يتساءل العديد من الناس، سواء كانوا من النخبة الثقافية او العامة. ماذا سيحدث لسورية نظاما ومعارضــة أو الجيش الحـــــر؟ ســـؤال مشروع والمفروض ان تكون الاجابة سهلة المنال قياسا الى السيناريو الليبي. ولكن يبدو الامر مختلفا بعض الشيء، حيث الحماسة الباهتة للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي، الذي يلعب الان دور المتهور في القرارات. والجانب الروسي والصيني والايراني وحزب الله على الارض. والكل متفاهم ومتناغم في الغرف المغلقة ومختلف بعض الشيء في الاعلام. ايها السادة انهم باختصار يفعلون كما فعل كمال أتاتورك في الاكراد بعد اعلان الجمهورية التركية عام 1923 . وخاض حروبا دامية مع الاكراد الترك وما زالت هذه القضية سكينة في خصر تركيا تتلاعب بها اسرائيل وامريكا واوربا متى كانت هنالك ضرورة لازعاج تركيا واخضاعها. المخطط الجديد لسورية هو خلق سكينة خاصرة جديدة، اسمها الجيش الحر في مناطق محددة تستطيع اسرائيل ان تدعمها بمؤازرة امريكا وغيرها. وهذا لا يعني بالتأكيد ان الثورة السورية تدرك هذا الامر لان حقها مشروع في التحرر والديمقراطية. وفي السياسة عندما يصاب جسم السياسي في مقتل فانه يتعامل مع الشيطان، الامر أشبه بقربة ماء محمولة من امريكا واوروبا وروسيا والصين وبعض الدول العربية على أرض وعرة وعليهم الحفاظ على مستوى حركة الماء في القربة لان حركتها المفاجئة غير المحسوبة يمكن ان تكون قوية وتثقب القربة ويضيع الماء منها. ولكنني أرى ان القربة ستسقط والحسابات الدولية والعربية غير صحيحة بالمشكلة السورية وهذا سيؤدي الى نار جهنم في الاقليم، ليس كل ما يخطط له الامريكان والغرب هو صحيح ونتائجه باهرة، ولكن في حالات معينة مهما كانت نتائج تخطيهم ضئيلة، ولكن ارتدادات تلك النتائج الضعيفة يمكن تحملها الا سورية فوضعها مختلف. نعم الكل يجمع على رحيل الاسد والتغيير أسوة بدول المنطقة، ولكن الغرب لم يحسبها بشكل صحيح وأراد القيام بعملية جراحية تبقي النظام وتبقي المعارضة في ذات الوقت، وهذا صعب المنال. اذن الامريكان سيحرقون الهلال الخصيب من خلال غباء التخطيط والتنفيذ، وسيكون لايران الفرصة المناسبة لمد أذرع أخطبوتها الى الهلال الخصيب. ان اللعب في كل المناطق العربية تأثيراته الجانبية محدودة الا الهلال الخصيب، فالنتائج صعب حسابها على الورق وبالتالي على دول المنطقة أن تستعد لما هو أسوأ جراء تلك المخططات الفاشلة للغرب. وهذا ما أدركه الاردن، وبالرغم من الترهيب والترغيب له الا انه استمر في سياسة مسك العصا من النصف والدعوة الى الحل السياسي، والسياسي فقط، والحفاظ على الدولة السورية. وعكس ذلك ستكون الفوضى وبؤر الارهاب على حدود الاردن، وهذا أمر لن يقبله او يتحمله الاردن. اذن الازمة السورية على الارض ستبقى لشهور بل لسنوات لا غالب ولا مغلوب بل الدمار والمزيد منه في كل مناحي الحياة! نضال جراب