سوريا: انتشار ظاهرة استئجار «المصاغ» بعد ارتفاع سعر الذهب بشكل كبير وانهيار الليرة

 وائل عصام‏
حجم الخط
0

أنطاكيا – «القدس العربي»: بعد ارتفاع أسعاره إلى مستويات كبيرة، ووصول الغرام منه إلى نحو 600 ألف ليرة ‏سورية، انتشرت ظاهرة تأجير الذهب في المحافظات السورية، حيث يلجأ بعض المقبلين ‏على الزواج إلى استئجار الصيغة لارتدائها في حفل الزفاف. واللافت أن هذا النوع من ‏التعامل بات مألوفاً عند باعة الذهب، وذلك رغم المخاطر المالية المرتفعة، على حد تأكيد ‏تقارير إخبارية من دمشق.‏
ويقول أحد صاغة الذهب في دمشق، إن مكاسبه من التأجير باتت تفوق مكاسبه من البيع في ‏ظل حالة كساد السوق حالياً وعزوف عدد كبير عن الشراء أو حتى البيع، مبيناً أن ‏‎”‎كل ‏قطعة يختلف تأجيرها عن الأخرى حسب الوزن والموديل، فكلما ازداد وزن القطعة ارتفع ‏سعر تأجيرها، إذ يبدأ إيجار القطعة من‎200 ‎‏ ألف عن كل يوم، وكل أسبوع يمر والصيغة مع ‏العرسان يدفعون مليون ليرة‎”‎‏.‏
وتابع الصائغ بالإشارة إلى أن معظم من يستأجرون الصيغة يعيدونها ثاني أو ثالث يوم على ‏الأكثر كي لا يضطروا إلى دفع مبالغ كبيرة، مبيناً أنه ‏‎”‎مع دخول موسم الصيف، الذي يعد ‏موسماً للزواج لا تزال حركة الشراء ضعيفة، لذلك بادر أصحاب محلات المجوهرات ‏لعرض أطقم ذهبية مميزة في واجهات محلاتهم، مع تضمين لافتة صغيرة كتب عليها التأجير ‏متاح مقابل ضمانات الهوية الشخصية ورهن مبلغ من المال مقابل إعادته بعد مضي المدة ‏المتفق عليها‎”.
أما الموظفة الحكومية رزان، فطلبت من زميلتها في العمل إعارتها عقداً ذهبياً وسواراً من ‏أجل ارتدائهما في حفل زفافها، لأن خطيبها لم يتمكن من شراء أي غرام، مضيفة لموقع ‏‎”‎أثر برس‎” ‎أنه ‏‎”‎بعد مماطلة وأخذ ورد قبلت صديقتها تأجيرها صيغتها مقابل رهن هويتها ‏الشخصية ومبلغ من المال حتى تكسب حقها”.‎
وإلى جانب عدم وجود حركة طلب على الذهب، يواجه صاغة وباعة الذهب في سوريا مشاكل نتيجة شح الذهب الخام في البلاد.‏
أما في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، فلم تنتشر هذه الظاهرة بعد بين باعة ‏الذهب، ويعزو الصائغ مصطفى نجار ذلك إلى ‏‎”‎توجه الأهالي نحو الذهب المقلّد أو ما ‏يعرف شعبياً بالذهب الروسي‎”. ويؤكد لـ‎”‎القدس العربي‎” ‎أنه لا يمانع في تأجير المصوغات الذهبية، لكن شريطة أن يكون ‏الزبون مضموناً. وحسب نجار فإن الإقبال على شراء الذهب في حده الأدنى.
ويختتم بقوله ‎”‎الغالبية يكتفون بشراء خاتم ذهبي، ويفضلون الذهب المستعمل”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية