«سنونو من غزة» رواية تتخطى الواقع عن بطل حلّق في سماء فلسطين ليبقى حراً

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي»: احتفاء بصدور رواية «سنونو من غزة» للاعلامي مرسال الترس، التي تروي معاناة العديد من الشباب الذي يتوق إلى حياة كريمة، أقيمت ندوة في مقر رابطة الجامعيين في الشمال اللبناني، تحدث فيها رئيس الرابطة غسان حسامي، فرأى أنه «بالرغم من كل التحديات التي نواجه والحرب في جنوب لبنان ودخول حرب الإبادة على قطاع غزة شهرها الرابع، أقمنا ندوة تأكيدًا على رسالة رابطتنا بعامها الستين ودورها من خلال منبرها الحر والمستقل، وتعزيز الحركة الثقافية والأدبية ونشر مفاهيم المواطنة وتغليب لغة الحوار والمعرفة ورفع الوعي لما فيه خير الإنسان والمجتمع والوطن».
واعتبر «أن ندوة «سنونو من غزة» أردناها لأننا لا نقاتل بالسلاح إنما بالفكر والثقافة والموقف والكلمة الحرة، وأقول إن كانت الكتب والروايات تكتب بالحبر، إلا أن غزة تكتب ملحمتها العظمى بدماء الأطفال والأبرياء».
وأضاف «لك الله يا غزة، لك الله يا فلسطين. يقول الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني الذي اغتيل في بيروت عام 1972: «ليت الأطفال لا يموتون، ليتهم يُرفعون إلى السماء موقتاً ريثما تنتهي الحرب، ثم يعودون إلى بيوتهم آمنين وحين يسألهم الأهل محتارين أين كنتم؟ يقولون فرحين كنا نلعب مع النجوم».
أما صاحب الرواية مرسال الترس فأوضح «أن الكتاب لا يتكلم عن محنة غزة الحالية والطارئة، ولكنه رواية تسرد أحداثاً واقعية تحاكي قصة شاب من قطاع غزة وتعكس معاناة الملايين من الشباب ليس في العالم العربي وحسب وإنما العديد من دول العالم حيث تعيش الآلاف من العائلات التي طحنتها المأساة إلى حد اشتهاء الموت وهو ما واجه بطل روايتي».
وقال «زياد بطل روايتي لمح ضوءاً في عتمة قطاع غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث تعرّف إلى فتاة من أفغانستان هاجرت إلى كندا وأبدت الاستعداد لمساعدته كي يلتحق بها شرط ان يستطيع الوصول إلى اوروبا وتحديداً المانيا، وهنا بدأت المعاناة. زياد نجح أن ينتقل بعد محاولات عدة فاشلة من القطاع المحاصر منذ عشرات السنين إلى مصر عبر معبر رفح وبعدها إلى تركيا التي كانت محور محاولات عدة فاشلة للوصول إلى اوروبا، منها إلى بلغاريا، وأخرى إلى اليونان وثالثة إلى قبرص ورابعة إلى ايران، حيث واجه الموت جراء محاولة عبور الجبال المغطاة بالثلوج وبعدها إلى العراق حيث عاش أصعب الظروف في مرحلة بداية الاحتلال الأمريكي لهذا البلد العربي. وبعد نحو سنة من المعاناة استطاع العبور إلى سوريا ومنها إلى تركيا من جديد حيث بدأت الأمور تأخذ المنحى الايجابي أوصله إلى كندا بعد أن وافته اليها الصديقة الافغانية، لكن نمط الحياة واختلاف الثقافات بينه وبينها دفعهما إلى الافتراق والعودة إلى العمل في إحدى الدول الخليجية بعد ان حصل على الجنسية الكندية».
وأشاد الاعلامي روبير فرنجية بزميله مرسال، ورأى «أن «سنونو من غزة» تخطى فيها الواقع المنطق وامتزجت فيها أحداث من غزة اليوم بأحداث غزة أمس». وسأل: «من قال إن أسم البطل هو نفسه على بطاقة الهوية؟ من قال إن زياد انتهت قصته في الصفحة الاخيرة من الرواية؟»، مضيفاً: «زياد اليوم ودّع قافلة جديدة من شهداء عائلته التي تهجرت ورجعت اليوم على أطلال بيوتها تتحدى الدمار والقصف الدراكولي. زياد التقى بأخوة ووالدة وحزن على رحيل والده بعيداً عن نظره ويديه التي كانت مشتاقة لغمرة فرح ولهفة لقاء. «سنونو من غزة» قصة تشبه قصصاً كثيرة لم تكتب، تشبه طيوراً كثيرة اصطادها القدر ورحلت في أيلول. زياد طير حلّق في سماء فلسطين والدول العربية ليبقى حراً طليقاً لا يكبّله قفص الحقد الاسرائيلي ولا يكسر جانحه المرفوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية