لقد اصبح التدخل الخارجي في سورية مكشوفاً للعيان، ولم يعد بالمقدور إنكاره من قبل الأطراف التي تدعي أنها ضده. جامعة الدول الدول العربية لا تزال تصر رسمياً على رفض التدخل الخارجي في سورية، على الرغم من ان اعضاءها يقومون بذلك منذ بداية الأحداث الدامية في سورية. فالأسلحة كانت تصل الى المعارضة المسلحة بدعم قطري وسعودي بالتعاون مع لبنان وتركيا. ترفض الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً التدخل، بينما ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) يوجدون في جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية لجمع المعلومات عن الأسلحة الكيميائية السورية، وتنظيم ايصال الأسلحة للقوى المعارضة المتعاونة معهم، حسبما ذكرت صحيفة ‘التليغراف’ بتاريخ 20.7.2012. كما أشارت مجلة ‘فوكوس’ الأسبوعية الألمانية بتاريخ 23.12.2012 الى وجود قوة فرنسية كانت قد دخلت الى سورية قبل ذلك التاريخ بعدة اشهر عن طريق الاردن. كما توجد في سورية ايضاً وحدة اسرائيلية خاصة تعمل بسرية، حسبما نشر في صحيفة ‘الصاندي تايمز’ بتاريخ 12.12.2012. الدعم العسكري الايراني للنظام السوري يتواصل عن طريق الأراضي والأجواء العراقية. كما يتزايد النشاط الروسي لدعم نظام الاسد عسكرياً في الآونة الأخيرة. ان قتال حزب الله الى جانب النظام السوري لم ينكره السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله. وقد أكد نصرالله أن حزبه يقوم بذلك بدوافع لا تمت للطائفية بصلة، وانما لأن نظام الاسد، حسب قناعة نصرالله، يعتبر سند المقاومة وحامي ظهرها، والمقاومة لا يمكن ان تقف مكتوفة الأيدي إزاء كسر ظهرها أو قتل حاميها، كما جاء في خطاب نصرالله بتاريخ 25.5.2013. من المعروف ايضاً للقاصي والداني ان هناك قوى اسلامية متطرفة تقاتل ضد النظام السوري، ليس من أجل إنشاء نظام ديمقراطي، فمبادئها تتعارض تماماً مع مبادئ الديمقراطية، وإنما لمقاومة العلويين والشيعة في كل اماكن وجودهم وإنشاء نظام إسلامي لا يعترف الا بأفكارهم التي تتعارض مع المبادئ السمحة للدين الاسلامي العظيم، دين الوسطية والاعتدال الذي يحترم الانسان بغض النظر عن دينه او جنسيته. القوى المتطرفة تكفر المسلمين الآخرين المخالفين لها في الرأي، فما بالك بالمشاعر التي يكنونها لاتباع الديانات الأخرى. تتعارض مبادئ هذه القوى ايضاً مع المبادئ العظيمة للثورة السورية السلمية في بدايتها، المطالبة بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية لجميع افراد الشعب السوري، من دون تمييز للعرق او الدين. سورية يجب ان تكون لجميع مواطنيها، مسلمين ومسيحيين، عرباً وأكراداً، او لمن ينتمون لأي قومية اخرى. سورية الثورة يجب ان يكون هدفها تحقيق الأمن والاستقرار والمساواة والعيش الحر الكريم لجميع مواطنيها. قدِمَت القوى المتطرفة من دول عربية وأجنبية مختلفة ودخلت الى الأراضي السورية بمساعدة دول الجوار، ألا يعد ذلك تدخلاً في الشأن السوري من قبل هذه الدول؟ الا يحق لنا ان نتساءل عن اسباب ذلك؟ هل السماح لأعضاء القاعدة او من يدور في فلكها بالدخول لسورية يساهم في تحقيق الديمقراطية وإقامة العدل والمساواة والأمن والاستقرار للشعب السوري؟ هل إصرار السعودية والامارات العربية المتحدة على زيادة عدد اعضاء الائتلاف الوطني السوري ثلاثين عضواً إضافياً، من اجل الحد من سيطرة الاخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر، لا يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن السوري؟ هل يسعى ‘أصدقاء سورية’ لتحقيق اماني الشعب السوري، أم يريدون تحقيق اجنداتهم الخاصة؟ هل تفتيت سورية الى دويلات طائفية هو المطلوب؟ هل عندنا القدرة على التمييز بين العدو والصديق؟ من ساهم بشكل او بآخر في مساعدة دخول القوى الاسلامية المتطرفة الى سورية لا يمكن ان يحسب من اصدقاء سورية الحقيقيين، وانما ممن يعملون على تفتيت سورية الوطن ونسيجها الاجتماعي وسرقة ثورتها العظيمة وإعادة سورية الى عصور الجهل والظلام. يعتقد الرئيس الروسي بوتين بأن الغرب واسرائيل يريدون صوملة سورية، وقد ذكر ذلك لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، اثناء زيارته لاسرائيل في حزيران/يونيو من العام الماضي. أما نتنياهو فلا يعارض بتاتاً ان يقوم بوتين بتسمية الرئيس السوري الجديد خلفاً للاسد، اذا التزم الرئيس السوري القادم بقطع علاقته مع ايران. جميع القوى الخارجية المشاركة او الداعمة للقتال الدائر في سورية تهدف لتنفيذ اجنداتها الخاصة، سواءً التي تدعم النظام او التي تسعى للاطاحة به. أما الشعب السوري ومصالحه المشروعة فليست على جدول أعمال هذه القوى. الشعب السوري هو الضحية لهذا الصراع الاقليمي والدولي. إذا استوعب المتقاتلون السوريون هذه النتيجة، عليهم وقف القتال والبحث معاً عن حل سياسي ينقذ ما يمكن إنقاذه من سورية، ويحافظ على وحدتها الوطنية التي بدونها ستتفتت سورية ويكون الشعب السوري كله الخاسر الوحيد. انعدام الرؤية عند البعض من حكام امتنا العربية افقدهم القدرة على تمييز عدوهم من صديقهم، وجعلهم يلهثون وراء السراب حفاظاً على كراسي حكمهم التي ستقتلعــــها شعوبهم من تحتهم ليهووا الى الحضيض إذا لم يتداركوا امورهم ويزيلوا الغشاوة عن عيونهم ويبتعدوا عن التعاون مع اعداء الامة العربية من اجل مصالحهم الخاصة.
سلمت يمناك يا استاذ بعدما أصبحت الأقلام المأجورة هي السائدة في اعلامنا العربي الذي تسيطر عليه مشيخات النفط ، فهذه المشيخات تجــــرنا الى حـــرب طـــائفية يستفيد منها الصهاينة فقط ، لخلق الشرق الأوسط الكبير
ما من شك ان ابناء درعا خرجوا يطالبون بحق من الحقوق المشروعة لكافة ابناء سوريا وما من شك ان النظام اخطاء في التعامل معهم ابتداء الا ان مابعد ذلك من تطورات اثبت ان هناك طرفان خارجيان يتصارعا على سوريا الوطن وان معظم الدول العربية كانت اداة رخيصة بيد طرف ما لتحقيق اهداف ليست اهدافها واتمنى ان تلغى الجامعة التي لم تجمعهم يوما حتى لايبقى عاتب ولايتوفر للاخر مبرر
سلمت يمناك يا استاذ بعدما أصبحت الأقلام المأجورة هي السائدة في اعلامنا العربي الذي تسيطر عليه مشيخات النفط ، فهذه المشيخات تجــــرنا الى حـــرب طـــائفية يستفيد منها الصهاينة فقط ، لخلق الشرق الأوسط الكبير
ما من شك ان ابناء درعا خرجوا يطالبون بحق من الحقوق المشروعة لكافة ابناء سوريا وما من شك ان النظام اخطاء في التعامل معهم ابتداء الا ان مابعد ذلك من تطورات اثبت ان هناك طرفان خارجيان يتصارعا على سوريا الوطن وان معظم الدول العربية كانت اداة رخيصة بيد طرف ما لتحقيق اهداف ليست اهدافها واتمنى ان تلغى الجامعة التي لم تجمعهم يوما حتى لايبقى عاتب ولايتوفر للاخر مبرر