عواصم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أبطأت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتيرة هجومها المدعوم بطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن على آخر معقل لتنظيم «الدولة» في الباغوز شرق الفرات، وأعلنت «قسد» أن قواتها تتقدم ببطء، متهمة تنظيم «الدولة الإسلامية» باستخدام المدنيين المتبقين في جيبه الأخير، كدروع بشرية.
ووصف القائد الميداني في «قسد» رستم حسكة، أول أمس الأحد، اشتباكات اليومين الأخيرين بأنها «الأعنف» في الباغوز. وقال «الدواعش المحاصرون في هذه المساحة الضيقة يرفضون الاستسلام وغالبيتهم من المهاجرين، بينهم فرنسيون ومن جنسيات أخرى».
مصادر لـ«القدس العربي»: خروج مقاتلين من التنظيم باتجاه تركيا وأربيل عبر شبكات تهريب
وأفادت مسؤولة إعلامية ميدانية في «قسد» لوكالة فرانس برس الإثنين عن «خروج المئات من عائلات داعش ومقاتلين سلموا أنفسهم يومي الأحد والإثنين». وبين هؤلاء وفق المسؤولة ذاتها «أجانب، لكن الغالبية من السوريين والعراقيين، أجبرهم الضغط العسكري والقصف على الخروج».
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سلّم 150 من عناصر التنظيم من جنسيات مختلفة أنفسهم أمس لـ«قسد». وذكر المرصد أن الـ150 هم من بين 400 شخص سيغادرون المنطقة. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أفاد صباح أمس عن تراجع وتيرة القتال، متحدثاً عن «هدنة» من أجل «إجلاء مدنيين من عائلات الجهاديين وعدد من الجرحى ومقاتلي التنظيم الراغبين بتسليم أنفسهم».
وقد شهدت الأيام الماضية عشرات عمليات تهريب لعناصر من تنظيم «الدولة» الى خارج مناطق «قسد» وخارج سوريا باتجاه كردستان العراق وباتجاه تركيا ومناطق درع الفرات، حيث تتم عمليات التهريب برعاية شبكات تهريب خاصة مسكوت عنها من قبل قيادات محلية من «قسد» لعدة اهداف، يلخصها الناشط زين العابدين العكيدي في حديثه لـ«القدس العربي» بأنها إما للتخلص من عبء هؤلاء الأجانب الذين باتوا يشكلون كابوساً يؤرق «قسد»، خصوصاً بعد رفض بلدانهم استقبالهم، وثانياً لمنافع شخصية خصوصاً أن اغلب هؤلاء العناصر لديهم أموال كثيرة ولا يتوانون عن الدفع للمهربين في سبيل الخروج والخلاص من جحيم سوريا».
ويضيف العكيدي انه تم رصد وصول العشرات من مقاتلي وعوائل التنظيم إلى تركيا وأربيل، بل أن بعضهم تمكن من الوصول لأوروبا حتى، بحسب العكيدي. ويتحصّن مقاتلو التنظيم في شبكة أنفاق حفروها تحت الأرض، ويتنقلون عبرها لشن هجمات، وهو الأسلوب الذي يتبعه التنظيم في كل مرة يُحاصر مقاتلوه ويوشك على خسارة معقله. كما زرعوا الكثير من الألغام والمفخخات على الطرق وداخل المنازل لإعاقة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
من جهة أخرى، أدرج الاتحاد الأوروبي، أمس الإثنين، 7 وزراء في حكومة بشار الأسد، على قائمة العقوبات المفروضة على النظام في سوريا.
وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان لها، إنها وسعت قائمة الأسماء المشمولة بالعقوبات على نظام الأسد وداعميه.
وأوضح البيان أنه تم إدراج 7 وزراء من حكومة النظام السوري على القائمة.
وأفاد البيان أن الوزراء تم إدراجهم في القائمة السوداء بعد تعديل نظام الأسد لتشكيلته الوزارية.
ولم تذكر المفوضية في بيانها أسماء الوزراء المدرجين في القائمة.
وبهذا أصبح على قائمة العقوبات التي تشمل حظر السفر وتجميد الأصول المالية 277 شخصا و72 شركة. (تفاصيل ص 4)