الى مشارف بغداد الشمالية وصلت قوات الفصائل العراقية المسلحة تقدمها بعد السيطرة على بلدة العظيم والهجوم على الضلوعية، وهاتان البلدتان من ابرز بؤر التمرد السني منذ سنوات الاحتلال الامريكي للعراق، وتضم الضلوعية المئات من ضباط الجيش العراقي السابق المنتمين لعشائر سنية بارزة ، والسيطرة عليها أمر بالغ الحساسية كونها عقدة أساسية في حزام شمال بغداد ، كما انها قد تواجه بمقاومة شرسة من مسلحين شيعة في بلدة بلد التي لا تبعد سوى خمس كيلومترات وتقطنها غالبية شيعية وتضم قيادات من حزب الدعوة الذي ينتمي له رئيس الوزراء اللمالكي .
ويشن مقاتلون عشائريون وفصائل اسلامية محلية وتنظيم داعش هجمات على معظم المدن من الموصل شمالا حتى بغداد جنوبا، وحتى الان فقد تآكد سقوط بيجي وحويجة في كركوك وعدة بلدات اخرى من ابرزها العجيل والصينية والعوجة مسقط رأس صدام حسين في تكريت المحاصرة هي الاخرى .
وحصلت “القدس العربي” على تفاصيل ما حدث في الموصل ، فلم تكن داعش وحيدة في هجومها على المدينة، بل تحالف معها عدد من الفصائل الاسلامية المعارضة مثل جيش المجاهدين وهو تنظيم سلفي، كان من ابرز فصائل المقاومة ضد القوات الامريكية، وجيش رجال الطريقة النقشبندية وهو تنظيم صوفي يقوده عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وينشط شمال العراق وله اتباع في المناطق الكردية، وانصار السنة وهو تنظيم جهادي قديم في العراق، كما يشارك ضباط سابقون في الجيش العراقي المنحل بالتنسيق مع هذه الفصائل التي لا تستطيع تجاهلهم كون الموصل هي معقل نخبة الضباط في المؤسسة العسكرية في عهد صدام حسين.
وفي حديث خاص لـ “القدس العربي” قال محمد الدايني عضو البرلمان العراقي السابق والملاحق من قبل حكومة المالكي ان المجلس العسكري لثوار العراق يحاول من خلال قيادات عشائرية في الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك تنسيق عمليات الفصائل المختلفة رغم انه ليس الا جزءا من الهيئات السياسية.
الدايني الذي يشغل موقع نائب رئيس المكتب السياسي لمجلس الثوار يقول انه لم تحدث اي ممارسات متطرفة حتى الآن في الموصل من قبل تنظيم الدولة لانه ينسق مع باقي الفصائل والضباط العسكريين، بل ان الكثير من ضباط الجيش الحكومي الحالي الذين اعتقلوا تم اطلاق سراحهم وهم ينتمون لمناطق في جنوب العراق.
وقالت مصادر قيادية في الموصل لـ”القدس العربي” ان اجتماعا سيعقد خلال ساعات في الموصل للاعلان عن مجلس موحد لادارة الموصل يضم ضباطا سابقين وممثلي الفصائل الاسلامية المقاتلة، وان بعض القيادات الميدانية في الموصل قد عقدت بالفعل لقاء لتوزيع المسؤوليات على الجانب الأيمن والأيسر من الموصل وطلب من كل الموظفين العودة للعمل في الدوائر الخدمية في اطار جهود حثيثة لاعادة الحياة وفرض أمر واقع جديد بعيدا عن سلطة بغداد في اكبر مدينة تخرج عن سيطرة الحكومة منذ الاحتلال الامريكي للعراق.
وتشير المصادر الى ان الهجوم والذي قادته داعش انطلق من قرى عشائرية جنوب الموصل وهي الحديديين والبدران حيث تلتقي هذه القرى بمنطقة الجزيرة المتصلة جغرافيا بالانبار ، وهو ما أمن للمهاجمين طريق امداد ودعم .
وبدأ الهجوم على الجانب الأيمن من الموصل بنحو الفي مقاتل واستهدف مقر الشرطة الاتحادية وهو الجهاز الأمني الذي اشتهر بممارساته الطائفية القمعية في الموصل، واريد من اسقاطه كسر هيبة القوات الأمنية وهو ما حصل بالفعل اذ سقطت الفرقتان العسكريتان للجيش الحكومي من غير اي مقاومة تذكر، وتلتها السيطرة على سجن بادوش والمطار، وترك الجيش الحكومي وراءه كميات هائلة من الاسلحة الثقيلة والعتاد، من دبابات ومدرعات ومنظومة صواريخ للدفاع الجوي، كما توجد طائرتان مروحيتان في المطار ويقوم ضباط سابقون في الجيش العراقي بالتعاون مع الفصائل الاسلامية بالعمل على استعادة جاهزيتها القتالية .
ويعلق احد الضباط في الموصل على هذه الترسانة “لدينا سلاح يكفينا لتحرير بغداد واسقاط المالكي.”
ويبدو ان المسلحين تجنبوا الاصطدام بالاحياء والقرى غير السنية في الموصل، فاحياء الحمدانية والقوش وبعشيقة وتل كيف ظلت تحت سيطرة القوات الكردية وهي مناطق يسكنها مسيحيون واكراد، وكذلك تل عفر التي يسكنها اكراد وشيعة تجنبها المسلحون الاسلاميون كونها تشكل بيئة سكانية واجتماعية رافضة لهم على عكس المناطق والاحياء السنية التي اكتوت بنار قوات الحكومة ومليشياتها مما ادى لتعاون السكان المحليين وتقبلهم لاي قوة عسكرية لتخليصهم من سطوة “مليشيات ترتدي زيا حكوميا” كما يقول احد سكان الموصل.
وبينما وصفت معظم وكالات الانباء ما حدث في الموصل على انه هجوم لداعش تكشف التفاصيل التي حصلت عليها “القدس العربي” عن تفسير مختلف، فكيف يستطيع تنظيم معزول ان يسقط مدينة كبرى بالعراق ويسيطر خلال يوم على عشرات القرى والبلدات السنية ويطرد منها قوات المالكي في مساحة تتجاوز نصف مساحة العراق ؟!
ولماذا لا ينجح هذا التنظيم بعملياته الا في المناطق السنية حصرا دون الكردية والشيعية؟
لعل خريطة نشأة القاعدة بالعراق تقدم جوابا، فالمناطق والأحياء السنية التي كانت تتعرض لهجمات طائفية من جيش المهدي قبل عشر سنوات، كانت المناطق التي ينشط فيها التنظيم الاصولي بقوة مقدما نفسه كمدافع شرس عن الطائفة، فالغزالية والاعظمية في بغداد مثلا كانت تتعرض لهجمات طائفية وبالمقابل وجد السكان في التنظيم المتطرف منقذا ومعادلا لقوات الحكومة الطائفية ومليشياتها التي قتلت وهجرت الالآف من العراقيين السنة في بغداد والمناطق الاخرى المختلطة .
كذلك فان فشل المالكي والحكومة في بناء اجهزة أمنية وطنية جعل الأمن الذاتي هو الحل فشكلت مجموعات مسلحة منذ سنوات لمقاتلة قوات الحكومة التي وصفت دائما بانها تؤجج الصراع المذهبي والحرب الاهلية، وهي الاجواء التي تنمو فيها كل التنظيمات المتطرفة .
وهو ما حدث ايضا في سوريا حيث تسببت ممارسات نظام الاسد ذو التركيبة الطائفية الاقلوية في ردة فعل متطرفة لدى الاكثرية السنية تمثلت في الترحيب بتنظيمات القاعدة (النصرة وداعش ) في بداية الثورة تحديدا، وما زال ينظر حتى الان لجبهة النصرة بانها تنظيم يحظى بحاضنة شعبية واسعة في مناطق المعارضة .
وهذا ربما ما اشار اليه اثيل النجيفي محافظ الموصل والذي فاجأ الكثيرين في لقاء تلفزيوني على قناة البغدادية العراقية مطلقا سلسلة من التصريحات المنتقدة للمالكي، حيث قال ان الناس في الموصل تفر الى من ينقذها عندما يقع الظلم من القوات الامنية، واضاف “قلت لعلي غيدان قائد القوات الحكومية انكم تخسرون الناس بممارساتكم ، فداعش لا يمكن ان تعيش بجو ليس ايجابيا لها .”
واطلق النجيفي تصريحا اثار استياء القنوات الحكومية العراقية حيث قال “داعش تصرفت بكياسة مع المواطنين بالموصل اكثر من القوات الامنية .”
واكد النجيفي ان هناك عددا من الفصائل المقاتلة تشترك مع داعش ، وان السكان المحليين ينظمون لجان حماية بالتنسيق مع الفصائل المسلحة.
وفي كركوك التي تمثل حساسية بين العرب والاكراد قال السياسي العراقي احمد العبيدي وهو منسق اللقاء العربي التركماني ان قوات العشائر سيطرت على الحويجة وقرى مجاورة ، وان القوات الكردية وصلت الى مشروع ري كركوك لتأمينه، وقال العبيدي ” الأمر الجيد ان مقاتلي الدولة لم يقوموا باي ممارسات متشددة، المسلحون هم اقاربنا ومن عشائرنا بالنهاية ، ومعظم المقاتلين في قرانا من ابناء منطقتنا وجرى تنسيق جيد بينهم وبين الدولة الاسلامي .”
وتولى جيش المجاهدين مهاجمة قوات الحكومة في بلدات الحويجة دون الاصطدام بالاكراد، الذين يبدو انهم لن يتدخلوا عسكريا ما دامت النبران موجهة بعيدا عنهم.
وتشير تصريحات النجيفي وهو محافظ الموصل منذ سنوات الى ان تنظيم القاعدة اخذ بالتمدد شيئا فشيئا بين سكان الموصل الذين اكتووا بنار امراء حرب في الجيش الحكومي كان لهم سطوة حتى على اجهزة القضاء ، وحدثت فظائع كان آخرها عمليات اعدام بوضح النهار وخطف على الهوية.
ورغم ان القاعدة حوربت من قبل الفصائل الاسلامية السنية في مرحلة ما في العراق عندما فرضت نموذجا متشددا واحكاما اصولية الا انها عادت الان على ما يبدو مستفيدة من هذه التجربة، فعملت على التنسيق مع كل الفصائل التي سبق وان اقتتلت معها ، لذلك نرى ان الفصائل المشتركة معها في القتال تختلف معها فكريا ، فالنقشبندية جماعة صوفية مقاتلة يقودها قائد حزب البعث عزت ابراهيم، وجيش المجاهدين رفض مبايعة الزرقاوي في العراق ، وكذلك انصار السنة ، اما ضباط الجيش السابقون فهم غالبا ذوو ميول بعثية قومية ومع ذلك فان الروابط العشائرية والعداء المشترك للسلطة الشيعية في العراق جعل السنة متوحدين لاول مرة بتعدد اطيافهم القومية العلمانية والاسلامية الجهادية والصوفية والمعتدلة.
ولعل داعش العراق اليوم تشبه جبهة النصرة في سوريا ، لذلك فهناك من يسميها ” داعش النسخة المصلاوية المنقحة”، فهي ورغم انها تحمل نفس الخلفية العقائدية المتشددة الا انها لم تتدخل في شؤون الحياة وانحصر عملها في قتال “الاعداء المشتركين فقط” على عكس داعش في سوريا التي ارتكبت فظائع ودخلت في صراع دموي مع الفصائل الاسلامية تماما كما سبق ان فعلت في العراق قبل سبع سنوات وهو ما ادى حينها لتفت وانهاك القوى السنية وسيطرة الاكراد والشيعة الموحدين بقيادات سياسية ودينية ، ليستتب بدالامر لهم بعد خروج القوات الامريكية .
وببقى الصراع الطائفي بالعراق هو السبب الجوهري لما يجري الان في العراق ، فبعد سنوات من سيطرة الشيعة على الحكم في العراق تعرضت المناطق السنية لحملة قمع ممنهج واضطهاد طائفي، وصلت لاعتقال ممثلي تلك المناطق في البرلمان وصولا الى اتهام نائب رئيس الجمهورية الهاشمي بالارهاب وملاحقته ، واقصاء معظم القيادات السنة المؤثرين الذين انخرطوا بالعملية السياسية تحت بند اجتثاث البعث ، رغم ان عدد من القيادات السياسية والعسكرية للشيعة كانوا بعثيين كعادل عبد المهدي وعلي غيدان القائد العسكري في قوات المالكي الا انهم لم يتم اجتثاثهم على عكس زملائهم السنة الذين طردوا من وظائفهم وتمت تصفية الكثير منهم. عشر سنوات من الاقصاء ادت لنمو تيارات سنية متطرفة كرد فعل على عمليات قتل وتعذيب طالت الالاف من ابناء تلك المناطق على يد قوات حكومية وصفها الاخضر الابراهيمي ممثل الامم المتحدة عندما كان مبعوثا في العراق بانها ” ليست سوى ميليشيات متعصبة” . ورغم ان الممارسات الاجرامية لهذه القوات وثقت في تقارير لمنظمة هيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية الا ان الاهتمام الدولي ظل منصبا على تنظيم القاعدة ، وتجاهل الالاف من القتلى والمخطوفين والمعذبين في السجون السرية الامر الذي دفع بالسنة لمزيد من التطرف بالمقابل. لنصل اليوم الى تمرد سني على المالكي يقوده تنظيم متطرف بوجه ميليشيات لا تقل تطرفا عنه في الجانب الاخر .
الفرق بين داعش سوريا وداعش العراق ما يلي
تتكون أغلبية القادة بداعش سوريا من أجانب أما العراق فعراقيون
نسبة العسكريين بداعش سوريا قليلة جدا أما العراق فأكثرهم عسكريون سابقون
أتوقع أن تتم السيطرة على الأمور بالموصل للضباط العراقيون فقط بلا داعش
النتيجة المتوقعة هي باءنشاء اقليم سني على غرار اقليم كردستان
قولا واحد الشيعة لا يصلحون لقيادة البلاد ولا لممارسة السياسية، لقد قسموا البلاد وثارت الناس ضد حكمهم في سوريا والعراق وحتى حزب حالش في لبنان يحاول استخدام نفس الطريقة من السنة
كلا يا جمال أنت واهم …. فالشيعة جندوا ودّربوا الكثير وتطوع الكثير من الشباب وحتى كبار السن على القتال وقسم منهم في مناطق في الموصل نفسها يقاتلون الآن وعلى أطراف بغداد وتم توزيع ملابس وقسم منهم بالملابس المدنية وستريكم الأيام القادمة صحة كلامي .
متى يتعلم القادة العرب ؟ متى يتعلمون أنهم في خدمة بلد بكل أطيافه ؟ التاريخ علّمنا أن انحياز سياسي ما لشق دون آخر يكون كارثيا على السياسي نفسه وعلى البلد الذي يشرف على شؤونه. خطأ السيد المالكي أنه تحالف مع شق من العراقيين على حساب شق آخر فاقترف الكثير من الأخطاء. لو وضع السيد المالكي المصلحة العليا للعراق فوق كل اعتبار لترك السلطة !!!
اسود السنة قادمون لتحرير وكر الخيانة والجواسيسي فى بغداد المنطقة الخضراء وتقديم الخونة فى حكومة الاحتلال الى المحاكم الاسلامية للثورة الاسلامية الكبرى فى العراق العظيم.
الفرق بين داعش سوريا وداعش العراق ما يلي
تتكون أغلبية القادة بداعش سوريا من أجانب أما العراق فعراقيون
نسبة العسكريين بداعش سوريا قليلة جدا أما العراق فأكثرهم عسكريون سابقون
أتوقع أن تتم السيطرة على الأمور بالموصل للضباط العراقيون فقط بلا داعش
النتيجة المتوقعة هي باءنشاء اقليم سني على غرار اقليم كردستان
ولا حول ولا قوة الا بالله
هل يمكن ان يجري هذا دون دور خارجي….تركي مثلا….و ما وراء التركي…..
قولا واحد الشيعة لا يصلحون لقيادة البلاد ولا لممارسة السياسية، لقد قسموا البلاد وثارت الناس ضد حكمهم في سوريا والعراق وحتى حزب حالش في لبنان يحاول استخدام نفس الطريقة من السنة
اله يقويكم يا ابطال العراف وان شاء الله عا بغداد
* من يعتقد أنّ حكم ( داعش ) الظلامي المتخلف سيكون أفضل من
حكم ( المالكي ) واهم ويركض وراء سراب .
شكرا .
يقال ان الشيعه في بغداد على أهبة الاستعداد للهروب مع الاسف .
كلا يا جمال أنت واهم …. فالشيعة جندوا ودّربوا الكثير وتطوع الكثير من الشباب وحتى كبار السن على القتال وقسم منهم في مناطق في الموصل نفسها يقاتلون الآن وعلى أطراف بغداد وتم توزيع ملابس وقسم منهم بالملابس المدنية وستريكم الأيام القادمة صحة كلامي .
متى يتعلم القادة العرب ؟ متى يتعلمون أنهم في خدمة بلد بكل أطيافه ؟ التاريخ علّمنا أن انحياز سياسي ما لشق دون آخر يكون كارثيا على السياسي نفسه وعلى البلد الذي يشرف على شؤونه. خطأ السيد المالكي أنه تحالف مع شق من العراقيين على حساب شق آخر فاقترف الكثير من الأخطاء. لو وضع السيد المالكي المصلحة العليا للعراق فوق كل اعتبار لترك السلطة !!!
عندما همش المالكي السنه لتصوره انهم لا شيئ ضعفاء لأن لا خبرة له بالشعب العراقي الآن يحصد شر أعماله وتصوراته.
الأخ العزيز سامح
المالكي وداعش هما نفس الشيى للعراقيين السنة
فصحوات السنة قبل سنوات حاربت داعش وانتصرت
واليوم يستخدم السنة داعش كالمستجير بالرمضاء من النار
ان نار المالكي الصفوية قد أكلت الأخضر والباقي الآن هو اليابس فقط
ولا حول ولا قوة الا بالله
اللهم انصر الحق على الباطل الحكومة ظالمة
اسود السنة قادمون لتحرير وكر الخيانة والجواسيسي فى بغداد المنطقة الخضراء وتقديم الخونة فى حكومة الاحتلال الى المحاكم الاسلامية للثورة الاسلامية الكبرى فى العراق العظيم.