سرقة الثورات والانقلاب عليها!

حجم الخط
0

إن ما يحصل في سورية وفي دول الربيع العربي كما يسميها البعض هو قدر خطط له منذ عقود لشعوب تعاني الظلم والقهر، وكان لها أن تستيقذ في يوم من الأيام وتثور على هذا الظلم والحرمان.
وبما أن أمريكا وإسرائيل من يتحكم بالقدر السياسي والإقتصاد العالمي فإنهم يتحكمون حتى بمسار الثورات ولا مانع من سرقتها من أجل تحيقيق سياستهم ومصالحهم الإقتصادية وهي الأن على حافة الإنهيار وما المانع من ضرب سورية اليوم أو غداً مهما كان العذر، فالغرب لا ينظر لأسباب توجيه الضربة بقدر ما ينظر بما تدر عليه إقتصادياً لأزمة تعصف بالغرب، ولماذا ينسى الجميع تردد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بقصف كوسوفو، فقدمت له الفضيحة الأخلاقية لسكرتيرته مونيكا، ولكن بعد إنصياعه للغة العقل في بلاد العم سام ووافق على ضرب كوسوفو بأكثر من ألفي صاروخ عابر يومياً بمبلغ خمسة ملايين دولار للصاروخ الواحد، وبهذا إنتهى غضب الصناعيين الذين أوصلوه للحكم، وأيضاً ماذا فعلوا بجون كندي بعد عدوله عن الحرب ضد كوبا وإتفاقه مع السوفييت على الصواريخ الـ’س..إس’!
ليس هناك عواطف وحب للشعب في كوبا أو العراق أو كوسوفو أو أفغانستان ولن يكون هناك حب للشعب السوري أو اللبناني أو الأردني أو الإيراني ولا حتى للشعب المصري.
لا بد من بيع المخزون الهائل للأسلحة وإنعاش الإقتصاد المنهار في الدول الغربية وكان علينا أن نستبدل إسرائيل عدوة الجميع في هذا العالم المنقسم لتقوم به جهة مقبولة ومحبوبة وهكذا نحن نساهم في ثوراتكم وربيعكم كما تساهمون في إنعاش إقتصادنا، وإن قيام دولة إسرائيل الكبرى لا يتم إلا بعد إنهيار الدول المجاورة وبيد أبنائها إذا أمكن والتاريخ سوف يسجل سبب إعطاء الرئيس الأمريكي أوباما جائزة نوبل للسلام في بداية ولايته لانه لا يستطيع الحصول عليها في الختام.
صلاح الدين الطوخي – فرنسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية