منذ أكثر من ستين نكبة وكارثة ونازلة يسمع المواطنون العرب في بلدانهم عن وجود شيء إسمه انتخابات، فيشاهدون وسائل الاعلام تدق صنجات وطبول مدائحها، معتبرة استفتاءات الـ 99 بالمئة أعراساً ديمقراطية.
يحضر الضيوف وتوزع ‘الشربات’ ويقدم ‘أحباب العريس’ الهدايا له وتسلط الأضواء عليه ليلقي خطابه الذي لن يتذكره أحد، ثم ينفضّ السامر وتغلق بوابات المعتقلات الكبيرة المسماة بلداناً على المواطنين الذين اغتصب الطغاة أصواتهم فيما يهمد نعيق خطباء التلفزيون والراديو ويذوب حبر الجرائد ويعود المسؤولون والسجانون والمخبرون الى زوجاتهم واطفالهم فرحين.
لسبب ما حصلت تغييرات على هذا المشهد في انتخابات العرب الحالية، فلعلّ الثورات التي زلزلت الأرض تحت أقدام الزعماء العرب جعلتهم يفكّرون قليلاً قبل بثّ وقائع لعبتهم القديمة المضجرة وعليه فقد قرّروا إضافة فقرتين على السيرك الانتخابي: السخرية والترويع.
من أبواب السخرية أن يتقدّم للانتخابات أشخاص من طينة المهرجين الذين يستغلون برامج مثل ‘عرب لديهم مواهب’ و’سوبر ستار العرب’ للحصول على شهرة خمس دقائق او لإضحاك الناس عليهم او لأسباب أخرى علمها في بطن أجهزة المخابرات.
ومن أبوابها أيضاً أن لا يستطيع زعيم المعارضة، كما إياد علاوي في العراق، الحصول على بطاقة انتخابية فيضطر للسفر الى بلد آخر للتصويت، وأن يصوّت الرئيس جلال الطالباني المحتجب عجّل الله ظهوره – في برلين، وأن يتغلّب رئيس الجزائر على خصوم ثلاثة: ملاك الموت والإعاقة وعلي بن فليس، بالضربة الانتخابية القاضية، وأن يتصارع الرئيس السوري بشار الأسد مصارعة غير حرّة مع 10 منافسين دفعة واحدة (بينهم امرأة ومسيحي كما أحبّت وسائل الاعلام أن تؤكد) ثم يطلّ بطلعته الوسيمة على المذبحة المفتوحة التي يرأسها فخامته ليبشر بـ ‘اول انتخابات في تاريخ سوريا الحديث’!
تلبّي السخرية حاجة الطغاة الى تقديم الفرجة والتسلية للناس، من جهة، واستصغار شأن مواطنيهم ومد اللسان الى العالم وازدراء فكرة الانتخابات نفسها، من جهة أخرى، فالمستبد يكره فكرة تنافسه مع جنس أدنى منه، ولكن ما دام العالم ووسائل الإعلام يريدان ذلك فليكن بهذه الطريقة التي تؤكد المؤكد: كراهية الدكتاتور لما يقيّد يده ولسانه وخياله الخصب في الإجرام.
أما بطش ‘المرشحين’ بناخبيهم فيدخل في الفقرة الثانية المضافة على عرس الانتخابات: الترويع.
كلّما كان المرشح مقاوماً وممانعاً ومواجهاً للامبريالية كلّما زادت حدة البطش، فعقاب الجماهير الرجعية والتكفيرية التي تغلّ يد القائد عن مواجهة أعداء الأمة وممانعتهم ومقاومتهم تسليط الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة عليها ودكّ مدنها وتجويع أهلها وتهجيرهم ومطاردتهم، لو أمكن، خارج الحدود أيضاً.
أما إذا كان المرشح ‘ديمقراطياً’ فهو مضطرّ، أثناء أدائه وصلة الترويع، أن يقلّد المرشح المقاوم بجرعات صغيرة، وهكذا شاهدنا نوري المالكي يخوض حرباً معدّلة (مقارنة بحروب الأسد) ضد الفلوجة، ويستخدم بتواضع وحياء يحسبان له، الغارات الجوية والمدافع والدبابات وبرميلا متفجرا واحدا على سبيل ‘التجربة’، ثم يجتاز الحدود العراقية – السورية ويقصف زملاءه ‘الإرهابيين’ الذين اطلق سراحهم قبل شهور.
في مصر، وبعد فضّ الاعتصامات الدمويّ الذي دشّن ‘ثورة 30 يونيو’، وقوننة ملاحقة الخصوم السياسيين من الإخوان المسلمين تحت مسمّى الإرهاب، جاء دور القضاء ‘المستعجل’ الذي لا وقت لديه لمراجعة الحقائق والوقائع وإضاعة الوقت بالتدقيق في وجود المتهمين على قيد الحياة قبل الحكم عليهم بالموت، او سماع مرافعات المحامين وثرثراتهم، فكلّ هذه شكليّات لا وزن لها والنتيجة أحكام إعدام بالجملة لمئات من البشر.
بالسخرية يتسلّى الحاكم بالمحكومين ويسلّيهم، وبالترويع يذكرهم بجبروته الذي لا مثيل لبشاعته، وبين الكوميديا وأفلام الرعب يُزفّ الرئيس الى شعبه في عرس الديمقراطية العربية الفريدة.
الاسد هو فرد واحد وكيف استطاع هذا الفرد ان يقف امام الغرب برئاسة امريكا وإسرائيل ويحبط مخططهم أليس هو الشعب السوري وجيشه البطل من أحبط هذا المخطط ولو كان الشعب وجيشه ضد الاسد لا يحتاج تجيش الشرق العربي والغرب برئاسة امريكا وإحضار الإرهابين من جميع أصقاع العالم لإسقاط النظام ومن أحبط هذا المخطط أليس الشعب وجيشه وهذا يوضح لمن عميت بصيرته ان الشعب يقف الي جانب الرئيس بشار الاسد وهو رمز كرامة كل سوري وماذا يريد الشعب السوري والشعوب العربية من بشار هو ان تكون بلاده حاضنة المقاومة ويؤمن ان لن تتحرر الارض الا بالمقاومة وسوريا الوحيدة المقاومة وبفضلها تحررت لبنان لذلك الشعب السوري لن ينتخب الا من وقف امام المؤامرة الغربية الاسرائيلية واحبطها في سوريا
مقال معبر…ولكن ألفت نظر الكاتب إلى ملحوظتين عن الوضع فى مصر :
الملحوظة الأولى – أنه كانت هناك ثورة خرجت بجموع الشعب ضد دكتاتور حكم مصر لمدة ثلاثين عاما…وكانت فى 25 يناير 2011 وليست فى 30 يناير ! ….والتى مهدت لإجراء أول إنتخابات حرة فى تاريخ مصر..مثلها مثل جميع الدول المتحضرة ….وتم إنتخاب أول رئيس مدنى .
الملحوظة الثانية – إذا ما كان كاتب الرأى يقصد بالرقم 30 هو ماحدث فى 30 يونيو 2013 وخاصة (بعد فض الإعتصام الدموى )….فلم يشر بحرف واحد عن الديكتاتور العسكرى القادم عبد الفتاح السيسى والذى حشد الناس وأوهمهم بوقوفه إلى جانهم لتخليصهم مما أسموه ( الفاشية الدينية ) !! وقام بإنقلابه الدموى …لتحقيق حلمه والأنقضاض على كرسى الحكم عن طريق مسرحية مفضوحة إسمها إنتخابات.قادمة..حتى أنه هو ومنافسه ( الذى أنشأ حركة تمرد) فى هذه الإنتخابات .. وجهان لعملة واحدة ..لقيامهما بالإنقلاب على رئيس شرعى منتخب من الشعب !
يقول الله عز و جل فى محكم تنزيله ” ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيى عن بينة ” صدق الله العظيم
مقال رائع (في الصميم)
لعنة الله على الظالمين ، ويساند هؤلاء الطغاه طغمة من العملاء والفاسدين وتابعيهم من الجهلاء!
الشعب السوري لم يجد الى الان من يقول للغرب ودول الانبطاح لا ال االاسد ويقف الى جانب المقاومة سواء الاسد ولم يجد الشعب السوري اي حاكما عربي مخلص لشعبه كالاسد فالاسد هو رجل هذه المرحلة وهو من اخرج سوريا الى شاطي الامان باستقلال قرار سوريا السيادي واهبط مؤامرة الكون بتمزيق سوريا باسم الدمقراطية وحقوق الخروف والانسان وكما تشاهدون ارهابينهم كيف يقتلون الاطفال والنساء وهذا الجزء الاول من دستور دمقراطيتهم اما الاجزء الباقية سوف تاتي
بصراحه ادهشني هذا المقال
لقد جمع هذا المقال كل المتناقضات في عالمنا العربي
واختصر ألاف الاميال والصفحات في مقال واحد
فقط اريد ان يكتب اسم صاحب هذا المقال حتى لايهضم حقه بالثناء
اخيرا الله يعين امتنا على بلاويها
ولا حول ولا قوة الا بالله
رائع
يعني الحكام العرب يا لطيف شو محبوبين ببلادهم من قبل شعوبهم ؟!؟!!! :)
و لهذا يطاردهم حكام الغرب من كثرة الحسد و الغيرة منهم و عليهم !!! :)
و بصيد فيهم من حين لآخر واحد واحد !!! :)
مثل مثل مثل إن شئت قل:
1- مثل العصافير و الغنم القاصية !!! :)
أو:
2- مثل الفئران و الجرذان !!! :)
أحسنت!