لقد شاخْ…
في خلسةٍ من دمعةٍ في الوقت
شاخْ
وشجرةُ الكافورِ التي أمام بيته
شاختْ
وكذا الفراشاتُ التي لوَّنت أحلامَهُ،
ونبضُ القلبِ الذي رافقَ أحزانهُ،
والحروفُ التي أضاءت له كلَ المجراتْ
شاختْ.
صمتُ الهزائمِ، أنينُ الخرائبِ،
كلُ انكساراته، وانتصاراته
والشروخُ التي رممتها يداه…
شاختْ.
والأسرارُ التي نسجتها المواويلُ،
والذكريات…
العينُ التي امتلأت بالنجومِ
واليدُ التي ضربتْ بماء بياضها
حجرَ الجفاف…
كُـلها شاختْ.
واستسلمتْ كلماته للكائناتِ وللغبارْ
وتعطَّبتْ بواسقُ أفكاره الباذخات
فلم تعد رئتاه ترسمُ لليتامى
ملاعب عند الزفير
ولم تعد أذناه تسمعُ همسَ الجداول
أو رقصةَ العُشبِ الوحيدِ على التلال
لقد شاخ،
تصدعَ سقفُ أيامه
واستسلمتْ جدرانه للسيلِ
ثم توسَّدَ البرقَ الذي كانَهُ…
ثم…
شاخْ
٭ روائي وشاعر من اليمن