(1) عندما يكتب مؤرخو المستقبل تاريخ اندثار العرب، سيكون الأسبوع المنصرم لحظة حاسمة في تدوين هذه الحقبة، فهو تاريخ سقوط اليمن كدولة بعد اجتياح عاصمة الجمهورية في ذكرى إنشائها تحت حوافر خيل جنود الردة. وهو أيضاً تاريخ بداية إسقاط نظام الأسد عبر تدخل دولي كاسح. فبعد اليوم، لن يسمح لطائرات الأسد بالعربدة في سماوات سوريا، كما لن يسمح لبرابرته الآخرين باجتياح المناطق التي تخليها داعش.
(2)
سقوط نظام الأسد كان دائماً مسألة وقت، فهو قد سقط في اذار/ مارس 2011، والآن فقط يتم تسجيل الواقعة وإزاحة الجثة. فالسقوط الأخلاقي وفقدان الشرعية هما مقدمة كل سقوط، حيث تتحول الدولة عندها إلى مجرد عصابة تروع وتبتز مثل أي عصابة مافيا. وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور عصابات منافسة وتحول البلاد إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف.
(3)
لعل اجتياح صنعاء مطلع هذا الأسبوع من قبل عصابات داعش الأخرى، ونقصد حركة الحوثيين، يذكر كل من نسي بالفرق بين العصابة والدولة. فهذه الجماعة التي دخلت صنعاء تحت ستار مطالب شعبية، كذبت قبل وبعد توقيعها على اتفاق لم تحترم حرفاً منه، وقامت بتصفية حسابات طائفية ضد خصوم سياسيين، بمن فيهم توكل كرمان، الحائزة عل جائزة نوبل للسلام لدورها في الثورة اليمنية. وكفى إجراماً أن يستأسد الباغون على سيدة لا تحمل سلاحاً.
(4)
ربما هناك حاجة لتذكير الفئة التي تسمي نفسها أنصار الله بأن أمس الخميس كان غرة ذي الحجة، أوسط الأشهر الحرم، مما يعني أن اجتياحهم لصنعاء كان في الأشهر الحرم التي نهى الله عن الجهاد الحق، ناهيك عن العدوان على الأبرياء، والتهجم على دور العلم وبيوت الآمنين. ولم يحفل مدعو التدين بتذكر الأشهر الحرم، ناهيك عن احترامها، أو حتى تبرير ذلك نفاقاً كما كان المشركون يفعلون بذريعة النسيء الذي وصفه تعالى في القرآن بأنه «زيادة في الكفر».
(5)
بلغ النفاق في الحديث الأعرج عن الفساد ومحاربته، رغم تحالف القائلين مع أساطين النظام السابق من رموز الفساد والاستبداد. وكنت قد كتبت على هذه الصفحات قبل تفجر الثورة اليمنية بسنوات أحذر من أن استمرار حكم علي عبدالله صالح الفاسد المفسد سيؤدي إلى تقسيم اليمن. ولا نحتاج اليوم إلى قراء الطالع لنتأكد من أن اليمن في طريقه إلى تقسيم وشيك. فقد تحالف الحوثيون مع صالح والحراك الجنوبي معاً لتفكيك الدولة اليمنية. وهذه الفرصة التي كان ينتظرها الانفصاليون في الجنوب. فكما أن مغول صعدة دخلوا صنعاء دون أن يجدوا دولة تتصدى لهم، فإن الانفصاليين سينفذون مخططهم الانفصالي بنفس الطريقة.
(6)
رب قائل يقول –محقاً- إن معظم ما يسمى بالدول العربية هي أصلاً عصابات نهب وترويع تتسمى بمسمى الدول. ولكن كما أن هناك دولاً فاشلة وأخرى ناجحة، فهناك أيضاً عصابات أنجح من أخرى. ففي الصومال مثلاً كانت هناك ميليشيات تدير الشأن العام في غياب الدولة، وتجبي الضرائب وتوفر الحماية والأمن في ظل استقرار نسبي. وقد انهارت عدد من العصابات-الدول خلال السنوات القليلة الماضية لأنها تفوقت على نفسها في الإجرام. فبدلاً من الابتزاز بالملايين، رأينا المليارات، وبدلاً من تقتيل واختطاف المئات أصبح الضحايا بعشرات، بل مئات الآلاف. ولم يتفوق أحد على العصابة الأسدية في سوريا التي فاض شرها على دول الجوار.
(7)
سألني أحدهم مرة لماذا قامت قيامة العالم ولم تقعد ضد النظام السوري، بينما يسكت الكل عن البحرين، رغم أن كلا النظامين طائفي مستبد. قلت للسائل، إن السبب بسيط، وهو أن قتلى نظام البحرين في ثورتها يعدون بالعشرات، بينما قتلى الأسد يعدون بعشرات الآلاف. وقس على ذلك في أعداد المعتقلين والمهجرين، حيث لا مقارنة. فهناك أنظمة قمعية ناجحة وأخرى فاشلة.
(8)
ما يقع في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها هو أيضاً إعلان لسقوط نظام دويلات الطوائف المسمى النظام العربي. فقد سقط اليمن وترنح العراق وتهاوت سوريا تحت ضربات عصابات من بضع عشرات الآلاف أتت من خارج العصر. ولم يستطع النظام العربي بكامله أن يتصدى لمثل هذه الفئات الفقيرة في العقل والدين والعتاد، حتى تم استدعاء «تحالف دولي» لإنفاذ هذه المهمة، أي وضع المنطقة تحت الوصاية والانتداب.
(9)
يذكرنا الأمر بما حدث عام 1916، حين ثار العرب وقتها ضد «خلافة» أخرى كان مقرها اسطنبول، واستنجدوا ببريطانيا التي نصروها فخذلتهم. مع الفارق بالطبع، وهو أن العرب الذين ثاروا في عام 1916 كانوا أشبه بداعش منهم بدول. ولكننا اليوم في وارد دويلات «داعشية» (ما الفرق بين أن تذبح داعش الصحافيين وبين أن تختطفهم الأنظمة في دمشق والقاهرة أو تسلط عليهم قناصتها؟) تستدعي الخارج لمحاربة عصابات، ضعف الطالب والمطلوب.
(10)
ليس هناك دليل على فشل الدول أبلغ من هذا. ولكن المعضلة الأكبر هي أن دول الفشل العربي تتداوى بالتي كانت هي الداء، حيث نشاهد في مصر وغيرها تجريب المجرب، ومحاولة إعادة تسويق أنظمة الاستبداد والفشل المركب على أنها الحل. ولن يطول بنا الأمر قبل أن نسمع بالاستنجاد بدويلة إسرائيل لإنقاذ ما لا يمكن إنقاذه. وأقول «نسمع»، وليس «نعلم»، أي أن يخرج ما كان سراً إلى العلن.
٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
د. عبدالوهاب الأفندي
لا أعتقد أن في نية التحالف اسقاط نظام بشار
لأنه لا يوجد عندهم بديل تقبل به اسرائيل
صحيح أن نظام بشار توقف عن قصف المدن بالطيران
لكنه بدأ بضربها بالكيميائي كما حصل بمدينة عدرا
وطبعا بلا حسيب ولا رقيب
ولا حول ولا قوة الا بالله
القول بأن النظام في دويلة البحرين يقتل بالعشرات فقط فلا يوجد عشرات الآلاف لقتلهم وإلا لأصبح يقتل أتباعه.
وسقوط شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب يا دكتور قبل سقوط نظام الأسد ….. الغرب الذي كان داعماً لدول العصابات و القتل ولا زال والذي كان سبباً قي نشأة عصابات داعش والتطرف الذي ينمو في أجواء الظلم و الإحتلال والتآمر على كلمة الشعب التي انطلقت في الربيع العربي الذي هدد مصالح الغرب السياسية و الإقتصادية وطالب بإرجاع المليارات المنهوبة و التي تدور في اقتصاد أوربا و الولايات المتحدة الأمريكية
كلامك عن اليمن يوحي لي بتحيز. أحب أن أكون مخطئا ولست أعلم عن الحوثي سوى ما تجود به الجزيرة. ولكن الحراك الجنوبي ليس داعش وليس القاعدة وليس ذراعا لطرف خارجي. أقصى أمانيهم هي ما جاد به كاميرون على إسكوتلنده بثقربر مصيرهم مع الفرق الكبير طبعا في وسائل الطرفين في اليمن.
أنا متحيز لتقرير المصير, الوحدة و السيادة الترابية لا تبرران كمية القتل والبؤس الناتج عنهما. الصومال والسودان والحبشة أقرب الأمثلة.
المراد هو أن الحراك الجنوبي له ما يبرره فما حدث في الوحدة الأندماجية الكاملة في 1990 لم يكن وحدة بل كان ضما أو إبتلاعا أو ما أشبه وكنت شاهد عيان فالحرب التي تلت ذلك بسنتين تنبا بها أغلب من رأيت من سكان عدن والأعجب أنهم توقعو أيضا الخسارة في تلك الحرب.
أرجو أن يكون اليمن أكبر من صالح والحوثي والجيش وبني الأحمر وأن يكون ما حدث سطرا في فقرة في أي كتاب عن اليمن.
من يدري يا اخي كروي؟ لعلنا نحلم بسقوط نظام الطاغيةانااتمنىا نيكون سقوطه قريبا واشعر بذلك(عواطفي وشيء من التحليل الذي ليس دقيقا بل يبحث عما يتمناه ) اما تحليلك يبدو عميقا دائما بكلمات قصيرة وتدل عليه معطيات ( مقنع ) لكن ايضا الاردن ركب صافرات انذار وقيل انها من اجل الكوارث الطبيعية ( ركبها الدفاع المدني للانذار من الكوارث الطبيعية ( مع انني لا اتذكركارثة واحدة طبيعية حلت بالاردن ) وهذا بالتزامن مع المشاركة الاردنية في الحرب على داعش فهل يعقل ان يكون هذا خوف من داعش ام خوف من سلاح جو ما او صليات صاروخية لا سمح الله ما دخل الانذار المبكر بداعش ؟ هل يمكن ان تستخدم دولة انذارا مبكرا خوفا من داعش من يدري لعلنا نشهد سقوط نظام القتل الاسدي ولكن لن تكون نهاية المطاف
* احدى نازحات ريف حمص الشمالي في حيي كانت تسالني منذ ثلاثة اسابيع عن رؤيا راتها مرتين فحواها مقتل الاسد وتجمع الناس حول القصر في دمشق ولما سالت قيل لها مات الاسد ثم انتظر الناس حتى تاكد الخبر قلت لها يا جارتي هي امنيتك وامنية كل المظلومين والمقتول اولادهم والمنتهكة حرماتهم في سجون الظلم ربما هذه رؤيا لانها تكررت مرتين وربما جزء من اماني النفس وتمنيتان لا تكون اضغاث احلام المظلوم انسان محروم من العدالة في عالمنا العربي يحلم بعدل السماء في الليل عله يراه في النهار مساكين اهل سوريا اعنهم الله على بلائهم وابدلهم بعد صبرهم امانا وراحة كم يحرقون قلبي
وزارة المستضعفين عاصفة الثار ترى الله تعالى منحازا للمستضعفين انحياز الحق والعدل تبصره في خيامهم المحروقة ظلما وتحس به يدعونا سبحانه ويقول انا هنا مع هؤلاء من ارادني فليعنهم وليدافع عن مظلوميتهم الكل يستقوي عليهم الكل ينظر الى جراحهم ويعد قتلاهم كالاطفال جبابرة الارض ضدهم كونوا كلكم مع مظلومي سوريا وفلسطين كونوا جميعا اخواني مع المظلومين ستجدون الله تجاهكم ومعكم ومؤيدكم وناصركم ولا تخافوا في الله احدا وهدوا الظلم بكلمة الحق التي لا تعرف الا رب السماء والام المظلومين في كل عالمنا
الى الاخت غادة الشاويش : احلام العرب والمسلمين كلها واحدة ، حلم العودة ، حلم التحرير ، حلم الكرامة ، لا يهم ان كان هذا الحلم في المنام ام في اليقظة والاحلام عملية غير ارادية لا سلطة لنا عليها ، ان حقائق اليوم انما هي احلام الامس وان احلام اليوم ستكون حقائق الغد ولا ننسى دائما ان ان سورة يوسف في القرآن الكريم قد بدأت بحلم وانتهت بحقيقة . تحياتي لك ولكل القابضين على الجمر .
نحن ندور في حلقة مفرغة لاندري أين يبدأ طرفها، اليوم وفي كل المنطقة بدأت لغة السلاح والقوة هي الفيصل على كل الأحوال، فالثورة البيضاء التي تزعمها الشباب من تونس إلى اليمن السعيد، أريد لها الموت خشية اجتياحها لما تبقى من عروش الظلم والطغيان، لم تدم فترة الارتباك إلا قليلا حتى استعاد رجال الثورة المضادة زمام المبادرة وبدءوا هجومهم المضاد بدء من خلط الأوراق في سوريا مرورا بالانقلاب علىها في مصر ومحاصرتها في ليبيا وتونس وختمت باليمن، الجميع اليوم في مأزق المخططون والمتآمرون ومن يوهمون أنفسهم بالانتصار، طهران رقم تشدقها بالانتصار فهي في وضع لاتحسد عليه كثيرا، السعودية ينطبق عليها مثل: “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” اليمن مثل ليبيا أصبح ساحة للتجارب وبوتقة للحرب الباردة لكن الأيام كفيلة لنرى إلى أين تصير الأمور فقد انتظر من قبلنا حروب داحس والغبراء والبسوس لكن في النهاية رجعوا للعقل بعد أربعين عاما من الحرب الضروس، نتمنى أن لانبلغ الأربعين سنة حتى نرى النهاية لهذه الفتن ولكن الله غالب على أمره.
اخي وليد جبرين لا ييأس من روحالله الا القوم الكافرون يا رب يا اخ وليد جبرين ان اتشرف بلقائكم في فلسطين وان نكون في الخندق سلاحنا made in palestine وان نكون من حملة البندقية والكتاب وان نكون صوت العدالة والنور لكل مظلومي الارض وان نبدا التضحية بدمائنا وان نحرر اراءنا بشهادتنا فيقرا الناس من لغة الدم ما لا تحسنه ولا تقدر عليه الاف الحروف انا افرح اخ وليد اذا تحدث معي اي احد من فلسطين ومن القدس لقد مستني البركة اليس قد بارك الله حوله اذن فمن حوله من عباد الله ان شاء الله مباركون وانتم مسؤولون على المحافظة على هذه البركة بالتقوى والجهاد الاعتماد على الله شديد المحال ونحن مطالبون بان نكدح حتى نصل نكدح بالدعاء والعمل وصدق النية وبيع النفس لله فنكون قد غادرناها في سبيل الله قبل ان ترحل اجسادنا عنها لك ولاخي كروي ولكل مستضعفي الارض ارفع كف الدعاء ان ينصرنا على القوم الظالمين
اسال الله لك العافية في الدين والدنيا اخت غادة واشعر بقوة كلماتك ثائرة من بين الحروف على كل ظالم واغبطك انشاالله ولا احسدك على صدق مشاعرك تجاه الحق واهله وادعو لك ولكل فلسطيني في الشتات ان يعود وطنه والى كل مسلم ان ينصره الله والى كل انسان ان يهديه الى الحق ويرفع عنه ظلم الظالمين مهما يكن دينه او عرقه او جنسه انه نعم المولى ونعم النصير . والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون .
اليمن حالة خاصة عملت فيه السعودية بجد و اجتهاد لافساد نطامه منذ ثورته في 1962. كل مشايخ القبائل في اليمن يقبضون مباشرة من السعودية على اختلاف مراتبهم مما ابقى النظام القبلي هو السائد في اليمن و منع من تطور النظام الجمهوري. وزاد الطين بلة ان الجيش اليمني نفسه صار قبليا بمعنى ان القادة يجندون المقربين لهم حسب امكانيات القادة و المستمدة ايضا من المال السعودي. لقد افسد المال السعودي الحياة السياسية في اليمن و منع من استقرار الحكم الجمهوري الا بالارادة السعودية.
مالذي تريده السعودية من اليمن؟ انها تريده ضعيفا قابل للسيطرة. كيف؟ الافضل تقسيم البلاد و تحويلها الى دول متنازعة كما كان الحال بين الشمال و الجنوب فان لم يكن فتقسيمها الى اقاليم غير مستقرة وهذا ما يدعو اليه الحوثيين صراحة و ما توصل اليه الحوار الوطني برعاية بنعمر غير البعيد عن السعودية
اما كيف سكتت السعودية على تقدم الحوثيين على الرغم من عدائهم فلأن ذلك يضرب الاخوان المسلمين في اليمن و حزبهم الاصلاح و يسهل انفصال الجنوب او على الاقل ظفرهم باقليمين فدراليين و الثالث هو اضعاف الحوثيين انفسهم بالتعامل معهم على انفراد بعد ذلك
ماذا لو فشل المخطط السعودي؟ ما زال ذلك يخدم الهدف النهائي للحكم السعودي و هو ضرب المثل باليمن الوضوي و الدموي لكل من تسول له نفسه بالحراك في السعودية نفسها. الاستبداد او الفوضى