تمكّن الرئيس السريلانكي، غوتابايا راجاباكسا، من الفرار من قصره، قبل دقائق من دخول آلاف المحتجين إليه، مستخدما سفينة حربية توجهت به إلى المياه الإقليمية، وتدفقت بعدها جموع شعبية لانتظار دورهم للجلوس على كرسي الرئيس، وأخذ البعض يسبحون في حوض السباحة داخل المجمع، ويتجول آخرون في غرف النوم، فيما يلعب الأطفال على البيانو، وصرّح راهب لإحدى وكالات الأنباء: «عندما يعيش القادة في مثل هذا الترف لا تكون لديهم أدنى فكرة عن معيشة عامة الناس».
هزّت الاحتجاجات الدامية سريلانكا منذ شهور، وذلك على خلفية أزمة أمنية واقتصادية فاقمتها الإدارة الفاشلة للأخوين غوتابايا، الذي استلم أولهما منصب الرئاسة عام 2019، وشقيقه ماهيندا، الذي كان رئيسا أيضا في الأعوام 2005 إلى 2015، ثم تولّى أيضا رئاسة الوزراء في عهد أخيه، إلى أن اضطر للاستقالة بعد الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين هذا العام.
يمثّل الأخوان راجاباكسا نموذجا تقليديا للنخب الحاكمة في البلدان المتخلفة، حيث تتناوب بضعة عائلات سياسية على السياسة والاقتصاد والأمن، وتقوم بخدمة مصالحها والدفاع عن هيمنتها مما يؤدي لنتائج كارثية على البلاد والمواطنين.
دشّن ماهيندا، مسيرته السياسية، حين كان رئيسا، بهزيمة قوات المعارضة عام 2009، وكان أخوه، غوتابايا، حينها وزيرا للدفاع، وبعدها قائدا للقوات المسلحة والشرطة، وقد بنى الأخوان قوّتهما السياسية على هذا الحدث الذي أنهى الحرب الأهلية مع «مقاتلي نمور التاميل».
بعد أن كانت سريلانكا قوة اقتصادية كبيرة، انتهى الأمر بالبلاد إلى تدهور اقتصادي فظيع، حيث يعاني المواطنون من نقص الكهرباء والغذاء والوقود، ورغم تأثير الأزمة الأمنية التي حصلت عام 2019، وتداعيات أزمة كورونا على قطاع السياحة، وكذلك أثر الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن المسؤولية الكبرى عن الكارثة التي تجري في البلاد هي القرارات السياسية الفاشلة للرئيس وشقيقه.
لقد قامت الدولة، تحت قيادة اسرة راجاباكسا، باقتراض مبالغ طائلة من مصادر صينية لحساب مشروعات غير مدروسة، وكثير من هذه المشاريع تقع في منطقة هامبانتوتا، محل إقامة عائلة راجاباكسا. أحد هذه المشاريع هو ميناء هامبانتوتا، الذي خسر 300 مليون دولار خلال ستة شهور، ولم تتمكن الجهة المشغلة لسداد قروضها للصين، وبفضل قرض آخر بـ200 مليون دولار، بُني مطار راجاباكسا، وهو الآن لا يستطيع حتى سداد قيمة فواتير الكهرباء.
اتبع راجاباكسا سياسة تخفيف للضرائب، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في عائدات الدولة ونقص احتياطي العملة الأجنبية، وحين لم تتمكن الحكومة من شراء السماد، زعمت أنها تريد نشر الزراعة العضوية، وهو ما دفع المزارعين إلى هجر حقولهم والانضمام للاحتجاجات. من غير المعلوم حجم الديون الكاملة المستحقة على سريلانكا، لكن النتيجة الفعلية لهذه السياسة كانت عجز الدولة عن سداد ديونها الخارجية، ومحاولة لجوئها للاقتراض مجددا من الهند وصندوق النقد الدولي مقابل وعود بإجراء تغييرات هيكلية، وهو ما سيتطلب تقشفا ماليا كبيرا في وقت لم يعد فيه المواطنون قادرين على تحمل المزيد.
لا نعلم إن كان الرئيس، الذي قيل إنه اتجه إلى قاعدة عسكرية بحرية، سيلجأ مع أنصاره في الجيش والأمن لمحاولة العودة إلى السلطة، ولكن الذي حصل يفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد، ويفرض على الأجهزة الديمقراطية، ممثلة في البرلمان الذي سينتخب رئيسا جديدا خلال شهر، استحقاقا كبيرا يبدأ بتأمين الاستقرار وإقرار حكومة قادرة على الخروج بالبلاد من الاستعصاء الاقتصادي الكبير.
أقول لأسرة اللقدس العربي من أعماق القلب : { عيد أضحى مبارك }
وأكنّ كل المودة والمحبة والاحترام والإجلال لكل من يهتمون بأمر الفقراء والمعدمين من عامة الشعوب أينما كانوا ، بارك الله فيكم وجازاكم كل الخير وسدّد خطاكم أينما حللتم
” وحين لم تتمكن الحكومة من شراء السماد، زعمت أنها تريد نشر الزراعة العضوية، ” إهـ
هذا خداع سياسي جديد !
هل سيأخذ طغاة العرب بهذه الفكرة الجديدة !! ولا حول ولا قوة الا بالله
هذه هي النتيجة المباشرة لمشروع طريق الحرير الصيني. وباكستان ستكون الدولة القادمة بعد تعثر دفع المليارات الديون المستحقة للصين وستتحول الى دولة فاشلة آخرى في آسيا. الصين تقوم بإغراق الدول المنطوية تحت ما يسمى بدول الحزام والطريق ليتم اخضاعها أخيرآ تحت الحماية المباشرة للصين.
والأخطر في الأمر هو محاولة روسيا الدخول في الحلف الاقتصادى الصيني للاتفاق على العقوبات الغربية ضد روسيًا بسبب الحرب الاوكرانية.
ومع الأسف ان هناك بعض الدول العربية التي تريد آن ترهن مستقبل الأوطان والشعوب الاستراتيجية الاستعمارية الصينية الروسية وستكون كارثية على المنطقة برمتها.
*للأسف (سريلانكا) تحولت لدولة فاشلة
بسبب الفساد وسوء الإدارة.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد.
خلال الأشهر القليلة القادمة، هذا المشهد سيتكرر في بلدان كثيرة وفي جميع القارات.
يبدو أن الطغم الحاكمة وحتى في الدول التي تتمتع ب ” الديموقراطية ” لا تريد أن تستوعب بأن الشعوب مثل طنجرة الضغط، حينما يصل الشعب للجوع لا محالة من الانفجار، هذة سنة الحياة على مر التاريخ. لو تم القبض على الرئيس وعائلتة لتم تعليقهم على المشانق مثلما حصل اثناء الثورة الفرنسية، لأن الاحداث متشابة: حاكم وعائلتة يعيشون ببذخ وشعب لا يجد الخبز ” البسكويت ” .
الآن أدركت لماذا يقوم السيسي ببناء عاصمة ادارية جديدة .
أهلين أختي سمر البعلبكي.ما هذه الطلّة المفاجأة.بيروت جريحة لكنها جرحها سيندمل بالحبّ والصبر.عيد سعيد.
عقبال شعوبنا
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
نفس الشي سيتكرر في العاصمة الأخرى قريبا