في بداية تسعينيات القرن الماضي، قرّر التاجر الدمشقي المعروف بدر الدين الشلاح (أبو راتب) نشر سيرته الذاتية. وقد بدت السيرة مثيرة للدهشة في أكثر من جانب. فهي سيرة تاجر، وليست سيرة سياسي سوري، أو بطل قومي. والأهم من ذلك، كاتبها نفسه (التاجر) الذي طالما ارتبطت صورته بالأسواق ودفاتر الحسابات وإدارة الغرف التجارية، فإذا به يزاحم المثقفين والحزبيين على كتابة السيرة ورؤيته لتفاصيل غنية عن دمشق وأهلها وتطور صناعاتها. الطريف أيضا في هذه السيرة، أنها مثّلت حالة من الإحراج لبعض المثقفين الحالمين بخلافة البدير الحلاق في دمشق.
كان البدير قد ولد في النصف الأول من القرن الثامن عشر، وعمل في مهنة الحلاقة، واقترب من القطب الصوفي عبد الغني النابلسي. وقد دفعته هذه العوامل وغيرها إلى كتابة يومياته عن أحوال دمشق من الأسفل، تمييزا عن كتابات العلماء والنخب آنذاك. ومع بدايات القرن العشرين، أعيد إحياء هذه اليوميات. ومنذ تلك اللحظة، نرى موجات من المثقفين السوريين ممن يحاولون تكرار طقوسه في الكتابة. وهذا يشمل ما بعد 2011، إذ ظهرت أسماء عديدة، عادة ما ربطت أعمالها وكتاباتها بالبدير. ومن بين من سعى إلى خلافته، المثقف الدمشقي نجاة قصاب حسن. فقد حاول، بعد فراره من عالم اليسار، العودة لتراث دمشق ويومياته عله يصبح كاتب يوميات أهلها في زمنه. لكن حسن، وإن أجاد في رواية تفاصيل المدينة في القرن العشرين، بقي يفتقر أحيانا للحس اليومي العام، ولن يتوقع أن يخبره أبو راتب بنيته نشر مذكراته، وطلبه المساعدة منه في هذا الشأن. ويخيل لنا أن المذكرات جاءت ممتعة وصادمة له. فكيف بهذا التاجر الأمي (لم يكمل دراسته الإعدادية) يتمكن من رصد تفاصيل عن الحياة اليومية في دمشق القرن العشرين. ومما يُروى في هذا الشأن، أن نجاة حسن كان يهمس لبعض زائريه بأنه هو من كتب هذه المذكرات، ما جعل من هذه الشائعة محل تداول واسع بين المثقفين السوريين. خاصة أنّ الثقافة النخبوية السورية ظلت في تلك الفترة، وربما ليومنا هذا، لا تولي للكتابات الهامشية، أو الكتاب الهامشيين مكانة تذكر، ولذلك ستكون الشائعة محل تداول واسع. في المقابل، بإجراء مقارنة بين أسلوبي الشلاح ونجاة (في سيرته) يلاحظ أنّ هناك خلافا واسعا، سواء على مستوى الكتابة أو الموضوعات.
في كل الأحوال، شكّل نشر مذكرات التاجر، فرصة للاطلاع على تجربة تاجر دمشقي في القرن العشرين. والطريف في هذه السيرة، أنها لم تروِ كيف وصل تاجر في دكان صغير لبيع الخضروات إلى منصب رئيس غرفة تجارة دمشق في الثمانينيات حسب، بل شكّلت كذلك فرصة للاطلاع على تفاصيل داخل عائلته، وعن حياة أولاده التعليمية وزيجاتهم وفشل بعضها. وقد عادت هذه السيرة لتلقى اهتماما أوسع في السنوات الأخيرة، التي نشط فيها حقل السير الذاتية السورية. لكن هذه السيرة لن تكون الأخيرة في حياة العائلة، وإنما يبدو أنها أخذت تؤسّس لتقاليد كتابية داخل العائلة التجارية الصغيرة (عائلة الشلاح). فخلال الأحداث الدامية في سوريا، وبالأخص بعد عام 2012، وبينما كان الكل مشغولاً بتتّبع الاحتجاجات والقتال اليومي وهو ينتقل من قرية إلى أخرى، سيتجه أحد أبناء الحاج (الأصغر) محمد الشلاح إلى نشر سيرته الذاتية (نشرت عن الدار العربية للعلوم 2013). ويشكل هذا النص امتدادا لتقليد الأب في الكتابة، وأيضا فرصة لمعرفة تفاصيل أكثر عن واقع العائلة، ولاسيما بعد فترة التسعينيات وإلى لحظة كتابة السيرة.
ستبدو هذه السيرة للقارئ أحيانا وكأنها كتبت من قبل الأخ الصغير كرسالة عتب على أخيه الأكبر (راتب الشلاح/التاجر الدمشقي المعروف). كما أنّ السيرة تحمل جديدا من ناحية أنها تتيح لنا التعرف أكثر على طبيعة العلاقة بين أفراد عائلة تجارية، وإن كان هناك تماسك فعلي كما يظهر للمراقب الخارجي، أم أن هناك خلافات واسعة تتعلق بالمال والشراكات؟ وهي خلافات لا تظهر في العادة بحكم أن تسويتها لا تجري في المحاكم الرسمية، بل في أوساط تجارية محلية.
الكتابة بين الأب والابن
ليس من السهل التخلص من مذكرات الأب التاجر أثناء قراءة مذكرات ابنه، ولذلك سنحاول أحيانا الربط بين السيرتين، فهناك كما نظن تقاليد نقلها الابن من الأب دون أن يشير لذلك بشكل مباشر.
في البداية، يبدو سؤال ودوافع الكتابة لدى الابن مختلفا عن الأب، وهذا أمر مفهوم، في ظل تفاوت الزمنين (التسعينيات/ لحظة انهيار البلاد) والتجربتين (تاجر أمي/أكمل دراسته الثانوية في مدارس لبنانية باللغة الإنكليزية). يرى الابن أنّ الكتابة فن من الفنون الأخرى، ويمكن لأي إنسان دخوله. لكن سرعان ما يعود ليعبر عن تقاليد ونصائح الآباء، وهو يتحدث عن معنى السياسة تحت عنوان «لا للسياسة» يقول: «ما أحببتها ولا تعاطيت معها في يوم من الأيام.. مارسنا دورنا بعيدين عن أي تجاذب سياسي». وهي رؤية قريبة من الأب (أبو راتب) والذي يعرّف السياسة في مذكراته بوصفها عملا ليس بالضرورة مرتبطا بالأحزاب والنقاشات اليومية، بل السياسي هو الشخص الفاعل في المجال العام على صعيد التجارة والعمل. وبالتالي تبدو السياسة فن مجاراة الواقع (حيادية سياسية/ قبول النظام) والالتفات للتجارة والتقوى (العمل الخيري) كبديل عن السياسة المباشرة. مع ذلك، بدا أسلوب الأب في الكتابة أكثر رشاقة وحيوية من أسلوب الابن. وقد يعود ذلك إلى كون الأب، كما يذكر، اعتاد وهو صغير على كتابة يومياته في الدكان.
تفاصيل محذوفة
في فترة الخمسينيات، كان التاجر الأب قد بدا حريصا من خلال رسائله على نيل أولاده شهادات عليا، بما يضمن استمرار عمل العائلة ونموه. فالسوق في البلاد كان ينتقل من تجارة الدكان إلى عالم المؤسسات والشركات الكبيرة، مما كان يتطلب أدوات ومهارات جديدة لا تمتلكها العائلة، ولذلك كان نصيب الابن الذهاب مع أخيه وستة أفراد آخرين من آل الشلاح إلى مدرسة برمانا الداخلية في جبل لبنان شرق العاصمة بيروت. وهي مدرسة، كما يقول راوينا، تأسّست على يد مجموعة من المواطنين الإنكليز من رابطة «دعاة السلام» في إشارة لعدد من المبشرين، لكن يفضل استخدام عبارة مواطنين بدلا من مبشرين، ربما حفاظا على صورة العائلة المحافظة. ومما يذكره عن المدرسة، أنها بدت صعبة قليلاً في السنة الأولى 1957، كون التدريس باللغة الإنكليزية. لكن الأمور كما تبدو في سيرته لاحقا ستسير بشكل جيد، دون أن يأتي على تفاصيل أكثر باستثناء ذكر أصدقائه في المدرسة مثل، أميل لحود (رئيس لبنان الأسبق) وأفراد من عائلة آل سعود وبن لادن وآل خليفة (البحرين). كما يؤكد حرصه على طلب والدهم (وهذا ما ذكره الأخير) إرسالهم رسائل له حول يومياتهم ودرجاتهم العلمية. وكان والده، كما يذكر، يرد عليهم أحيانا برسائل فيها «الكثير من التوبيخ والتأديب». والغريب أن الابن لن ينشر لنا أي صور عن هذه الرسائل أو مضمونها، خلافا للأب الذي نشر كما كبيرا من رسائله لأولاده. ومن بين ما نشره، رسالتان تظهران الابن محمد وهو يتعرض لتأنيب شديد بسبب تقصيره في الدراسة. الأولى في عام 1957، ذات السنة التي وصل فيها الطالب ولاقى معاناة مع اللغة الإنكليزية. والثانية بعدها بعام (58) إذ بدا الشاب، خلافا لسيرته الهادئة عن هذه الفترة، يتعرض لتقريع شديد من الأب، بسبب تقصيره في الدروس. ولذلك سيعلمه بتخصيص أستاذ خاص له، كي يتجاوز هذا الأمر، وإلا سيكون مصيره التحول إلى صانع بأجر زهيد. ويبدو أن هذه التفصيلية، وإن بدت صغيرة، ستبقى مشكلة ترافق الشاب وتحدّد موقعه داخل العائلة. إذ يذكر في سيرته إكماله دراسته الثانوية، ولا يخبرنا شيئا عن دراسته الجامعية، ما يرجح أنه لم يكمل دراسته الجامعية (خلافا لباقي إخوته الثلاثة الذين حصلوا على شهادات دكتوراه). وسيؤثر هذا الواقع في حياة الشاب وموقعه ودوره في أعمال العائلة، وحتى على صعيد من يمثلها لاحقا.
عثرات في ميدان التجارة
في الغالب يصور أبناء الشلاح في السردية الشعبية الدمشقية، بوصفهم مثالا على الشطارة والنجاح في عالم التجارة. لكن مسيرة الأخ الأصغر لا تبدو كذلك. فهو بعد عودته من لبنان (دون شهادة) سيصبح مرافقا للأب، وستصبح مهمته إدارة التفاصيل اليومية لأعمال العائلة، وهذا دور مفهوم في ظل واقعه التعليمي مقارنة بإخوته أيضا. وفي هذه الفترة (بداية السبعينيات) سيلتحق بالخدمة الإلزامية العسكرية، وهناك سيتاح له، كما يذكر، التعرف على أشخاص مثل مصطفى طلاس (وزير الدفاع السوري لاحقا). وتبدو المساحة التي يخصصها لذكر أسماء الضباط الذين عرفهم (حسن تركماني، إبراهيم الصافي) أكثر وضوحا من الأب، الذي ظل يتحاشى في سيرته ذكر هذه التفاصيل قدر المستطاع (باستثناء صورته مع حافظ الأسد الشهيرة يوم ما عرف في سوريا باستفتاء 1992). وهذا ما نراه مثلا في ألبوم الصور التي نشرها الأب في مذكراته، فعلى صعيد العلاقة بالضابط حسن تركماني مثلاً يشير إلى صورة تجمعهما تحت عنوان (الحاج بدر الدين الشلاح والحاج شفيق الشلاح يهنئون «جارهم» العماد حسن تركماني بعيد الأضحى 1990) بينما يركز في باقي ألبومه على نشر صور تبين علاقاته التجارية الواسعة والمؤتمرات التجارية التي شارك فيها. لكن بكل الأحوال، يبدو أن العائلة كانت حريصة على حفظ علاقة جيدة مع الضباط العسكر منذ السبعينيات.
في الثمانينيات، سيتجه الابن الشاب إلى كار آخر غير كار (تجارة الخضروات). وهذا التحول ناجم عن توجه عائلي للاستثمار في مجالات أخرى (البناء). لكن تجربته بدت غير مبشرة، ولذلك سيسافر إلى الخليج باحثا عن فرص أخرى. وهنا تبدأ أهم فصول هذه السيرة، إذ سيقرر التاجر فتح دفاتر العائلة والخلافات التي جرت على المشاريع التي افتتحها، وكيف سرق أولاد الأخت ذات مرة إحدى شركاته. وسيطال الأمر الاخوة أنفسهم، فمع عودة راتب من بيروت إلى دمشق في الثمانينيات جراء الحرب الأهلية اللبنانية، بدأت المشاكل بين الإخوة تطفو على السطح، وربما يعود ذلك إلى كون الأخ الأصغر بدا لراتب، غير قادر على إكمال مشروع ناجح، فينتقل من فشل إلى آخر، مخالفا الصورة الشعبية التي ترسم عن شطارة التاجر الدمشقي في أي مكان وزمان.
الأخ الأكبر الخائن
في فترة التسعينيات حاول الأخ الأصغر مرة أخرى فتح مشروع جديد. لكنه سيبدو غاضبا في السيرة لعدم موافقة أخيه (راتب) على مشاركته. ولن تمر سوى عدة أشهر، حتى اضطر إلى إغلاق المشروع مرة أخرى بسبب شريكه كما يقول، وهي الحجة ذاتها التي كررها في المرات السابقة. وربما نفهم هنا سبب إحجام الأخ راتب عن مشاركة أخيه؛ تكرار أخطائه. بينما سيرى الأخ الأصغر في المقابل أن الأخ الكبير قد تخلى عنه، فهو يقول شيئا بينما الواقع أمر آخر، وأن هذا الأخ ظل طوال الوقت يصر على رفض شراكته وتوبيخه وتحقيره. ولذلك سيقرر الابن الأصغر توبيخه بالمقابل ولو لمرة، من خلال كتابة السيرة الذاتية، وأيضا من خلال نقطة أخرى نراها جديرة بالاهتمام وتتعلق بالكتابة أيضا.
ففي أحد فصول السيرة، يروي لنا الابن علاقته الحميمة بوالده. وهي تفاصيل تبدو قريبة من الواقع بحكم موقعه وقربه من الأب، مقارنة بباقي الإخوة. لكن في المقابل يحاول أحيانا رسم صورة عن علاقته بوالده بوصفه الأكثر قربا له، مقارنة بباقي الإخوة، وكيف كان يراه بـ»ألف رجل». بيد أنّ هذه السردية لا تصمد كثيرا أمام ألبوم صور الوالد، إذ يلاحظ مثلا ظهور الأخ راتب أكثر من المؤلف في الألبوم، خلال الاجتماعات والمؤتمرات التي كان يحضرها. ولعل ذلك يعود إلى كون راتب كان يمتلك مؤهلات أخرى (حاصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا) الأمر الذي كان الأب يحرص دائما على إظهاره في رسائله التي كتبها لأولاده طالبا منهم المزيد من حمل الشهادات العالية. بينما يخيل لنا أن الأخ الأصغر ظل يلعب دورا فاعلا على مستوى تسيير المعاملات اليومية للحاج راتب، ومرافقته في بعض المناسبات الأخرى، مثل ظهوره في الحج إلى جانبه. ولعل شعور الأخ بعدم نجاحه في مشاريعه مقارنة بأخيه، هي التي دعته إلى التضخيم من مكانته في حياة والده، الذي يعد رمز العائلة ومؤسّسها الفعلي. ولذلك نرى أنفسنا أمام شكل جديد من السير الذاتية السورية، التي يحاول فيها الأخ الذي يشعر بالتهميش، الظهور من خلال الكتابة بوصفه الأقرب والأكثر معرفة بأسرار مؤسس العائلة وقيمها (له كتاب آخر بعنوان جنى الرضا يتحدث فيه عن والده ووالدته ونشر في عام 1999 عن دار طلاس ووزع على الأصدقاء المقربين فقط). وهنا يصبح مشروع السير الذاتية مشروعا لتبديل الواقع المهمّش أحيانا، ومتورطا في اليومي وخلافاته، حتى لو بدا مؤقتا، أو محدود التأثير. إذ يعود الأخ الأصغر للانتصار، أو لنقل للتموضع في المكان الذي يراه مناسبا داخل العائلة، وكل ذلك عبر الكتابة.
خواطر متبقية
ستتوقف سيرة ابن التاجر عند الصفحة 82 من أصل 180، حتى يخيل وكأنها لم تكتب إلا للبوح بما فعله الأخ الأكبر بالأخ الصغير. إذ يخصص باقي السيرة لمقالات وخواطر قصيرة كتبها على فترات متباعدة، بالإضافة إلى كلام منظوم في قوالب قصائد. لكن سنتوقف عند موقفه من الأحداث التي جرت في سوريا بعد عام 2011.
يبدي في بعض خواطره الحزن من وضع المسلمين وغياب الوجدان في عالمهم، وإن كانت عباراته لا تخلو أحيانا من مفردات سوقية مثل «أمة النجاسة والنخاسة.. أمة الفضلات والقمامة». مع ذلك يبدو متألما على واقع المسلمين اليوم، لكن عندما يصل لسوريا نراه حذرا مما يجري فيقول «الفوضى انتشرت والهمجية عممت.. المزارع أحرقت والمصانع نهبت». ورغم أنّ هذا المشهد قد يبدو تعميما سلبيا حيال الاحتجاجات ومطالبها، لكن ربما يعكس هموم وقلق التجار الدمشقيين (ممن يمتلكون مصانع في أرياف دمشق) وحلب بالأخص، على صعيد نهب مصانعهم، سواء من النظام أو المعارضة، ولذلك يمكن فهم موقفه المحافظ في هذا الجانب، بوصفه موقفا ينطلق من مصالح يومية، ويعكس آراء شرائح من الدمشقيين ممن وجدوا في الاحتجاجات والمواجهات العسكرية لاحقا تهديدا لاستقرار أعمالهم. وإن كان هناك سبب آخر بلا شك، وهو أنّ علاقة العائلة بالنظام على مدى خمسة عقود وأكثر كانت كفيلة بلا شك بأخذ موقف متحفظ مما يجري.
وقد بقي البعد المصلحي/ العائلي يلعب دورا في موقف التاجر مما يجري، وهذا ما يكشفه مثلا في مقال له بعنوان «يا خوفي». إذ يقول: بشعائر الحرية تم اغتياله وبسلاح الإجرام تم قتله.. يا خوفي على بلد وعلى من أراد تدميره على يد اللصوص تمت سرقته على يد الجهلة تم استغلاله.. في خيراته التي تركنا لكم تعبثون» (في إشارة إلى تراجع أعمال ودور العائلة بعد عام 2011).
تبقى هناك مشكلة في تحليل بعض ما أورده التاجر في خواطره، تتمثّل في غياب تواريخ كتابتها، مما لا يمكننا أحيانا من دراسة تطور رؤيته للأحداث قبل نشر الكتاب في عام 2013، لكن في كل الأحوال يشكل نشر السيرة فرصة للاطلاع على تقاليد كتابية متوارثة، وربما قد يقوم راتب الشلاح أو أحد المقربين منه بنشر مذكراته، أو بعض الصور والرسائل التي يحتفظ بها، بما يضمن لنا معرفة أدق بتاريخ الكتابة والتجارة والعلاقات اليومية داخل عائلة تجارية دمشقية على امتداد القرن العشرين.
كاتب سوري