عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: وضع ملف شرق الفرات وشمال شرقي سوريا ومصيرهما على نارٍ حامية مع اشتداد آخر المعارك التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مع حليفته المحلية «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في آخر جيب لتنظيم «الدولة»، حيث أكدت «قسد» أنها أوشكت على دحر التنظيم في الباغوز شرق سوريا بعد أن انتزعت السيطرة على مخيم من قبضة المتشددين أمس، رغم أن المعركة لم تنته بعد، لكن الحسم «قريب جداً»، حسب تصريح المتحدث الرسمي باسم «قسد» لوكالة رويترز.
إنزال مروحي للمارينز في بادية دير الزور
تزامناً مع ذلك شنَّ مقاتلو تنظيم «الدولة» هجوماً عبر «انغماسييّن» على مواقع «قسد» التي سيطرت عليها أخيراً في مزارع بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية – العراقية. وأفادت وسائل إعلام محلية أن الهجوم أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر «قسد» وانسحابهم من تلك النقاط، وسط غياب لطيران التحالف الدولي بسبب القتال بين الطرفين من مسافة صفر.
وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لـ«قسد» على تويتر «هذا ليس إعلان نصر بل إحراز تقدم كبير في قتال داعش». وأضاف بالي أن «قسد» أسرت مئات المتشددين المصابين عندما اجتاحت المخيم أمس، كما أسرت 157 مقاتلاً معظمهم أجانب».
ورداً على سؤال من رويترز عن الوقت الذي ستستغرقه القوات لإلحاق الهزيمة بالمتشددين المتبقين، قال بالي إنه يتوقع انتهاء العملية «قريباً جداً». وأضاف أن بعض المتشددين المتبقين تراجعوا إلى ضفة نهر الفرات القريب. وقال بالي إن المعارك لم تنته بعد، مضيفاً أن بعض المقاتلين اتخذوا من أطفالهم دروعاً بشرية، وأن هناك اشتباكات متقطعة.
من جهته أفاد الصحافي صهيب جابر، في شبكة «فرات بوست» المحلية المتخصصة بنقل أحداث دير الزور شرق سوريا، في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، أن عدداً من عناصر تنظيم «الدولة» قتلوا بينهم قياديون ونساء مقاتلات في التنظيم، خلال الاشتباكات في مزارع بلدة الباغوز، وقتل عدد آخر من عناصر «قسد» في الاشتباك ذاته وفي هجمات أخرى نفذها التنظيم في مناطق في ريف دير الزور الشرقي.
وأشار جابر لـ«القدس العربي» إلى أنه بالتزامن مع الاشتباكات الجارية بين الطرفين، نفذ التحالف الدولي عملية إنزال جوي بواسطة ثلاث مروحيات وطيران استطلاع في محيط بادية التنف. ولم تعرف نتائج الإنزال والمستهدف منها». وأضاف أن «قسد» شنت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة هجين بحثاً عن خلايا تابعة لتنظيم «الدولة» إثر هجوم استهدف عناصرها.
وكشف جابر أن قوات المارينز الأمريكية (مشاة البحرية) تشارك بشكل مباشر في المعارك الدائرة في الباغوز. وأضاف: «لكن المهام الموكلة لهم ليست قتالية، فهم موجودون عند نقطة العبور المخصصة ضمن الاتفاق بين التنظيم و«قسد»، للتدقيق في الخارجين من مقاتلي تنظيم «الدولة» ولديهم قائمة بأسماء بعض المطلوبين دولياً من تنظيم «القاعدة» بشكلٍ عام». ونوه إلى أن عدد القتلى بين الطرفين يقدر بالمئات «إذا ما تحدثنا عن الثلاثة أشهر الماضية»، مشيراً إلى عدم وجود إحصائية دقيقة لصعوبة الوصول أو التواصل مع المصادر في مناطق تنظيم «الدولة»، وفي المقابل أيضاً منعت «قسد» دخول الصحافيين ووسائل الإعلام إلى الخطوط الأمامية إلا في حالات استثنائية، وفقاً للصحافي جابر.
وبث التنظيم تسجيلاً مصوراً من داخل مخيم الباغوز يظهر مقاتلين يقفون وسط سيارات تحمل آثار الرصاص ويرقدون خلف سواتر ترابية وهم يطلقون النار من بنادقهم. وكان المشهد الصاخب حولهم يعج بالسيارات والخيام المؤقتة والحطام وأعمدة الدخان المتصاعدة. وأمام هذا المشهد وقف رجل ليلقي رسالة تحد وبجواره مجموعة صغيرة من النساء والرضع. وقال «إن الصليبيين والملاحدة قد شردوا المسلمين، اللهم فشرد بهم، قد شردوهم وحرقوهم، اللهم فأحرقهم… أخوتي المسلمين في كل مكان إننا قدمنا ما علينا ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم».