الدوحة – “القدس العربي”: قال محمد الساعي، استشاري جراحة ومدير قسم طب الأسنان الرياضي في مستشفى “سبيتار” المتخصص في جراحة العظام والطب الرياضي بالدوحة، أن العديد من الإصابات التي يتعرض لها الرياضيون سببها مشاكل في الفم أو الأسنان، وأن “سبيتار” وقف على كثير من الأمثلة اتضح من خلالها أن معاناة بعض الرياضيين سببها تسوس الأسنان أو التهابات في اللثة.
وأوضح الساعي أن الدراسات أوضحت أن “هناك علاقات مباشرة بين صحة الفم والصحة العامة للرياضي، وكيف لمشاكل الفم أن تؤثر على أدائه”، وأشار خلال ندوة حول دور صحة الفم والأسنان في الرياضة، بحضور ما يزيد على 200 طبيب واخصائي طب أسنان من مختلف القطاعات الصحية العاملة في قطر، وكذلك الأطباء الزائرين من خارج البلاد، أن “هناك أمثلة كثيرة وقفنا عليها هنا في سبيتار، كانت لعديد من الرياضيين الذين يعانون من تسوس الأسنان أو التهابات في اللثة، فتلك الإلتهابات الموجودة في تجويف الفم بامكانها نقل البكتيريا عن طريق الدورة الدموية من الفم الى عضلات الجسم، ما يتسبب في نقص الأوكسجين الواصل للعضلة، وبالتالي تزيد فرص إصابات الشد العضلي او التشنجات وحتى التمزق العضلي”. وأضاف أن “هناك الكثير من الإصابات التي تحدث للرياضيين سببها إلتهابات في الفم او الأسنان أو حتى في الفكين ولا يمكن اكتشافها إلا بعد القيام بالفحوصات اللازمة ضمن فحص طبي شامل، يخضع له كل الرياضيين في قطر بشكل دوري في مستشفى سبيتار”. ويؤكد الساعي، أن الفحص الشامل مهم جدا للرياضيين، وأنه من خلال الفحوصات التي يجريها سبيتار “تم اكتشاف أن نسبة كبيرة من الإصابات التي يتعرض لها الرياضيون سببها مشاكل في الفم أو الفكين”، وأضاف أنه “من خلال هذا الفحص يمكننا الكشف عن الكثير من المشاكل ومعالجتها في مراحلها الأولى وبالتالي نقلل من وقت الحضور لعيادة طب الأسنان الرياضي لمعالجة أية مشاكل قد تطرأ مستقبلا من شأنها ان تؤثر على أداء الرياضي وكذلك أثناء المنافسة”.
وناقشت الندوة العديد من المواضيع، أهمها تخصصات الأسنان المتعلقة بالرياضة والنهج المناسب للتعامل مع إصابات الفم، وطرح موضوع تطبيق التقنيات الحديثة في إداراة الإصابات الفموية، و كذلك مناقشة الخطوط العريضة للخطة الوطنية لصحة الفم في قطر. ومن المواضيع التي تم التطرق اليها، أهمية إستعمال الليزر في علاج إصابات الفم والأسنان، وكذلك الطرق الحديثة المستعملة في علاج هذه المشاكل خلال المنافسة وعلى أرض الميدان، وكيفية الوقاية من هذه الإصابات الرياضية مثل إستعمال واقي الفم، والحث على أهمية الفحص الدوري للرياضي وكذلك أهمية التغذية. وقال الساعي: “لا يقتصر دورنا في سبيتار عن تقديم العلاج للرياضيين، إنما دورنا هو تثقيف الرياضيين والأطقم الطبية العاملة في سبيتار، ضمن الأندية والإتحادات للتعريف والتوعية من خطر هذا النوع من الإصابات، وكيفية التعامل معها. حيث أن طب الاسنان الرياضي أصبح من التخصصات الطبية المهمة في مجال الطب الرياضي”.