سكان بغداد يطلقون علي خطة بغداد الامنية اسم خطة الاختناقات المرورية
حياة ابناء المدينة اصبحت لعبة خيارات تحددها الكتل الاسمنية ونقاط التفتيشسكان بغداد يطلقون علي خطة بغداد الامنية اسم خطة الاختناقات المروريةلندن ـ القدس العربي :يطلق سكان بغداد علي الخطة الامنية بانها خطة ازمة الطرق والوقوف الطويل علي اشارات المرور، ويواجه البغداديون خيارات صعبة فهم اما يبحثون عن شوارع التفافية كما يفعل الفلسطينيون بفعل الاغلاقات المتكررة او يسيرون في شوارع خطيرة معروفة بالعصابات التي تخطف وتقتل المدنيين. فبعد شهرين من بدء العملية الامنية التي تهدف لتخفيف العنف، تحولت حياة البغداديين الي لعبة خيارات، تحددها الكتل الاسمنتية ونقاط التفتيش، والحواجز والانفجارات. وتشير مقابلات عدد من سكان بغداد اجرتها صحيفة امريكية الي ان هناك نوعا من الاجابات المختلفة حول ما حققته العملية الامنية، فهناك من يقول انه تفاءل في البداية الا ان الامل اختفي بعد استمرار العمليات والتفجيرات.ويصف سائق سيارة كيف عاني عندما مر امام نقطة تفتيش عند حي الغزالية يشرف عليها رجال امن تابعون لوزارة الداخلية التي اخترقتها الميليشيات الشيعية، ويصف السائق جو الخوف الذي مارسه رجال الامن وكيف قاموا بمعاينة السيارة، وطلبوا من الركاب تقديم هوياتهم ولم ينقذهم الا ظهور دبابة امريكية حيث امرهم رجال الشرطة بمغادرة المكان ومواصلة المسير. ومع الخطة الامنية تقوم علي زيادة اعداد الجنود الامريكيين في العاصمة وفتح عدد من نقاط المراقبة في عدد من احياء بغداد لتعزيز العلاقات المجتمعية، وتحسين صورة الامريكيين الا ان ايا من هذا لم يتحقق. وتنقل صحيفة لوس انجليس تايمز عن سائــــق سيارة يقول ان الخـــطة الامنية حسنت حياته ولكن شهادات اخري تقول ان الاختناقات المرورية ونقاط التفتيش هي اهم مظاهر العملية.ويقول سائق في مدينة الصدر ان السكان يطلقون عليها خطة الاختناقات المرورية وليس الخطة الامنية لان ما زاد هو الخطوط الطويلة للسيارات الي تنتظر المرور، خاصة ان الدخول للعاصمة يقتضي المرور علي ثلاث نقاط تفتيش غالبا ما تكون مزدحمة بالسيارات والعربات. ويعترف الامريكيون ان حوادث التفجيرات زادت عند نقاط المرور مشيرا الي ان القتلي في الغالب هم من الجنود وليس المدنيين. وتقول مواطنة ان الجنود يقضون وقتا طويلا عند نقاط التفتيش ولا يجرؤون علي الدخول الي الاحياء وملاحقة المسلحين. ومع ان عددا من الجنود علي نقاط التفتش يحاولون لفت انتباه السائقين لربط الاحزمة الا ان التدقيق في وضع السيارات والكتل الاسمنتية يشير الي الخطر الذي ينتظرهم. ويقول عدد من الذين تمت مقابلتهم انهم شاهدوا الكثير من الوعود التي قدمها الامريكيون والعراقيون قبل بداية الخطة الجديدة، ليجدوا ان الامريكيين والعراقيين لم يوفوا بها، خاصة تزويد الاحياء بالخدمات الاساسية، الكهرباء والماء. وقال احد المواطنين ان الامريكيين والعراقيين قاموا بقطع عدد من الوعود من اجل تحسين صورتهم. ونفس الجنود الذين اخبروا سكان الحي انه ستتم اعادة الكهرباء لحيهم اكدوا ان حراسة الحي ستكون علي مدار الساعة، ولهذا وجد عدد من السكان الراحة بهذه الوعود ويقول احدهم انه وجد الشجاعة للذهاب الي المطعم مع زوجته في مناسبة نادرة، اما الان فيقول ان القتل والاختطاف وفرق الموت عادت الي نفس الوضع الذي كانت عليه في السابق.وتقول مواطنة اخري ان اكوام القمامة مظهر يشير الي ان نقطة التفتيش التي يديرها الجيش العراقي لم تنجح في تأمين الحي بحيث تسمح لسيارات القمامة كي تعود لعملها. وتقول ان السكان فقدوا الثقة وبدأوا بتسيير الدوريات المحلية لحماية مناطقهم. فيما يقول سائق تاكسي ان القتل وسرقة السيارات عادا الي سابق عهدهما، ولم يعد الامريكيون او العراقيون يهتمون بعمليات التفتيش التي كانوا يقومون بها في الاحياء.ويعتقد مواطن اخر ان النجاح الاكبر للعملية الامنية كان علي التلفزيون حيث تواصل الحكومة القول للعراقيين ان العملية الامنية تحقق نجاحات ولكن هذه النجاحات ليست واضحة علي الارض. وكان تقرير للامم المتحدة قد رسم صورة قاتمة للوضع في العراق، حيث اتهم التقرير الحكومة العراقية بعدم تقديم الارقام الحقيقية عن اعداد القتلي. وجاء في التقرير ان اكاديميين يتعرضون للاغتيال، فيما يتم تعذيب المساجين، وقتل النساء. وغطي التقرير الذي يعتبر العاشر من نوعه الفترة التي بدأ فيها تطبيق الخطة الجديدة من بداية كانون الثاني (يناير) الي اذار (مارس) الماضيين.وقد اشار التقرير الي ان حوالي ستة آلاف مدني قتلوا منذ بداية العام الحالي. وسارعت الحكومة العراقية لوصف التقرير بانه يفتقد الدقة مع انها لم تقدم اسبابا دعتها الي حجب الارقام عن المنظمة الدولية. وتقول صحيفة لوس انجليس تايمز ان 1991 قتلوا في شهر كانون الثاني (يناير) انخفض الي 1646 في شهر شباط (فبراير)، ثم ارتفع الي 1971 في اذار (شباط). ولاحظ التقرير ان 200 من الاكاديميين قتلوا منذ بداية الحرب، فيما اصبحت الشرطة العراقية هدفا من اهداف المسلحين حيث يقتلون باعداد كبيرة. وعلقت صحف قائلة انه حتي بدون ارقام رسمية فان العمليات اليومية ومعدل القتل تشير الي استمرار تساقط اعداد القتلي مدنيين وجنودا ورجال شرطة باعداد كبيرة.ولم تنجح الجدران والكتل الاسمنتية في تقليص اعداد القتلي ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان حجم المعارضة لجدار الاعظمية ادهش الامريكيين والعراقيين علي حد سواء وابرز حجم الاحباط داخل اوساط الشعب العراقي. وقالت ان الجدار اصبح رمزا لكل ما هو غير طبيعي في حياة العراقيين الذين يقضون ساعات طويلة امام نقاط التفيتش في رحلة عادة لا تستغرق الا بضع دقائق. وحتي بعد اربعة اعوام من الاحتلال يبدو ان الامريكيين غير مكترثين للتشوش والاضطراب اللذين اصابا حياة العراقيين بسبب الاحتلال، كما تقول الصحيفة.وتري صحيفة واشنطن بوست ان الاهداف السياسية التي تسعي امريكا لتحقيقها من وراء العملية الامنية تواجه عقبات كبيرة خاصة البرلمان الذي يعاني من مشاكل طائفية وشخصية، فيما يتخلي الكثيرون عن نوري المالكي. وتقول ان عددا من المسؤولين الشيعة يتعاملون مع الضغوط الامريكية علي انها محاولة لتذكيرهم انهم تحت الاحتلال ويشكون في النوايا الامريكية من وراء جلب السنة للعملية السياسية.ويعتقد عراقيون نقلت عنهم الصحيفة ان العملية السياسية العراقية تم اختطافها من قبل الاجندة الامريكية الداخلية والخلاف بين الرئيس جورج بوش والديمقراطيين حول الجدول الزمني للانسحاب.