عطرُ الجنوبِ

حجم الخط
1

اغلقي المذياع
سورية حسين تغني اسرارنا
هل لنا وقت لحزن جديد؟
“قريش، بابا ،قريش”

تكسرُ بنت الريف الشّينَ كسرتينِ
ليسقيمَ اللّحنُ
“قُريشٍ بابا قُريشٍ بابا قُريشٍ”
صوتُها يكسرُ القلبَ،
يفتحُ البا بَ،
يلظمُ حبّاتِ السّنين بخيطِ مسبحةٍ
ويبثُّ الحنينَ على موجةِ المذياعِ
مَن يذكرُ صورتها أيام تشرين القديمة
على شاشةِ التّلفازِ أوّل مرّةٍ
وعلى رأسِها فوطةٌ،
وشمٌ يقسمُ وجهها،
عينين مثل محارتين
بللهما الدمع تحت ضوء القمر
وعنقٌ يهزّه طربُ اللّحنِ؟

قُريشٍ بابا قُريشٍ بابا قُريشٍ
عطرُ الجنوبِ تضوّعَ في صوتِها
غمرَ اللّيلَ حتى مطلعِ الشّمسِ
فلم ينم الورد ليلتها.
النّدى على ورقِ البرتقالِ
لسعةُ بردِ الصّباحِ
شمسٌ تضيءُ بياضَ البيوتِ
رائحةُ الخبزِ
فتاةٌ مِن الرّيفِ جاءت
مِن أين؟
لا أحد يدري!
فَبِنْتُ الرّيف غزت المدينةَ
المقاهي والحافلات
موجاتُ الأثيرِ وألسنةُ الصّغارِ
أغوتْ رجالَ المدنِ فتذكّروا حبا ضاءعا
والنّساء استذكرنَ طعمَ الأخوّةِ
أعطينَ الخيوطَ لأخوانهن وهيّأن الأبر
ليروينَ قصصَ الحبِّ البعيد
ويطرّزنَ في اللّيلِ، على الوسائدِ، صور العاشقينَ
بِنْتُ الرّيفِ جاءت مِن بعيدٍ
مِن مكانٍ قصي ملامحهُ غيابٌ قديمٌ
حضنُ اسطورة سقاها الخيال
سليلة بِنْتُ المعيدي
تطلُّ مِن شاشة التّلفاز
تُغني عشقها الاول
لم يمس الزّمانُ جمالها
جمالُ الأساطيرَ لا يذوي
قُريشٍ بابا قُريشٍ.. عود مِن التّيه
عودة البنتِ بعد غياب طويل

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مروان ياسين الدليمي:

    طالما بقيت كما انت بريا ، ولم تنل منك السياسة موضعا،سيبقى غصن الحياة فيك اخضر …كل التحيات للشاعر والانسان الجميل جبار ياسين ولذكرى اللقاء في تورينو بصحبة الصديق يونس توفيق

إشترك في قائمتنا البريدية