتى العاصمة الرباط عاشت ذلك بعد قرار المهنيين أيضاً زيادة درهم وأكثر في سعر تنقل المواطنين في جميع الخطوط تقريباً.
ويعبر الرباطيون عن استغرابهم من الإبقاء على الثمن الجديد، رغم أن عدداً من سيارات الأجرة لا تحترم الطاقة الاستيعابية المحددة في خمسة ركاب، بل عادت إلى ستة.
وبالعودة إلى لقاء نقابات سيارات الأجرة في الدار البيضاء برئيسة المجلس البلدي نبيلة الرميلي، فقد كلفت هذه الأخيرة أحد نوابها بتشكيل لجنة بهدف النهوض بقطاع سيارات الأجرة، الذي يعيش وضعاً لا يحسد عليه؛ فهو بين نار الأزمة التي خلفتها الجائحة، ولهيب مطالب المواطنين خاصة بشأن التسعيرة، وتضاف إلى جملة محنهم المعيشية الشكاية الجديدة التي تهم “الترامواي”.