عمان- “القدس العربي”: صعب جدا معرفة الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، لشنّ هجمة حادة ومنسقة على برنامج تحديث المنظومة السياسية في وقت متأخر جدا، بينما ينشغل مجلس النواب بقانونين جديدين للأحزاب والانتخابات، وتقترب لحظة المصادقة على مجلس الأمن القومي الجديد والذي سبق أن انتقده الروابدة، معتبرا أنه سلطة دستورية جديدة وبديلة عن الحكومة.
سجّل الروابدة مساء السبت وفي مداخلة ساخنة وحادة هدف السبق من بين أبناء الجيل القديم من السياسيين، عندما هاجم بضراوة في ندوة مغلقة ما وصفه بـ”ملهاة الإصلاح السياسي” مثيرا عاصفة من الجدل وهو ينتقد من نقلوا السلاح إلى الكتف الآخر والذين أصبحوا اليوم صناع القرار، معترضا وبعبارة خشنة على التعديلات الدستورية التي تقررت، وقال في وقت متأخر، إنها بمثابة انقلاب على العقد الاجتماعي الذي نتج عنه دستور عام 1952، وعلى أساس أن هذه التعديلات لشرعنتها تحتاج إلى “استفتاء شعبي”.
قال الروابدة شيئا عن حكم جديد في الأردن، وعن نظام “نيابي ملكي” بموجب الدستور يتحول إلى ما يشبه الأنظمة الرئاسية، وقالها بوضوح خشن أيضا ومباشرة: “ما يحصل عبارة عن فك ارتباط إداري وقانوني مع المئوية الأولى للدولة الأردنية”.
طبعا وفي نفس المداخلة، هاجم الروابدة مجمل عملية تحديث المنظومة السياسية، وتوقّع أن يُتهم مسبقا بأنه يعارض لأن المناصب تجاوزته، نافيا ذلك.
بكل حال، تعليقات الروابدة الحادة قد تكون آخر محطة في سياق الجدل الأردني العام المثير على أكثر من صعيد، وسط استمرار مسيرة برنامج تحديث المنظومة السياسية.
لكنها ليست المحطة الوحيدة، فقوائم البيضاء والمستقلين في نقابة المهندسين والمحسوبة على الحركة الإسلامية، أعلنت تماما مقاطعة بقية مراحل انتخابات نقابة المهندسين بعدما اتهمت انتخابات فروع المحافظات التي جرت الجمعة الماضية بالتدخلات الخارجية، وباستهداف قوائم التيار الإسلامي لصالح قوائم تجمع “نمو” المهني التي سيطرت تماما بموجب إعلانات موازية نشرتها على مكاتب فروع النقابة في المحافظات الأردنية، تمهيدا لانتخابات النقيب ومجلس النقابة في أيار المقبل، وهي التي يقصد الإسلاميون مقاطعتها الآن.
الموقف على صعيد النقابات المهنية أدى مجددا إلى تفجير الخلاف مع الإسلاميين. والناشط النقابي الإسلامي البارز ميسرة ملص والذي كان مرشحا محتملا لمنصب نقيب المهندسين، أيّد علنا عدم المشاركة بما وصفه “مهازل الانتخابات“.
قبل ذلك، اختلطت الأوراق على أكثر من صعيد، عندما قرر حزب جبهة العمل الإسلامي تعليق المشاركة في انتخابات البلديات التي يفصل الأردنيين عنها أقل من شهر، فيما غاب ولليوم السادس على التوالي عن الأجواء والمناخ ولأسباب غير مفهومة بعد، المعارض البارز ليث شبيلات، بعدما وعد الشعب باسترجاع أمواله المنهوبة كما وصفها خلال أسبوع واحد فقط إذا ما تم تفويضه.
في الأثناء، تواصلت التعليقات الحادة وأحيانا الساخرة التي تظهرها النخب السياسية والحزبية الأردنية في انعكاس لواقع الأمر، وبرز هنا تعليق للناشط الحزبي خلدون الناصر أثار جدلا، عندما قارن بين الأردن وساندويشة الشاورما، قائلا: “الأردن مثل الشاورما.. وجهه للنار وظهره للسكين”.
كمان quotes! كلشي ب quotes
الأمور فلتت وخرجت عن السيطرة… البلد إلى المحهول
تحياتي واحترامي …….. لـــم أعــد “ناشطاً” حزبياً منذ 2005 “وقد نزلت عن سيخ الشوارما الذي يدور على نفسه”!؟ واكتفيت {خــلـــدون الـــنــاصـــر}