روما ـ «القدس العربي»: اجتاحت فورة «سينرمانيا» البلاد منذ نحو سنة، وتغزو الموجات البرتقالية مدرجات قاعة «إينالبي» في تورينو، عندما يظهر اللاعب الأصهب يانيك سينر الذي قاد بلاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى إحراز لقبها الثاني في مسابقة كأس ديفيز.
وبعمر الثالثة والعشرين، يجتاح سينر قلوب الإيطاليين، ولا شيء يمكن أن ينزله عن غيمته في البطولة الختامية للموسم، حتى قضية منشطات التي قد تحرمه من اللعب في 2025.
وأنزلت طفرته أخبار الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى أسفل الصفحة الافتتاحية في صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الشهيرة، بعد تتويجه في بطولاته السبع في 2024. وتهافتت عليه عروض الرعاية من الشركات الإيطالية والعالمية، بعد تربع اللاعب القادم من جبال جنوب تيرول على صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس. لكن اللاعب الفارع الطول (1.92م)، لا يزال يبحث عن سد فجوة عدم تتويجه بأي لقب على أرضه.
البرتقالي
شرح مع ابتسامة خجولة «من الواضح ان هناك بعض الضغط، لكنني سعيد للتواجد بهذا الموقف الذي عملت كثيرا للوصول إليه». وبقدر النجاحات التي حققها، بما في ذلك أول لقبين كبيرين له في ملبورن ونيويورك، فإن ما يجذب الجماهير لسينر شخصيته. ويقول إنزو بالومبو، مشجع أربعيني كان يهم بحضور مباراته الثانية في الدورة الختامية والتي فاز فيها بمجموعتين نظيفتين على الأمريكي تايلر فريتز: «يتمتع بقوة ذهنية رهيبة. ربما ليس الأكثر موهبة، لكنه نجح في الصمود». وارتدت أرينا فيردوني مع فرانشيسكو فيسكاتوري الشعر الأحمر المستعار والألوان البرتقالية التي أصبحت ترمز إلى سينر، بعد أن جسّدها شبان «كاروتا بويز» المتواجدون دوما على المدرجات. وشرحت الخمسينية: «هذا مثال لاستثماره بعدما اضطر لترك عائلته، لشغفه بالتنس، لتواضعه»، ولاحظت أن «الفتيان (حولها) بدأوا يفضلون التنس على كرة القدم».
خطر الإيقاف
ويُلخص رئيس الاتحاد الإيطالي للتنس أنجيلو بيناغي: «هو فتى لطيف وذكي. هو الابن الذي يرغب الجميع بالحصول عليه. هو بسيط، انه شخص بسيط».
وهذه البساطة تصنع المعجزات. في البطولة الختامية للموسم والتي تضم أفضل ثمانية لاعبين خلال السنة، باع المنظمون 200 ألف تذكرة في سابقة لافتة، وكان بمقدورهم بيع الضعف. في غضون سنة، ارتفعت إيراداتهم من 20 إلى 28 مليون يورو. ويضيف رئيس الاتحاد إن «سينر يضاعف كل الأرقام بعشرة»، مؤكدا وجود خمسة ملايين لاعب مقابل 4.5 مليون في 2023.
ويستفيد سينر بدوره، فحسب تصنيف مجلة «فوربس» الاختصاصية في آب/أغسطس الماضي، هو اللاعب الخامس عالميا لناحية الإيرادات مع 26.6 مليون دولار، بينها 15 مليونا من الشركات الراعية. ووفقا لشركة أبحاث التسويق NextAtlas فإن فورة سينر تعتمد على أربع مكونات أهمها انه «حقيقي». وهي ميزة تسمح له بتجاوز الأزمات بدون أضرار كبيرة تجاه الرأي العام والشركات الراعية، على غرار وقوعه في فضيحة منشطات. وبُرّئ في مرحلة أولى من الوكالة الدولية للنزاهة في التنس، بيد أن الوكالة الدولية (وادا) استأنفت مطالبة ايقافه بين سنة وسنتين. ويتوقع أن تبت محكمة التحكيم الرياضية بالمسألة مع حلول نهاية السنة. وأكد سينر: «ليس وضعا مثاليا لكننا لا نزال واثقين».