سوريون وزعوا بيانات اعتذار لسكان العاصمة التركية أنقرة

حجم الخط
0

اسطنبول ـ ‘القدس العربي’ تتزايد مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا من تأثير حوادث الاشتباكات المتكررة بين مجموعات من السوريين ومواطنين أتراك على استمرار حالة التعايش والود مع السكان الاتراك في ظل قرارات قضائية بترحيل عدد منهم الى مناطق اخرى ومنع تأجيرهم منازل في العديد من الاحياء وخاصة الشبان غير المتزوجين.
ويعيش في تركيا أكثر من مليون لاجيء سوري فروا من الحرب الدائرة في بلادهم، منهم 220 ألف يقطنون مخيمات اللاجئين التي اقامتها الحكومة التركية في المناطق الحدودية، في حين يتوزع الباقون على باقي المحافظات والمدن التركية.
وشهدت أمس بلدة ‘هسا’ التابعة لولاية هاتاي جنوب تركيا اشتباكات بين عدد من اللاجئين السوريين ومواطنين أتراك اسفرت عن اصابة ثلاثة سوريين ومواطن تركي، في حين اعتقلت قوات الامن التي تدخلت لفض الاشتباكات سبعة اشخاص وأحالتهم للتحقيق.
وأصدرت السلطات التركية قراراً بترحيل جميع اللاجئين من البلدة الى مدينة أخرى بعد الاشتباكات التي استخدمت فيها الحجارة والعصي والقطع الحديدية، وذلك خشية تجدد الاشتباكات مع سكان البلدة من الأتراك.
ويقول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن حجم المساعدات الانسانية التي قدمتها بلاده الى اللاجئين السوريين على اراضيها وفي الداخل السوري بلغت أكثر من ثلاثة مليارات دولار، حيث تعتبر ظروف اللاجئين السوريين في تركيا الأفضل بين اللاجئين المنتشرين في لبنان والأردن ومصر والعديد من دول الجوار السوري.
وفي العاصمة التركية أنقرة، اصيب ما لا يقل عن 14 شخصاً منهم ثلاثة من عناصر الشرطة التركية التي تدخلت لفض اشتباكات بين شبان سوريين وأتراك شارك فيها أكثر من 60 من السوريين، كما تضررت العديد من سيارات الشرطة التركية إثر قطع إحدى الطرق واستخدام الحجارة والعصي في الاشتباكات.
وعلى أثر ذلك أصدرت محكمة تركية قراراً بترحيل الشبان السوريين غير المتزوجين من العاصمة انقرة الى بلدة ‘كلس’ الحدودية، في حين قرر السكان منع تأجير الشقق السكنية لأي شاب سوري غير متزوج، وذلك بعد مظاهرة احتجاجية نفذها سكان الحي الاتراك طالبوا خلالها برحيل السوريين من الحي الذي يقطنه قرابة 2500 لاجيء سوري.
سوريون من سكان الحي قالوا ان السلطات لم تبدأ فعلياً في ترحيل أياً من الشبان، وأن القرار جاء لتهدئة المواطنين الاتراك حسب توقعهم، لكن ذلك لا ينفي تخوفهم من اثر استمرار هذه المشادات على استمرار تواجدهم داخل تركيا أو في المدن الكبرى على الأقل في الفترة المقبلة، خاصة في ظل تعمق الازمة في بلادهم وعدم وجود أي أفق لعودة قريبة.
وللتخفيف من حدة التوتر وخوفاً من الآثار السلبية لمثل هذه الحوادث، بادر عدد من السوريين في انقرة بتوزيع منشورات ورقية على السكان الاتراك للاعتذار عن الحادثة، وحمل المنشور عبارة ‘شكراً على ضيافتكم، عذراً أنقرة’.
وتقول حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انها تواصل اتباع سياسة ‘الباب المفتوح’ اتجاه السوريين، لكن العديد من الكتاب الاتراك أبدوا في مقالاتهم تخوفهم من تطور الاشتباكات وانتقالها الى مدن أخرى، وتحول بعض الخلافات السياسية الى مشاكل اجتماعية بين السكان واللاجئين.
وأحيا أمس الشعب التركي الذكرى الأولى لتفجيرات الريحانية التي أودت بحياة عشرات المدنيين الاتراك بعد تفجير سيارتين مفخختين بمدينة الريحانية قرب الحدود السورية واتُهمت اطراف سورية بتدبيرها.
ونصحت سلطات البلدة اللاجئين السوريين بالتزام بيوتهم خشية وقوع صدامات مع الاتراك الذين أحيوا الذكرى في ظل اجراءات امنية مشددة وانتشار واسع لقوات الشرطة ومكافحة الشغب، حيث لم تسجل أي حوادث احتكاك في البلدة التي تجاوز عدد اللاجئين السوريين فيها عدد السكان الاصليين من الاتراك.
ويقول اللاجئون أنهم يتلقون معاملة طيبة من المواطنين الاتراك ويعيشون سوياً بأمن وسلام، على الرغم من وقوع بعض الحوادث التي لا تؤثر على جوهر العلاقة الاخوية بينهم، بحسب السكان.
ويبدي العديد من السكان الاتراك امتعاضهم من تزايد أعداد اللاجئين السوريين الذين تسببوا بإرتفاع أسعار الشقق السكنية وانخفاض مستوى الرواتب في العديد من المهن التي يعمل بها السوريين بأجور متدنية في مدن اسطنبول وازمير والعديد من المحافظات الاخرى، بالإضافة الى لجوء بعض اللاجئين الى امتهان التسول الأمر الذي يثير استياء السوريين والأتراك على حد سواء.
وعلى الرغم من ذلك تواصل فعاليات شعبية ومؤسسات خيرية ومنظمات المجتمع المدني التركية ارسال قوافل المساعدات الانسانية بشكل يومي الى الداخل السوري تحتوي على طرود غذائية، في حين تعمل أخرى على فتح مخابز وتقديم الوقود ومولدات الكهرباء للسكان والمستشفيات في الداخل السوري.

اسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية