سوريا: تنديد واسع لمنظمات أممية وإنسانية بمجزرة أطفال إدلب

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : غداة مجزرة الأطفال في ريف إدلب، التي اقترفتها قوات النظام السوري، في ريف إدلب، وفي أول رد تركي، أكدت وزارة الخارجية التركية، أنها تولي أهمية تجاه استمرار وقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمالي غربي سوريا، تزامن ذلك مع زيادة منسوب التوتر في محافظة السويداء الجنوبية، حيث أفرجت قوات محلية عن عنصرين من قوات النظام أحدهما ضابط، كانت قد احتجزتهما للتفاوض والمقايضة عليهما مقابل إجبار الأخير على الإفراج عن ناشط سلمي معتقل لدى الأجهزة الأمنية، شارك في المظاهرات السلمية الأخيرة.

قوات في السويداء تفرج عن عنصرين للنظام وتجبره على التفاوض والإفراج عن ناشط سلمي

وأثارت المجزرة المروعة بحق أربعة أطفال على يد قوات النظام السوري، أمس، في ريف إدلب ردود فعل غاضبة، وتنديداً واسعاً لمنظمات أممية وإنسانية، والتي راح ضحيتها أربعة أطفال نتيجة استهدافهم بشكل مباشرة من قبل قوات النظام في بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب.
وفي أول رد تركي قال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو في لقاء صحافي مع مجلة KRİTER التركية، إنّ أنقرة تولي اهتماماً كبيراً لاستمرار وقف إطلاق النار في إدلب.
من جهته حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان رسمي الثلاثاء، مؤسسات الأمم المتحدة المعنية والمجتمع الدولي جزءاً كبيراً من مسؤولية استمرار النظام السوري في ارتكاب انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان، والتي كان آخرها قتل 4 أطفال بريف إدلب الإثنين.
وانتقد المرصد الأورومتوسطي الازدواجية الفجة في المعايير، التي تتبعها الأطراف الدولية المؤثرة تجاه العمليات العسكرية الروسية في سوريا والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، إذ تداعت تلك القوى إلى إدانة العمليات الروسية في أوكرانيا وفرضت بسببها عقوبات مشددة على روسيا، بينما تجاهلت ذات الأطراف اتخاذ مواقف حاسمة من العمليات العسكرية الروسية في سوريا، والتي تسبب بمقتل وإصابة أكثر من 12 ألف سوري منذ عام 2015.
وقال الباحث القانوني لدى المرصد الأورومتوسطي «يوسف سالم»: «قصف المناطق المدنية انتهاك واضح لحقوق الفئات المشمولة بالحماية في النزاعات المسلحة، إذ يحظر القانون الدولي الإنساني بالمطلق استهداف المدنيين، كما تنص المادة (38) من اتفاقية حقوق الطفل الدولي على أن «تتخذ الدول الأطراف (..) جميع التدابير الممكنة عمليًا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح».
من جهتها، أدانت منظمة يونيسف، عبر حسابها في تويتر، المجزرة، معتبرة أن الهجمات على المدارس في سوريا أصبحت أمراً شائعاً، وقالت «يونيسيف»، في بيان رسمي «أصبحت الهجمات على المدارس في سوريا شائعة، حيث تم تسجيل أكثر من 750 هجوماً على منشآت تعليمية وموظفيها بالبلاد منذ 2011، آخرها مقتل أربعة أطفال صباح الاثنين» مضيفة «أكدت يونيسيف مقتل الأطفال الأربعة أثناء توجههم صباح اليوم إلى مدرستهم في إدلب».
وبيّنت المنظمة أن «أكثر من 70 في المائة من الأطفال الذين قُتلوا في سوريا العام الماضي كانوا في الشمال الغربي، حيث يعيش مليون طفل نازح» مشددة على أن «لكل طفل الحق في الذهاب إلى المدرسة بأمان، والمدارس ليست هدفاً، فهي مكان آمن حيث يجب أن يتعلم الأطفال وأن يكونوا آمنين».
المتحدثة باسم يونيسف، جولييت توما، قالت في تصريح صحافي لوكالة أسوشيتد برس، «هذا تذكير صارخ بأن الحرب على الأطفال مستمرة، والمنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة تضم مليون طفل، العديد منهم نزحوا عدة مرات خلال الصراع».
كما نددت مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا، سونيا كوش، بالمجزرة وقالت في بيان رسمي «متى ستضمن أطراف النزاع عدم استهداف الأطفال مطلقًا، وتحترم القانون الدولي؟ متى سيحمون حق الأطفال في الذهاب إلى المدرسة؟ ومتى يكون الأطفال في مأمن من حروب الكبار» معتبرة أن مقتل الأطفال تذكير خطير بأن كل حرب هي حرب ضد الأطفال.
وفي الجنوب، قال المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء 24 نور رضوان، لـ «القدس العربي» إن تجمع أحرار جبل العرب تبنى احتجاز «عنصرين من الجيش السوري، أحدهما ضابط، من نقطة عسكرية قرب بلدة عريقة، ثم أفرج عنهما، مقابل وعودٍ بتحويل معتقلٍ لدى الأفرع الأمنية، إلى القضاء».
ونقل المتحدث عن قائد «تجمع أحرار جبل العرب» سليمان عبد الباقي، تحذيره قوات النظام السوري، من اعتقال أي شخص «صاحب فكر حر أو سياسي أو ناشط سلمي».
وقال رضوان «تدخل وسطاء للإفراج عن العنصرين، وتعهدوا التواصل مع الجهات الأمنية، لتحويل نورس إلى السجن المدني، وتقديمه للقضاء، بسبب وجود ادعاءات شخصية ضده» مشيراً إلى أن المدعين تكفلوا بإسقاط حقهم الشخصي عنه.
وكان تجمع أحرار جبل العرب قد وجّه تحذيراً للأجهزة الأمنية قبل أيام، مطالباً بإخلاء سبيل نورس أبو زين الدين، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على اعتقاله في دمشق، أثناء محاولته المغادرة إلى لبنان بطريقة غير شرعية. وقال مقربون من ابو زين الدين، إن اعتقاله كان بسبب مشاركته في مظاهرات سلمية مطلبية، وردت الجهات الأمنية بوجود ادعاءات شخصية ضده. تزامناً، شنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حملة اعتقالات طالت عدداً من الشبان بريف الرقة الشمالي شمال سوريا.
وقال المتحدث باسم موقع الخابور الإخباري المحلي، إبراهيم الحبش لـ «القدس العربي» إن ميليشيا «قسد» شنت حملة اعتقالات طالت 15 شاباً في منطقة «عين عيسى» بريف الرقة الغربي، بتهمة التواصل مع الجيش الوطني السوري، وتزويده بمعلومات حول مواقع انتشار الميليشيات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية