«شارلي إيبدو»: مغالطات كارثية

حجم الخط
62

أدت العملية الإرهابية التي جرت في باريس أول أمس إلى ردود فعل عالمية منددة، ولكن الإجماع العالمي على إدانة المجزرة ضد مجلة تضمّ صحافيين ورسامي كاريكاتور وموظفين أبرياء لا يكفي، فالعملية، بسبب رمزيتها العالية ووحشيتها وسياقها التاريخي، تستحق تحليلاً هادئاً، وذلك أقل ما يمكن فعله للصحافيين الذين قتلوا فيها.
ولأن خلفيات الحدث الإجرامي، وتبعاته، سياسية، أولا وأخيراً، فإنها ستكون محطة للاستخدام المكثف والتلاعب بين تيّارات سياسية عديدة، أهمّها حركات اليمين المتطرف، على شاكلة حركة «بيغيدا» الألمانية، و»الجبهة الوطنية» الفرنسية، و»الحزب القومي البريطاني»، وحركات السلفية المتطرّفة في العالم الإسلامي، وأنظمة الاستبداد والاحتلال، كدولة إسرائيل وأنظمة الطغيان العربية والإقليمية.
سارعت أغلب الدول والتيّارات السياسية إلى التنديد بالعملية ومحاولة التلاعب بها، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما دعا أمس لاتخاذ «رد فعل عالمي» ضد «الإسلاميين المتطرفين»، قائلا: «يتم مهاجمة إسرائيل من القوى نفسها التي تهاجم أوروبا»، ومعتبرا أن إسرائيل تقدر «الحرية والتسامح» بينما هم «يحترمون الطغيان والإرهاب».
وهذا يقودنا بالطبع إلى أول المغالطات الكارثية التي يريد نتنياهو جرّنا إليها وهو فصل حرية التعبير، واستخدامها انتهازياً ضد باقي الحريات الأساسية للبشر، وفي طليعتها حرية الحياة، والملكية، والتنقّل، وعدم التمييز العنصري، والحرية الدينية والفكرية، وعدم التعذيب، والعدالة الخ… وهي حرّيات تنتهكها إسرائيل، كما تفعل أنظمة الطغيان، ومنظمات الإرهاب، وتيارات اليمين المتطرف الغربية التي يدّعي نتنياهو افتراقه عنها.
تحمي حرّية التعبير هذه الحرّيات جميعها، ولكنّها لا تتفوّق عليها، فالمحروم من وطنه، والمحتلّة بلاده بسلطات استيطانية، كما الفلسطينيين، أو يعاني من ممارسات بطش وتعسّف تفوق ممارسات الاحتلال على يد أبناء وطنه، كما هو الحال مع ملايين السوريين والعراقيين، يحاول الحفاظ أساساً على حقّه بالحياة، وهو الذي طورد واعتقل وسجن وعذب وقتل لأنه طالب بحرية التعبير والانتخاب والعدالة والعيش الكريم.
المغالطة الكبرى الثانية التي تنتهز هذه القوى حدث «شارلي ايبدو» لتفعيلها هي نقل الحدث من طبيعته السياسية، الأرضية، وتصويره على أنه صراع دينيّ مع الإسلام نفسه، وهي انتهازية تشترك في استخدامها المؤذي قوى لا عدّ ولا حصر لها، بحيث يقتطع الحدث من سياقه الفرنسي والعالمي (والذي تفاعل بالتأكيد مع آليات التهميش والإقصاء والعنصرية للمسلمين والأجانب عموماً، وصولاً إلى تاريخ من الممارسات الوحشية للاحتلال الفرنسي لدول المغرب العربي، وبتر التطوّر الديمقراطي في الجزائر خلال العشرية السوداء) ويوضع فقط في سياق العداء للمسلمين والإسلام.
تكاد وقائع استفحال التطرّف في كل مكان، من بورما والصين والشيشان وداغستان، مروراً بالبقعة الملتهبة للمشرق العربي، وصولاً إلى الضواحي الفقيرة والمهمشة في الغرب، تفقأ العين بكشفها الجليّ عن إفلاس عالميّ هائل في التعامل مع ميراث أكثر من مئة عام من السيطرة الكولونيالية على العالم، فقوى الديمقراطية العالمية استطاعت تفكيك الاستبداد في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي وجنوب افريقيا وأمريكا اللاتينية، لكنها تقف عاجزة أمام مثالها الاستشراقي والاستيطاني والكولونيالي مجسداً في إسرائيل، كما أن نزعتها النفعية والانتهازية في التعامل مع أنظمة الاستبداد العربية، وحروبها الكارثية في أفغانستان والعراق، ومدرستها الاستشراقية التقليدية في التعامل مع العالم الإسلامي، انعكست تدهوراً نحو درك فظيع من الوحشية تشارك فيه أنظمة متهالكة مع إفرازات تاريخها الإجرامي من «الدولة الإسلامية» إلى «عصائب أهل الحق» و»أحزاب الله» وصولاً إلى «الحوثيين» و»أنصار الشريعة» من تعيّنات لتفكك وتخلخل المجتمعات وانحلالها وانتقامها من المجتمع والدولة معاً.
المغالطة الكبرى الثالثة تتجلّى فيما عبّر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طلبه من المؤسسات الدينية المصرية البدء بثورة إسلامية، وهو بذلك يعتبر ما يحصل في العالم مشكلة في الإسلام نفسه وليس في الاختلالات السياسية الكبرى القائمة في العالم والتي تؤسس للظلم والعسف وإرهاب الدول.
والواقع أن شؤون التنمية والعدالة الاجتماعية وحقوقهم الإنسانية بالحياة والتملّك (تذكّروا أهالي رفح المصرية المقتلعين من بيوتهم) والتنقل والتعبير والانتخاب، هي ما يشغل المصريين والعرب، أما الدعوة لـ»تجديد الفكر الإسلامي» فهدفها وضع اللوم على الإسلام نفسه وعلى المسلمين، واستخدام المؤسسات الدينية المصرية في الصراع السياسي الجاري على الأرض، وهو ليس صراعاً على الإسلام وتفسيره، كما تزعم الأطراف المتصارعة، بل هو صراع شرس على السلطة، واستخدام الرئيس المصري هو توظيف نفعيّ وإجرائي يخرّب ويضرّ الإسلام نفسه بتحميله مسؤولية ما يجري في العالم.
الإسلام ليس مسؤولاً عن المجازر، في «شارلي ايبدو»، كما في غزة وحلب وبغداد و»رابعة». المسؤول هم من يرتكبون الجرائم، أيّا كانت الراية التي يرفعونها.

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ETTALEB Rachid:

    هذه الهجمات مسمومة ….حتى الآراء حولها محفوفة بالمخاطر…. من يعتبر العمل ارهابيا اجراميا بحثا ينسى نصف الحقيقة….من يعتبر العمل انتقاما لما قامت به المجلة هو أيضا يتغاضى عن نصف الحقيقة…. أولا قتل الناس و بتلك الطريقة التي شاهدناها(ذلك الشرطي الذي يتوسل القاتل الرحمة فيفجر هذا الأخير رأسه ثم يغادر و هو يقول انتقمنا للرسول ) أقول هو إجراااام و إرهااااب و ترويييع غير مقبوول و مدان مهما كانت نوعية الضحية …….لكن في المقاااابل لا يمكن بأي حاااال من الأحوال ا ن يتضامن مسلم مع مجلة قامت شهرتها على السخرية من الدين الاسلامي و رموزه خصوصا أنها مجلة أصبحت تتعمد بشكل غير مبرررر بتاتا مهاجمة رسول الرحمة صلى الله عليه و سلم ….. من هنا أنا أقول أنها هجمات مسمومة للغاية فهي تضعك في مأزق …. فنحن ندييين من حيث المبدأ التعدي على أرواح الناس لكن لا نتعاطف مع أناس كان همهم الوحيد السخرية من ديننا ///// سأتجاوز هذا المأزق فمن خلال متابعتي لوسائل الإعلام الفرنسية و التي قامت بإعادة نشر الرسومات الساخرة و جدت أن هذه الرسومات تافهة جدا و صرت أتعجب للمستوى الثقافي للمسلمين : كيف لصور تافهة كهذه تقيمون من أجلها القيامة …..لو كان المسلمين عقلانيين لما وصلنا لهذا المطب …..تطور وسائل الإعلام بدل أن يخدمنا انقلب ضدنا ……فحين يقوم شخص (يعتقد نفسه أنه يخدم الإسلام) بأخد كاريكاتور و ينشره على نطاق واسع بدعوى ان الناشر الأصلي يسخر من الإسلام و يجب للعالم الاسلامي أن يعرف هذه”المأساة” فيقوم بتجيييش العباد و نخوتهم لأسباب تافهههة فهذا بحق قمة التخلف …..إن من قام اليوم بهذه المجزرة تأثر فقط بما يرى و يسمع و لا أعتقد أن له علاقة بداااعش أو ماعش و لا أعتقد انه يعرف أبجديات الإسلام الأولية فالقرآن الكريييم يأمر رسولنا الكريم ” فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ” مع أن هؤلاء كانو يؤذوون الرسول ماديا و معنويا كما ان تلك المرحلة كانت حرجة جدا… فلو كان هؤلاء يعرفون هذه الابجديات لما فجر ذلك “المجرم” رأس ذلك الشرطي و هو يتوسله الرحمة ثم يغادر مفتخرا ببطولته “انتقمنا لرسولنا” …أهكذا يكون نصر الإسلام …أهكذا نشجع الناس على دخول هذا الدين الرااااائع ….هل اعمااال تشويهية كهذه ستخدم الإسلام و المسلميين ….لما هذا العالم الاسلامي الذي حركته رسومات سخيييييفة لا يتحرك و المسلمين حول العالم يبادون يوميا …لماذ لا يتحركون و في هذه اللحظات الأطفال السوريون يموتون تحت آهات البرد و الثلوج (العاصفة هدى) و منذ 5 سنوات تحت عذابات القصف العشوائي المرعب .//// مات 12 شخص و قام العالم و لم يقعد بعد و في نفس الآن تفجير في اليمن أخذ معه 50 “مسلما” لم يتحدث أحد عن هذا ….دماء المسلمين تافهة لا قيمة لها …و السبب فينا و ليس أي أحد آخر ….
    نعيب زماننا والعيب فينا….وما لزماننا عيبٌ سوانا
    ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ….ولو نطق الزمان لنا هجانا
    وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئ….بٍويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

    1. يقول إيهاب الطباخ:

      بارك الله فيك وفيما كتبت .. كلام فى الصميم

    2. يقول imane....maroc:

      احسنت…

    3. يقول رائد القلاب:

      بارك الله فيك و جزاك خيرا

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    نعم يا قدسنا العزيزة فالاسلام غير مسؤول عما جرى لتلك الصحيفة الفرنسيه
    انه كره الاسلام ورموزه المسؤول عن الذي حصل
    فلكل فعل ردة فعل

    أن يستهزئ شخص ما بي أو يسبني فالقانون أعطاني الحق أن أشكوه للقضاء
    ولكن حين بستهزئ بمن هو أكرم مني ومن الناس أجمعين فتلك حريه

    الا رسول الله محمد – الا نبي الله محمد – الا حبيب الله محمد
    بأبي هو وأمي ونفسي وعيالى صلى الله عليه وسلم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول رضوان الشيخ- السويد:

      احسنت بارك الله فيك

  3. يقول كمال التونسي:

    العملية برمتها تتلخص في : تصادم ثنائيتيْ، الإرهاب بالتعبير و التعبير بالإرهاب و كلاهما مرفوض لا يمكن الحكم و إطلاق الأحكام قبل معرفة من يقف وراء المنفذين ، و من المستفيد … المستفيد المباشر و غير المباشر

    1. يقول ماجدة / المغرب:

      هذا هو الرأي الصواب
      أجزت و أجملت سيدي

    2. يقول كمال التونسي:

      تحية سيدتي الكريمة ماجدة من المغرب الشقيق
      دعوة لجميع الأخوة لعدم التسرّع في إطلاق الأحكام ، فما هكذا تناقش الأحداث العظام الحكمة تقتضي التريّث و التريّث قبل إصدار الأحكام الجاهزة لنرى تطور الأبحاث و التداعيات

  4. يقول نبيل العلي:

    صعود اليمين المتطرف كرد على هذه الأفعال وغيرها مما يقوم به المحسوبون على الإسلام سوف يكون كاسحاً وسيخرج علينا ألف يورغ هايدر وينجح في الانتخابات على أساس ترحيل آخر أعرابي مسلم إلى “حظيرته” العربية ويهدم كل أثر تركوه هؤلاء المجرمون. أعتقد أن إخراج المسلمين من الأندلس مثال واضح على ما أقول ولم يبق من آثارهم شيئاً سوى القصور الفارهة التي تحولت إلى حانات ومرابط للخيول….!؟

  5. يقول abdo- المغرب:

    لمادا اقحام السيسي في الكلام عن حادث ابدو؟ فان كان الحادث يدخل في نطاق الحرب الصليبية المحدثة على الاسلام. أليس من المنطقي اعادة النظر في اقحام الدين في السياسة؟ لأن هدا لن يجر على المسلمين الا المزيد من الخراب

    1. يقول أحمد - مصر:

      نرجو قراءة المقالة جيدا..فى أن السيسى هو من يوظف الدين فى خدمة السياسة وإستغلال منبر الأزهر وشيوخ الأزهر وتصدرهم المشهد فى إنقلابه ! …كما أن شر البلية ما يضحك….حيث أن السيسى يبعث برسالة مواساة للرئيس الفرنسى ..فى الوقت ااالذى تم فيه قتل العديد من الصحفيين على يد الشرطة المصرية بدون أى حساب أو عقاب أو حتى تحقيق !
      ناهيك عن عشرات الصحفيين بالسجون إما بدون محاكمات ..أو لصدور أحكام ضدهم بتهم ملفقة ومضحكة فى نفس الوقت !

  6. يقول عبد الكريم البيضاوي. السويد:

    لكنهم يفعلونها بإسم الإسلام, حتى ولو كان الحدث الإجرامي سياسيا ـ وذاك لم يرشح عنه شيء لحد الآن ـ يبقى التكهن الأقرب أن هدفهم كان الرسامين الأربعة الذين نودي عليهم بأسمائهم وتمت تصفيتهم ـ بحسب موظفة كانت مختبئة تحت مكتبها ـ كيف إقناع الملايين في الغرب بأن إسلام البعض أرحم من إسلام الآخرين ؟ أليس الإسلام واحدا فقط بفارق أن ذاك متطرف والآخر معتدل , وذاك إختيار يقوم به المسلم نفسه؟.

    الحل هو نزع الخطاب من أيدي المتطرفين بتغييره من خطاب الصراع الديني “ولن يرضى عنك اليهود والنصارى ” إلى خطاب سياسي محض كما كان الحال في سابق العصور إلى صراع ضد الإستعمار الجديد , صراع ضد النفوذ الغربي في المنطقة , صراع ضد إستغلال خيرات الشعوب , هكذا يجب أن يكون الخطاب , لكن من يدير الساحة الإعلامية اليوم؟ المتطرفون بتأييد من بعض ممن يظن بأن عمليات كهذه ستجلب لهم النصر, بينما الحقيقة هم فقط وراء ثأر أعمى على شاكلة حروب القبائل في شبه جزيرة العرب.

    الصراع معهم يجب أن يكون بنفس الأسلوب , كتبوا , رسموا , صوروا , ليفعلوا مايحلوا لهم نحن نفعل مثلهم, إن كانوا في الميدان أقوياء ونحن ضعفاء, نتظاهر في عواصمهم سلميا حضاريا فنكسب تأييد المترددين منهم, أما القتل والإرهاب فلايجلب إلا الخراب للمسلمين أنفسهم, لأنهم يتحكمون في كل شيء بأيدينا من التجارة والأعمال إلى رؤوس صواريخهم النووية. تعقلوا يابني آدم.

  7. يقول زيد/ الحقيقه مُرةٌ كالعلقم:

    إذا كنت مسلماً فعليك بالركوع الى آخر الزمان
    أمام الرجل الأبيض وإلا فانك إرهابي.

  8. يقول أسامة حميد- المغرب:

    الإسلام ليس مسؤولاً عن المجازر، في «شارلي ايبدو»، كما في غزة وحلب وبغداد و»رابعة». المسؤول هم من يرتكبون الجرائم، أيّا كانت الراية التي يرفعونها.
    لا فض فوك. يقتلون الميت ويمشون في جنازته. هل “نصوص” اﻹسلام هي التي أوحت لك بمجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري …وتدمير مدينة رفح وتشريد أهلها…صحيح اللي اختشوا ماتو…

  9. يقول رضوان الشيخ- السويد:

    تحياتي لقدسناالعزيزة
    مقال اكثر من رائع كاالعادة من قدسناالغالية وشكرا ع المقال والتحليل الرائعين الجميلين
    ‏1 مرة اخرى ندين بشدة العملية الإرهابية ونعبر عن تضامننا مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا
    ‏2 لا الإسلام ولا المسلمون هم المسؤولون عماحدث

  10. يقول أبو أشرف ـ تونس:

    المقال رائع جدا.أضيف إليه؛ هل من المنطق أن الرسوم المسيئة للمسلمين ورسولهم صلى الله عليه وآله هي حرية تعبير،بينما مجرد التشكيك في الهلوكوست يعد معاداة للسامية يعاقب عليه القانون.رب ضارة نافعة،قد يدفع هذا الحدث المدان إلى اسلام أعداد أكبر من الأوربيين،الإسلام السمح،الذي ينشره المسلمون بسلوكهم القويم.لقد أفلست الحضارة الغربية لإيغالها في المادية،بينما للإنسان روح أيضا.الإسلام في جوهره يحقق التوازن في الإنسان ٌ قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرة كأنك تموت غدا.

1 2 3 6

إشترك في قائمتنا البريدية