تونس- “القدس العربي”: انتقدت الحقوقية سهام بن سدرين الرئيسة السابقة لهيئة الحقيقة والكرامة المدافعين عن “التدابير الاستثنائية” للرئيس قيس سعيد، معتبرة أن العودة لحكم الرجل القوي لن تحل مشاكل تونس فـ”الدكتاتورية لم تخدمنا في عهد زين العابدين بن علي ولن تخدمنا اليوم”.
وقالت في مقال رأي نُشر الخميس في صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس قيس سعيد أثار الدهشة في تونس بتسمية الجامعية غير المعروفة نجلاء بودن كأول رئيسة للوزراء في العالم العربي، مشيرة إلى أن هذا التعيين يأتي في أكثر الأوقات اضطرابًا في تونس منذ ثورة البلاد عام 2011.
وترى بن سدرين أن المدافعين عن تحركات سعيد “مخطئون في الاعتقاد بأن العودة إلى حكم الرجل القوي يمكن أن تكون الحل لمشاكل تونس. فالدكتاتورية لم تخدمنا في عهد زين العابدين بن علي ولن تخدمنا اليوم. ما تحتاجه تونس هو وضع الأسس الحقيقية اللازمة لتعزيز الديمقراطية الوليدة، وخاصة المسارعة في إنشاء محكمة دستورية وتفعيل العدالة الانتقالية”.
وأضافت “لو سعى سعيد إلى الشروع في إصلاحات كبرى، لكان الناس أغضوا النظر عن محاولته انتزاع السلطة، لكنه لم يفعل ذلك للأسف. والآن يتصاعد السخط ضده حتى بين المجموعات التي رحبت في البداية بتدابيره الاستثنائية”.
وقالت إن أنصار الرئيس سعيد يغفلون تماما عن التغييرات العديدة التي تم إجراؤها في السنوات التي تلت الثورة التونسية، حيث “انبثق الدستور الجديد الذي تم تبنيه في عام 2014 بعد مناقشة وطنية واسعة تهدف إلى درء شبح الاستبداد من خلال ضمان الحريات الأساسية والضوابط والتوازنات الحقيقية”.
واعتبرت أن أنصار سعيد “محقون في انتقاد إخفاقات النهضة الرهيبة، حيث لم تتبن الحركة أبدًا الأجندة الثورية، بل ركزت بدلاً من ذلك على الحفاظ على السلطة، ما أدى إلى تشكيل تحالفات مع شبكات النظام القديم في الشرطة والقضاء والإعلام”.
وقالت إن السلطات التونسية غضت الطرف عن التمويل الانتخابي غير المشروع و”الذي أدى ذلك إلى انتخاب نواب متهمين بالرشوة والتهريب وحتى الاعتداء الجنسي على الأطفال، وكانت النتيجة برلمانًا أثار أداؤه غضب التونسيين (…) وأصبح لدينا اقتصاد تقوده المحسوبية، وتغذيه حكومة متواطئة، تقضي على رواد الأعمال الشباب، وينتهي المطاف بمعظم قضايا الفساد في المحاكم المالية، حيث شبكات المافيا لها نفوذ والمشتبه بهم يسيرون بحرية”.
وتابعت بن سدرين بقولها “تمر تونس بفترة ولادة ديمقراطية مؤلمة. لكن الديمقراطية هنا لم تمت، رغم آراء المتعصبين الذين يزعمون أن مصير منطقتنا هو الاستبداد. لقد دحض التونسيون بوضوح وبشكل لا رجعة فيه هذا الرأي من خلال ثورة أسقطت دكتاتورا. لن يحكمهم أحد مرة أخرى. حتى سعيد يجب أن يفهم أنه لا توجد دولة سليمة بدون مؤسسات شرعية. فتونس بحاجة إلى ديمقراطية أقوى، وليس عودة إلى الحكم المطلق”.
رابط للحوار نشره السفير الأمريكي السابق في تونس غوردن غراي على صفحته في موقع تويتر:
"The new constitution adopted in 2014 emerged from a broad national discussion that aimed to ward off the specter of authoritarianism by ensuring fundamental liberties and real checks and balances."#Tunisia https://t.co/8zwENH5Rn4
— Gordon Gray (@AmbGordonGray) October 14, 2021