سي إن إن: 400 واتساب بين خاشقجي ومعارض سعودي تكشف عن مواقفه من بن سلمان

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”- إبراهيم درويش:

كشفت 400 رسالة نصية على تطبيق “واتساب” بعثها الصحافي جمال خاشقجي، لسعوديٍ معارض عن مواقف ناقدة لولي العهد محمد بن سلمان.

ففي الوقت الذي كانت كتاباته تنم عن حذر في النقد، إلا أن خاشقجي في رسائله الخاصة عبّر عن نقد شديد ووصفه بـ”الدب الداشر” اللقب الذي يتداوله الناشطون والمعارضون للأمير على وسائل التواصل الاجتماعي وموقع “يوتيوب”، بالإضافة لباكمان أو الوحش في اللعبة اليابانية الشهيرة، الذي يفترس الجميع حتى مؤيديه في طريقه إلى السلطة.

واطلعت شبكة “سي إن إن” على المراسلات بين خاشقجي والمعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في مونتريال. والذي شاركها مع مراسلي الشبكة بتسجيلات صوتية وصور وفيديو ترسم صورة عن رجل يشعر بالقلق على بلاده من نزاقة الحاكم القوي الشاب للمملكة.

خاشقجي وصف ولي العهد السعودي في رسائله الخاصة بالدب الداشر والباكمان المتوحش

وقال خاشقجي في رسالة أرسلها في أيار/ مايو: “كلما أكل ضحية جديدة طلب الأخرى” و”أدهش لو وصل قمعه لمن يصفقون له”.

وفي تواصل بين المعارض الشاب والصحافي قال:

جمال خاشقجي: “الاعتقالات غير مبررة ولا تخدمه (المنطق يقول) ولكن الطغيان لا منطق له، فهو يحب القوة والاضطهاد  ويريد التخلص منهم. إنه مثل باكمان، الذي لا يشبع من افتراس ضحاياه. ولن أفاجأ لو وصل العنف إلى من يصفقون له وغيرهم وغيرهم والله أعلم”.

عمر عبد العزيز: “هذا مدهش، ألا يوجد إمكانية عندما يصبح ملكا أن يعفو عنهم في لفتة تظهر العفو والرحمة”.

جمال خاشقجي: “هذا ما يقوله المنطق. ولكنني لا أؤمن به لتحليل عقل هذا الرجل”.

وتظهر المراسلات أن التعاون بين الرجلين انتقل من الكلام إلى الفعل. فقد تحدثا عن إنشاء حركة على الإنترنت لمحاسبة السعودية.

وقال عبد العزيز في مقابلة مع “سي إن إن”: “يعتقد جمال أن ( م ب س) هو الموضوع والمشلكة ويجب وقف هذا الولد”. وفي آب/ أغسطس، عندما تم التنصت واعتراض المراسلات بينهما كتب خاشقجي قائلا: “الله يساعدنا”. وقام عبد العزيز يوم الأحد برفع دعوى قضائية على الشركة الإسرائيلية التي طورت برنامجا استخدمه السعوديون للتنصت على هاتفه. وقال عبد العزيز إن “القرصنة على هاتفي لعبت دورا كبيرا فيما جرى لجمال خاشقجي، وأنا آسف لقول هذا” و”الذنب يقتلني”.

وكان عبد العزيز ناشطا في المعارضة للنظام السعودي عندما كان طالبا في كندا. وأثار نقده انتباه الحكومة التي قررت قطع منحته  الجامعية في كندا. وتقدم بطلب لجوء سياسي حصل عليه في عام 2014  وأصبح مواطنا بعد ثلاثة أعوام.

بدأت المراسلات بينهما في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وانتهت في 20 آب/ أغسطس 2018،  حيث اتفقا على خطة لإنشاء جيش إلكتروني لإشراك الشباب السعودي في المملكة والرد على الدعاية التي تمارسها الدولة ضد المعارضين

وبدأت المراسلات بينهما في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وانتهت في 20 آب/ أغسطس 2018،  حيث اتفقا على خطة لإنشاء جيش إلكتروني لإشراك الشباب السعودي في المملكة والرد على الدعاية التي تمارسها الدولة ضد المعارضين. واستخدام شهرة خاشقجي والمتابعين لعبد العزيز البالغ من العمر 27 عاما، وعددهم 340.000 معجب. وظهرت من النقاشات بينهما فكرة “جيش النحل” وإنشاء موقع لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، بالإضافة لإنتاج أفلام قصيرة لتوزيعها على الهواتف المحمولة. وقال عبد العزيز: “لا برلمان لدينا فقط تويتر” مضيفا أن تويتر هو أقوى سلاح لدى السعوديين “تويتر هو الوسيلة الوحيدة التي يستخدمونها لنشر الشائعات. فقد تم الهجوم علينا وسبنا وتهديدنا عدة مرات وقررنا عمل شيء”.

 وكانت خطة العمل تتوفر على أمرين ربما اعتبرتهما السلطات السعودية فعلا معاديا. الأول إرسال “سيم كارد” للمعارضين في الداخل يمكنهم استخدامه لإرسال تغريدات دون اعتراض، أما الأمر الثاني فهو المال. وبحسب عبد العزيز فقد تعهد خاشقجي بتوفير 30.000 دولار وجمعها من الأغنياء.

وفي رسالة أرسلها عبد العزيز لخاشقجي هذا العام، أخبره فيها أنه بعث إليه بعض الاقتراحات عن الجيش الإلكتروني بالبريد الإلكتروني.

ورد خاشقجي: “تقرير مذهل، وسأدبر المال وعلينا فعل شيء. تعلم أنني أتأثر أحيانا بهجماتهم”. وبعد شهر أكد عبد العزيز أنه تلقى أول حوالة مالية بـ5.000 دولار، ورد خاشقجي برمز “إيموجي” يعني “تمام”. وبحلول شهر آب/ أغسطس، مرر أنباء إلى خاشقجي أن مراسلاتهما مراقبة. وقال خاشقجي: “كيف يعرفون؟” “ربما كانت هناك ثغرة” رد عبد العزيز. وبعد دقائق رد خاشقجي “الله يعيننا”.

عمر عبد العزيز: “عندما سمعوا بجيش النحل قلقوا، المسؤولون. واعتقلوا العديد من الأشخاص وداهموا أماكنهم، وأنا أتحمل مسؤولية المجموعة والإتصالات. أنا سعيد  أنك في الخارج وآمن”.

جمال خاشقجي: كيف عرفوا عن النحل؟

أمن العائلة؟

عمر عبد العزيز: “بدأت ببناء الجماعة وبدأت بعمل بعض الأمور وأنا متأكد أن هناك ثغرة. ربما كان هناك عشرة أشخاص لهم علاقة بهذا. هل تتخيل أن شقيقي أخبرني، لا تغرد عن كندا أو النحل وإلا اعتقلت”.

خاشقجي: “الله يعيننا”

عمر عبد العزيز: “من يركب البحر لا يخشى من الغرق”.

خاشقجي: “أسأل الله أن يحميك، أنت في كندا التي هي ملجأ المستضعفين. الله يحميك من أي قذافي أو حماقة قذافي. ولا تناقش موضوع النحل على إنستغرام”.

وتحدث عمر الشهر الماضي عن صلاته بخاشقجي، بعدما أكد “سيتزن لاب” التابع لجامعة مونتريال أن هاتفه النقال تعرض لهجوم من خلال تطبيق تجسسي مصمم للجيوش.

وبحسب بيل مارزاك، الباحث في “ستيزن لاب” فقد صممت البرنامج شركة إسرائيلية اسمها “إن إس أو غروب” واستخدمته نيابة عن الحكومة السعودية. وقال مارزاك إن سعوديين آخرين تعرضا لنفس الهجوم، أحدهما يحيى العسيري الناشط في مجال حقوق الإنسان المقيم في لندن.

وقال منظمة أمنستي التي يعمل فيها عسيري أن فريق البحث التكنولوجي في المؤسسة فحص هاتف الموظف ووجد أنه استهدف بتطبيق تجسس.

وقالت دانا إيغلتون، المسؤولة في المنظمة إنها تدرس إجراءات ضد الشركة الإسرائيلية، وكتبت لوزارة الدفاع الإسرائيلية مطالبة بإلغاء رخصة تصدير “إن إس أو غروب”.

وتقدم عبد العزيز يوم الأحد بدعوى قضائية في تل أبيب اتهم فيها الشركة الإسرائيلية بخرق القانون الدولي من خلال بيع البرنامج لأنظمة قمعية وهي تعرف أنه سيخرق حقوق الإنسان.

وقال محامي عبد العزيز، علاء مهينا: “يجب محاسبة شركة إن إس أو غروب من أجل حماية المعارضين السياسيين والصحافيين وناشطي حقوق الإنسان”.

وتأتي الدعوى بعد دعاوى رفعتها قطر والمكسيك في قبرص وإسرائيل ضد الشركة  التي قالت في بيان إن التكنولوجيا تساعد الحكومات على مكافحة الجريمة وحصلت على رخصة لبيع التكنولوجيا بعد موافقة من الحكومة الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية