دمشق – أنطاكيا – «القدس العربي»: بين العرض الروسي لأنقرة والرفض الأمريكي للعملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية شمال سوريا، يقف الجيش التركي متأهباً بانتظار موافقة الحكومة التركية على شنّ حملة برية، فيما أنهى الجيش الوطني السوري استعداداته للهجوم.
تزامناً دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الإثنين، الدول الإسلامية إلى بذل مزيد من الجهد لتخليص سوريا من دوامة الصراع وما سماه «إرهاباً» على حدود تركيا، فيما قال مسؤولون أتراك لـ»رويترز»: إن الحكومة التركية بصدد إصدار قرارها بشأن شنّ عملية عسكرية برية شمالي سوريا خلال اجتماعها (الإثنين).
وحول التحضيرات العسكرية للعملية البرية التركية قال القيادي في الجيش الوطني فاروق أبو بكر في تصريح لـ «القدس العربي» إن «قيادة وفصائل الجيش الوطني أنهت الاستعدادات اللازمة للعملية العسكرية والجاهزية لشنّ أي عمل عسكري في الأراضي المحتلة، ولا سيما الواقعة تحت نفوذ قوات قسد».
وقال أبو بكر «نستطيع القول إن الجيشين التركي والسوري على أتم الجاهزية للعمل العسكري المحتمل، وحالياً الحملة البرية تنتظر ساعة البدء وإعطاء الأوامر لشنها». وأضاف: «الترتيبات والتحضيرات العسكرية جاهزة بانتظار القرارات السياسية التي ستنتج عن المفاوضات والاجتماعات بين الدول».
واستمر الجيش التركي في قصف مواقع «قسد» على الشريط الحدودي وخط التماس، أمس، حيث كثف سلاح الجو التركي من غاراته على مناطق شمال شرقي سوريا، وتركزت أمس بشكل خاص على ريف حلب الشمالي.
واستهدفت القوات التركية الإثنين بقذائف المدفعية والهاون قرى شمالي مدينة منبج، كما استهدفت بالمدفعية الثقيلة قرى في ريف تل تمر شمال الحسكة.
وكان لافتاً تجديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحديث عن إمكانية إعادة علاقات بلاده مع النظام السوري، في الوقت الذي يهدد فيه بعملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لتبدو التصريحات هذه وكأنها – حسب محللين – تعبير عن رغبة أنقرة بأن يحل النظام مكان التنظيمات التي تعتبرها «إرهابية» على حدودها.
ولعل ما يدعم هذا الطرح الأنباء التي رشحت عن لقاء تم بين قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو مع القائد العام لـ “قسد» مظلوم عبدي في الحسكة، حيث نشرت مصادر إعلامية مقربة من «قسد» أن تشايكو كرر طرح فكرة انتشار قوات النظام السوري على امتداد الشريط الحدودي وبعمق 30 كلم وانسحاب قوات «قسد» جنوباً، بينما قالت الرئيسة السابقة للجنة الأمريكية للدفاع عن الحريات الدينية، نادين ماينز، إن الولايات المتحدة «تقوم بالتواصل عبر أقنية خاصة مع تركيا ويعبرون عن معارضتهم لهذه العمليات العسكرية التي تقوم بها»، مشيرةً إلى «عقوبات وقرارات اقتصادية بهدف الضغط على اردوغان لوقف العملية».
من جانبه، لا يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي أي تعارض بين رغبة الحكومة التركية بإصلاح العلاقات مع نظام الأسد والاستمرار في إطلاق التهديدات بشن عملية عسكرية برية جديدة في الشمال السوري.
وفي حديثه لـ «القدس العربي» يقول إن حزب «العدالة والتنمية» يحاول استغلال ما يبدو إجماعاً تركياً على مستوى الأحزاب والشارع التركي بخصوص ضرورة إصلاح العلاقة مع النظام، وأيضاً ضرورة الرد على معاقبة التنظيمات التي تهدد أمن تركيا، خاصة بعد تفجير إسطنبول الأخير. (تفاصيل ص 4)