سعاد العامري تطلق روايتها الجديدة «دمشقي» في حيفا

وديع عواودة
حجم الخط
0

حيفا ـ «القدس العربي»: دعت مؤسسةُ عبد المحسن القطّان في رام الله ومكتبة منشورات المتوسط، إلى حضور حفل إطلاق رواية «دمشقي» للكاتبة سعاد العامري، يوم غد السبت في رام الله. وكان مقهى «فتوش» الثقافي في حيفا داخل أراضي 48 قد استضاف العامري وأطلقت كتابها الجديد هناك وتحدثت عن كيفية كتابته وأسلوبها وتجربتها بشكل عام في الكتابة وهي المعمارية التي قدمت من عالم الهندسة والتصميم معتبرة أن حبها للصور قد دفعها لأن تكون معمارية وكاتبة أيضا. وأوضحت العامري ابنة العائلة المهجّرة من يافا وانتقلت إلى عمان بعد النكبة قبل أن تستقر في دمشق، أنها اعتمدت في روايتها على تجربتها الشخصية وعائلتها وأنها روت تفاصيل الحياة الاجتماعية في هذه الأماكن بشفافية، وبدون تجميل ما سبب لها «أوجاع رأس» مع بعض أقاربها أحيانا. وردا على سؤال «القدس العربي» قالت العامري إن الرواية تتضمن نوعا من التوثيق الاجتماعي، لاسيما أنها مبنية على قدر كبير من التفاصيل الصغيرة التي يغفلها المؤرخون عادة. تتحدّث سعاد العامري في روايتها الجديدة «دمشقيّ» عن بسيمة الفتاة الفلسطينيّة ورحلتها إلى دمشق مع زوجها نعمان البارودي الدمشقي، وفلسطين التي جاءت منها، لا تغيب إلا لتظهر في أرجاء الرواية. كذا هي سلالة هذا الزواج: البنات والأبناء والحفيدات والأحفاد، ولتكون مآلات هذه الأسرة البورجوازية الشامية العريقة، وما ألمّ بقصر البارودي، معادلاً لدمشق وتحولاتها، وكشّافاً لفصل من فصولها، وإن كانت سعاد العامري في ذلك تسرد الماضي، فإنها تضعنا أمام أسئلة عن الحاضر، وربما عن المستقبل.

دمشقيّ» تطرحُ تنافسيّة ما بين الشخصيّ والتاريخيّ بدون أن يسود أحدهما على الآخر، فالسرد فيها يتناوب على تقديم حيواتٍ مترامية في دمشق بدايات وأواسط القرن العشرين.

«دمشقيّ» تطرحُ تنافسيّة ما بين الشخصيّ والتاريخيّ بدون أن يسود أحدهما على الآخر، فالسرد فيها يتناوب على تقديم حيواتٍ مترامية في دمشق بدايات وأواسط القرن العشرين، تضع القراء أمام نسيجٍ حي من المصائر، والقول إن الشخصيات فيها من لحمٍ ودم ليس بتوصيفٍ وافٍ، إذ إن حجارة دمشق وبيوتها وأزقتها وحاراتها وروائحها من لحمٍ ودمٍ أيضاً. وتعيد هذه الرواية تعريف التوثيقي، وتشخصن التاريخي، وتستخلص المتخيل من بين جدران قصر البارودي، كما لو أنها تطبق على دمشق متلبسة بأحداثٍ عائلية مصيرية متداخلة مع تواريخ مفصلية.

من الرواية

وفي الرواية انتظرت العريس بفارغ الصبر أن يبادر باتّخاذ الخطوة الأولى، وأن يقود الموقف أو يُنهيه، استسلمت، ونظرت إليه بتوتّر، ابتسم بينما كان يفكّر في أفضل خطوة لتفريغ التّوتّر من جسدها المتيبّس وتحطيم الجدران التي شيّدتها حول نفسها.. تقدّم نحوها بهدوء، وابتسم ابتسامة عريضة أخرى، ثمّ قال مازحا: لا شيء يدعو للقلق أو الخوف.
دعينا نلعب لعبة الدكتور، مثلما يلعب أبناء أختي الصغار، ولنرتمي على بعضنا البعض. أنا متأكّد أنكِ لعبت لعبة الدكتور أيضاً عندما كنتِ طفلة، أليس كذلك؟
ظهرت ابتسامة خجولة على وجهها، فتابع: «هيّا، ستحبّينها، وتستمتعين بها، وتطلبين المزيد. ستكون لذيذة مثل الكبّة اللّبنيّة. الأكلة التي لم تأكليها من قبل، ولكنْ، بمجرّد أن تتذوّقيها، ستطلبين المزيد، والمزيد منها». لم تستطع سوى أن تضحك، لأنها حاولت بالفعل فهم العلاقة بين ليلة الدخلة وطبق الكبّة اللّبنيّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية