القاهرة ـ «القدس العربي»: خرجت سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك عن صمتها عبر اول حوار صحافي تجريه منذ عزل زوجها عن حكم البلاد عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، فكشفت الكثير من التفاصيل بشأن احوال اسرتها قبل وابان وبعد الثورة.
وفي البداية قالت سوزان مبارك للكاتبة الكويتية فجر السعيد «أعتذر عن كل من طلب مقابلتي ولم أستطع لأني اعتزلت الحياة العامة ولا أخرج من بيتي إلى أن تظهر براءة زوجي وأولادي».
وقالت «إن الفرصة قد أتيحت لعلاء وجمال للخروج من مصر ولكنهما رفضا الخروج، لأن خروجهما سيتم تفسيره على أنه هروب من المواجهة ولم نربهما على الهرب، حتى أن نجلها جمال مبارك قال في تلك اللحظة «لو خرجت من بلدي كيف ستنظر لي ابنتي عندما تكبر وتكتشف أن أباها هرب وهو متهم، وهل تقبلين أن أعيش هاربًا طول حياتي؟»، وأكدت أن علاء وجمال أصرا علي المواجهة إلي البراءة بإذن الله لأنهما واثقان بأنهما لم يعملا شيئا يعاقبان عليه ولا يهرب إلا المخطئ أو الجبان».
وعما سمعته في الآونة الأخيرة من أناس كثيرين عن مبارك وأسرته، قالت «وأنا أسمع حجم الافتراءات البشعة التي طالتني أنا وأسرتي كنت أتألم لأني محرومة من حقي الطبيعي بالزعل والبكاء لأحافظ على ثبات من حولي، وقالت سوزان مبارك إنها كانت تدعو ربها ليطيل في عمرالرئيس الأسبق مبارك ليعيش حتى يرى براءته من الاتهامات والأكاذيب».
وأكدت انها في حاجة كبيرة إلى أن تحضن أبناءها، قائلة «أحتاج أن أحضن ابني وأبكي على صدره، ولكن لا أستطيع لأن انهياري سيؤلمهم، وهم بحاجة لمن يشد من أزرهم في محنتهم، لذلك أنا متماسكة حتى الآن».
واشارت سوزان مبارك، خلال الجزء الأول من حوارها، إلى أنها تحملت الكثير من الصعاب في الفترة الماضية، وقالت «ربنا كريم معانا في جميع مراحل حياتنا، ورغم الصعاب دائمًا نجد الفرج من عنده، لذلك كنت على ثقة أن الله سيظهر براءة زوجي وأولادي».
وروت تفاصيل الأيام التي سبقت ثورة يناير/كانون الثاني، قائلة «أحد الصحافيين كان يجتمع معي يومياً قبل 25 يناير/ كانون الثاني لإقناعي بإعطائه حق طباعة ونشر كتابي عن تجربتي بعد وفاة حفيدي وبعد الأحداث هاجمني»، مضيفة «قلبي لا يحمل ضغينة على أحد حتى من أخطأ بحقي ولا أعرف الكره أصلاً ولكن أستغرب هجوم من كان يسعى جاهداً ليخطب ودي سابقاً».
وعبرت عن حزنها من تجاهل مبارك في احتفالات أكتوبر/ تشرين الأول، بقولها «حزنت وبشدة عندما لم يذكر الرئيس السيسي في احتفالات أكتوبر/تشرين الأول اسم الرئيس مبارك كما ذكر باقي الأبطال»، لافتة إلى أن حرب 6 أكتوبر نقطة تحول في حياتها ولو سردت ما حدث معها في احتفالات هذه المناسبة قبل وبعد أحداث يناير/ كانون الثاني ستكون مادة للكوميديا السوداء».
وقالت « إن الخوف من رد الفعل لا يعني إلغاء التاريخ الذي سجل أبطال أكتوبر/تشرين الأول من القادة العسكريين في بيض صفحاته، مضيفة: «في قلبي غصة لا أستطيع إخفاءها ولكن مع هذا أنا متفائلة أن مصر ستعود أجمل مما كانت والآتي أفضل بقيادة الرئيس السيسي».
ونفت سوزان مبارك تدخلها في التشكيلات الوزارية، مؤكدة «لم أتدخل يوماً في التشكيل الوزاري وليس لي علاقة بالسياسة من الأساس وكل ما قيل افتراء وحسبنا الله ونعم الوكيل»، مشيرة إلى أنها لا تعرف من الوزراء إلا الخمسة الذين كانت تتعامل معهم بحكم نشاطها التطوعي». وعن حياتها الشخصية مع مبارك أكدت « أن العلاقة بينهما كانت أكبر بكثير من زوج وزوجته، والرئيس مبارك لم يكن زوجي فقط بل هو رئيس الجمهورية وكنت أتعامل معه وفق هذا المنظور مواطنة ورئيس جمهورية وكان لي حدود لا أتخطاها».
وأكدت سوزان مبارك «هناك أشخاص كانوا يسبحون بحمدنا ليل نهار وبعد 25 يناير قالوا فينا مالم يقله مالك بالخمر وأستغرب أن الناس تصدقهم ولا ترى تقلباتهم».
وأضافت « مجروحة جدًا مما ينقل لي عن كلام الناس ولكن دفاعي عن نفسي لن يجدي فصوتي غير مسموع لذلك ليس لي سوى حسبنا الله ونعم الوكيل».
وعن زوجات ابنيها، قالت «من كرم ربنا علي أن رزقني ببنتين هما زوجتا ولداي واللتين صبرا وتحملا الكثير في هذه السنوات الصعبة، ويارب أفرح معاهم في فرج قريب». وأضافت «عندما أخرج من زيارة ولدي بالسجن أدخل غرفتي ولا أخرج إلا ثاني يوم لأن حالتي النفسية لا تسمح برؤية أحد وربنا ما يكتب ما أراه على أحد».
وغردت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، من خلال حسابها الرسمي على تويتر، قائلة « بعد إنتهاء مقابلتي مع سوزان مبارك قمت بتصوير نفسي مع سوزان مبارك «الهانم» سيلفي في صورة باسمة، لأني لم اجد من يصورنا».
كما نشرت فجر السعيد نص الجزء الأول من حوارها وقالت حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك «قابلت سوزان هانم زوجة الرئيس مبارك».