سر بثينة شعبان!

حجم الخط
21

‘أريد أن أفشي سرا عن استقالة الإبراهيمي فهو منذ أن أتى لسوريا كانت عنده أجندة واحدة هي إقناع الرئيس الأسد بالاستقالة. في الاجتماعين الأولين كان يقول نحن ومنذ أربعين عاما وشعوبنا مقهورة ويجب أن تصبح ديمقراطية.. الخ… أي أنه كان يتكلم بالمنطق الغربي.
بعدها طلب اجتماعا مغلقا مع الرئيس الأسد وحاول أن يقنعه بالاستقالة، وتُحل المشكلة بالنسبة لأمريكا ليتم تنصيب من يشاؤون وينتهي الأمر”.
هذا ما قالته بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية لقناة االمنارب الحليفة لرئيسها مضيفة أن االإبراهيمي أخذ وقتا كثيرا ليكتشف من هو الرئيس بشار الأسد ومن هي سوريا، فالرئيس لن يتنحى ويترك شعبه.
الحمد لله أن من علينا أخيرا بمعرفة هذا السر الخطير وهو أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي لسوريا ما كان ليستقيل لولا يأسه التام من تنحي الأسد وإن كانت السيدة المستشارة أصابت في القول بأن الإبراهيمي تأخر كثيرا في فهم من هو بشار الأسد لأنه يفترض في كل من له ذرة باقية من وعي أن يدرك منذ البداية أن هذه الطينة من الرؤساء لا تتصور أبدا أي مكانة لشعوبها أو بلدانها خارج السياق الذي يكونون هم فيه في صدارة المشهد الذي يقررون فيه الحياة أو الموت للجميع.
أكثر من ذلك، الحل السياسي في سوريا الذي يتغنى به الكل الآن بلا فائدة لا يعدو أن يكون بالنسبة إلى السيدة شعبان “تنصيبا لعملاء (…) بحيث تصبح سوريا ورقة بأيديهم بينما الحل الذي نريده نحن هو أن نتخلص من الإرهاب وأن تكون سوريا عزيزة كريمة قوية يحكمها شعب مقاوم”.
وبطبيعة الحال، كي تصبح سوريا عزيزة كريمة قوية فلا مفر من أن يواصل بشار الأسد حكمها لأن هذا الشعب المقاوم الذي تشير إليه السيدة شعبان سيكون قريبا إما أبيد أو أن من بقي منه ما زال يقاوم بشار وليس شيئا آخر.
وأرسلت السيدة شعبان في نفس المقابلة إشارات “مطمئنة للغاية” عن طبيعة الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة ومدى نزاهتها حيث تقول “إننا وجهنا دعوات للدول الصديقة لتحضر كضيوف للانتخابات (وليس كمراقبين إنتبهوا!!) ونحن يهمنا الأصدقاء وليس الأعداء فقد تخلصنا من اللغو الغربي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحول المراقبة، لدينا ثقة بالنفس فنحن شعب حر وذكي والشعب هو أفضل مراقب لهذه الانتخابات”.
هذا الشعب هو فعلا كذلك رغم أن رئيسه لا يريد أن يقر له بهذه الفضيلة على الأقل رغم أن مئات الآلاف منه باتوا لاجئين خارج وطنهم أو مشردين داخله، ومئات الآلاف الآخرين يتامى وجوعى ومعاقون لأن ذكاء جزء هام من هذا الشعب، حتى لا نقول كل الشعب، أوصله ذات يوم للمطالبة بتنحيه.
السيدة بثينة شعبان لم تنس أن تزف إلينا بشرى أن “الأزمة السورية أصبحت الآن في نهايتها، وأن الجيش أفضل حالا مما كان عليه في أول الأزمة، والعمليات الكبرى ستنتهي في نهاية 2014 وسيخرج جيشنا منتصرا وبوضع أفضل”.
عندما تقرأ هذا النوع من التصريحات تفهم لماذا يستمر النزيف السوري وكيف تعمي المكابرة عن رؤية الواقع.
عليه العوض ومنه العوض!

محمد كريشان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Anuar:

    جزاك الله خيراً أستاذ كريشان على هذا المقال ورحم الله إبن الرومي حيث يقول :وما الخسف أن تلقى أسافل بلدةٍ أعاليها – بل أن تسود الأراذل.

  2. يقول غادة الشاويش:

    ادع للحكام بالنصر علينا يامواطن
    واشكر الله الذي الهمهم موهبة القمع و ابداع الكمائن
    قل الهي اعطهم مليون عين اعطهم الف ذراع … اعطهم موهبة اكبر في ملء الزنازين وتفريغ الخزائن
    فهم اثنان وعشرون شريفا مخلصا حرا
    وانا يا الهي مئتا مليون خائن

    وزارةالمستضعفين، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينيةمنشقة عنالمنظمةالتي تطلق على نفسهااسم حزب (الله )

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    مصير بشار كمصير القذافي

    الربيع العربي لم يتوقف انما يحتاج سنين قليلة ليتبلور في شكله النهائي
    وأقصد هنا تونس أساس الربيع ومهده

    نجاح تونس يغيض الأخرين لذلك سوف يسعون لوأد الثورة في مهدها

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول سامح // الامارات:

    * السيدة ( بثينة شعبان ) لو قالت كلام معاكسا لهذا الكلام
    لطارت هي ومنصبها ( المستشارة ) وأصبحا في خبر كان ؟؟؟
    * القاصي والداني : يعرف أنّ ( الإنتخابات ) السورية مهزلة ومسخرة
    وفيلم فاشل ومحروق بالكامل !!!
    * حتىّ يكتمل إخراج هذا الفيلم الساقط ( المسخرة ) أعلنت ( ايران )
    أنها تدرس : إرسال مراقبين الى سوريا من أجل ماذا ؟؟؟!!!
    * الذي يسلم ( سلاح بلده الإستراتيجي ) مقابل بقاء رأسه وكرسيه
    لا نستبعد منه أي شيء ع الإطلاق !!!
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل الطغاة والفاسدين .
    شكرا والشكر موصول للأخ ( الكاتب ) .

  5. يقول ابوكرش. الاردني:

    بثينة شعبان ارادت ايصال رسالة صريحة بان العالم ومندوبه المفترض ان يكون حيادي لم يفهم ان حقيقة الصراع الدامي في سوريا هو خراب سوريا وتشريد شعبها وبالتالي ركوعها
    للاسف محللي الاخبار العرب ومنهن محمد لم يفهموا ان ظروف عملهم ساعدتهم في ان يطلوا على اكبر شريحة من المتفرجين في الوطن العربي ولكن لم تساعدهم امكاناتهم وخبراتهم العمليه المحدودة في نقل الوقاءع كما هي بل هو موظف يقرا نشرة او يكتب مقال الهدف منه حفظ موقعه
    مشكلة سوريا في شعبها الذي انساق وراء بريق الشعارات الوهمية
    هل يعلم بان قاده الحرب في سوريا يفاوضون الحكومة علىدفع مبالغ مالير لهم لانسحابهم وتسليم انفسهم
    سوريا مشكلة وحلها قريب

    1. يقول د. مندسة:

      لا مصداقية لمن يذبح شعبه يابو كرش. واسطوانة تركيع سورية لم تعد تنطوي على احد. سورية دمرها مؤسس مجازر حماة واستمرت عائلة اليراميل المتفجرة من يعده على تفس المنوال وهم من يفاوضون على وجودهم كما نرى وليس الثوار.

  6. يقول أنيس زعبي لوس انجيليس كالفورنيا:

    نعم عليه العوض ومنه العوض … ولكن قال ايضا اعقل وتوكل وقال ايضا جاهدوا في سبيل الله والوطن

  7. يقول احمد - فلسطين:

    مقال جميل وفي مكانه

  8. يقول موسكو روسيا:

    ان تغطي الشمس بغربال اسهل من ان تقنع هؤلاء الحكام بانهم اغبياء

  9. يقول د. مندسة:

    نعم عليه العوض ومنه العوض. لماذا لاترى تلك المرأة حقيقة ان حالش وداعش هم من يحددو بقاء الاسد من عدمه؟

  10. يقول باهر ابو حصيرة /فلسطين:

    سلمت يمينك استاذ محمد مقال جميل جدا وقاحة هؤلاء الناس بلغت كل مبلغ تحيتي لك

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية