سورية تعتمد اليورو بدلا عن الدولار بتعاملاتها التجارية الخارجية تحسبا لعقوبات امريكية
سورية تعتمد اليورو بدلا عن الدولار بتعاملاتها التجارية الخارجية تحسبا لعقوبات امريكيةدمشق ـ من ثناء الامام:أصدرت رئاسة الوزراء السورية تعميما يقضي بتحويل اعتماد كافة الوزارات والمؤسسات العامة وجميع جهات القطاع العام والمشترك علي اليورو عوضا عن الدولار لتسديد المبالغ المستحقة وذلك خوفا من عقوبات اقتصادية مستقبلية قد تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية علي سورية.وقال رئيس البنك التجاري السوري امس ان سورية حولت كل عمليات الحكومة بالعملات الاجنبية الي اليورو من الدولار وسط مواجهة سياسية مع الولايات المتحدة. وقال دريد ضرغام رئيس البنك ان هذا اجراء احترازي مشيرا الي انهم يتحدثون عن مليارات الدولارات.والبنك التجاري السوري الذي لا زال يهيمن علي السوق في القطر رغم السماح بتأسيس بنوك تابعة للقطاع الخاص في السنوات الاخيرة توقف ايضا عن التعامل في الدولار الامريكي فيما يتصل بتدفقات عملاء القطاع الخاص في اسواق الصرف الدولية. وقال خبير اقتصادي في شؤون الشرق الاوسط طلب عدم ذكر اسمه يبدو انه نوع من الاجراءات الاحترازية يهدف الي جعل اصولها الخارجية اكثر امانا وللحيلولة دون تجميدها حال حدوث اي صراع .وقالت صحيفة )الثورة) الحكومية الصادرة امس إنه سيتم اعتماد اليورو أيضا في المطالبة باستيفاء مستحقات الدولة والجهات التابعة لها نتيجة تنفيذ عقود تصدير واستيفاء رسوم تكاليف وغيرها، كما يتضمن التعميم الدعوة الي اعتماد اليورو عوضا عن الدولار في العقود المستقبلية سواء أكانت استيرادا أو تصديرا أو خدمات.واكتفت الصحيفة بالقول إن الأمر يأتي كإجراء احترازي لتدارك أي عرقلة قد تمارسها البنوك المراسلة ضمن إطار التهديدات الأمريكية.واعتبرت مصادر مسؤولة أن هذا القرار لن يسبب ازعاجا كبيرا للولايات المتحدة لانه لا يشمل سوي القطاع العام فيما ان للقطاع الخاص الحرية في مجال التحويل بالدولار إن شاء ذلك .واعتبر بعض المحللين السياسيـــــين الإجراء السوري الأخير بمثابة انفتاح إضافي علي أوروبا وتدعيم لعملتها في مواجهة الدولار.وقال المحلل الاقتصادي سمير سعيفان لا شك أن أوروبا سترحب بالقرار إذ أن الصراع الدائر حاليا بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حول تثبيت عملتيهما في التعاملات الخارجية لتحقيق مكاسب كبيرة .واضاف سعيفان أن هذا الأمر سعت له أوروبا منذ البداية في محاولة لسحب التعاملات في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا باتجاه اليورو عوضا عن الدولار.وقال إن التعميم جاء نتيجة الضغوط الأمريكية والصعوبات التي تعاني منها المصارف في الخارج لدي أدني تحويل إلي سورية حتي وإن كان تحويلا بسيطا شخصيا،إذ تتطلب هذه التحويلات أحيانا بضعة أسابيع مهما كان المبلغ صغيرا .وأشار إلي أن هذا التوجه بدا واضحا منذ فترة لسببين: الأول يتمثل في الخوف من مستقبل التعاملات بالدولار في ظل التوجهات الأمريكية الواضحة في المنطقة عموما واتجاه سورية خصوصا في إشارة إلي الحصار الاقتصادي المحتمل الذي قد تفرضه واشنطن علي دمشق بعد أن لوحت به أكثر من مرة.وأضاف سعيفان أماالسبب الثاني، فجوهره معاناة سورية المستمرة لدي أدني تحويل تقوم به بالدولار، وبالتالي فقد اتخذت هذا القرار لتجنيب مرور التحويلات عبر نيويورك .وقال سعيفان إن المشكلة الوحيدة في هذا القرار هي النفط إذ أن التعاملات الدولية في مجال النفط مسعرة بالدولار. ومعظم الصادرات السورية هي صادرات نفطية. يذكر انه إضافة إلي قانون محاسبة سورية الذي أقرته واشنطن ضد دمشق قبل نحو العامين والذي يحد من التعاملات المالية والتجارية والمصرفية والدبلوماسية مع سورية، فإن الإدارة الأمريكية فرضت تجميد أرصدة بعض الشخصيات السورية ومنها اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد ورئيس الاستخبارات العسكرية.4