سوريون لا يستطيعون العودة لبيوتهم المصادرة.. ونظام يحتفي بالسياح فوق الخراب والجماجم!

آدم جابر
حجم الخط
0

باريس- “ القدس العربي”:

قالت مجلة “سلايت” الفرنسية، إنه رغم ما آلت إليه سوريا في السنوات الأخيرة واستمرار الصراع في هذا البلد الذي كان يستقبل قبل عام 2011 نحو ثمانية ملايين من السياح سنوياً؛ إلا أن البعض القليل من وكالات السفر والمدونين لايترددون لي اقتراح إقامات مخصصة “ للاندماج مع السكان المحليين مع المرور أمام القرى المدمرة” وزيارة مواقع أثرية “مغطاة بعباءة الدمار”.

وأوضحت المجلة الفرنسية أنه مع وكالة Young Pioneer Tours ، التي تتخذ من الصين مقراً لها ، يمكنك اليوم زيارة حلب ( نصفها تحول إلى خراب) مقابل حوالي 1500 يورو. فوكالات السفر هذه و التي تتهم في كثير من الأحيان بتشجيع “السياحة السوداء”، لا تتراجع أمام أي شيء؛ بحيث إنها تنظم زيارات إلى مدينة دمشق القديمة و قلعة الحصن (حمص) و ما تبقى من كنوز المواقع الأثرية في تدمر، وذلك على الرغم من التفجيرات بالسيارات المفخخة والغارات الجوية الإسرائيلية.

وأضافت المجلة الفرنسية أنه، في حين أن كل الحكومات في العالم تقريباً تنصح بعدم الذهاب إلى سوريا، فإن هذه المحاولات لإعادة فتح باب السياحة إلى هذا البلد تثير انتقادات شديدة. إذ تنقل “سلايت” عن بكري عبيد، وهو مواطن سوري كان يدير شركة سياحية صغيرة في دمشق قبل الحرب؛ تنقل عنه قوله إن “ما تقوم به الشركات السياحية الآن هدفه الوحيد هو تطبيع النظام”.

واعتبر بكري أن هذه الرحلات السياحية “تقوم بتبرئة النّظام وتدفع العالم إلى نسيان الفظائع المرتكبة ضد السوريين. فالحرب لم تنته، وبالتالي فإنه مأساة أن ترى “السياح يأتون لزيارة بلدك في وقت لا نستطيع فيه نحن العودة إلى بيوتنا، لأن النظام صادرها”.

وأشارت “سلايت” إلى أنه منذ اندلاع المظاهرات المؤيدة للديمقراطية قبل تسع سنوات، تميزت الحرب في سوريا بالقمع الوحشي لنظام بشار الأسد، الذي يشدد الآن قبضته على آخر معاقل المعارضة بشمال غرب البلاد، تحديداً في محافظة إدلب، وذلك بمساعدة حليفه الروسي.

وللتذكير، فإن الصراع السوري أدى إلى مقتل أكثر 500 ألف شخص ونزوح 22 مليون آخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية