شرعنة «الرباط» مقابل تقويض «الوصاية الهاشمية» مفردة «صهيونية» لأول مرة في الخطاب الرسمي الأردني

بسام البدارين
حجم الخط
11

عمان – «القدس العربي»: لعلها حملة إعلامية ودبلوماسية وسياسية ضد شخص رئيس الوزراء في الأردن مبررة من جانب المنظمات المتشددة التي تحكم اليمين الإسرائيلي وحكومته هذه المرة، ممثلة في رئيس الوزراء نفتالي بينت وائتلافه الهش.
لكنها حملة في المقابل، تعلن ضمنياً وسياسياً “حالة قطيعة” بين حكومة الأردن والائتلاف الإسرائيلي، وتعكس – وهذا الأهم – طبيعة تكوين الأزمة المعقدة الآن بين تل أبيب وعمان، وعنوانها الأعرض محاولة ملموسة لتقويض “الوصاية الأردنية” في القدس.
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة تحت مرمى قصف اليمين الإسرائيلي والاتهامات والاستعراض بالاتهامات عبر المنابر الإعلامية الإسرائيلية المتشددة، والسبب هو استعماله لأول مرة مفردة “الصهيونية” تحديداً في الرد على الإجراءات الإسرائيلية المتشددة مؤخراً ضد المصلين المسلمين في المسجد الأقصى.
ولم يقف الخصاونة لأول مرة كرئيس وزراء متحدث بهذه الملفات السياسية المباشرة عند حد استعمال تعبير الصهيونية، بل منح شرعية أردنية سياسية لمفهوم الرباط، وتقدم بالمديح والثناء والدعم والإسناد لشريحتين في أكناف القدس والمسجد الأقصى، بدأت حكومة نفتالي بينت تعتبرهما أقرب إلى الإرهاب والتحريض في روايتها، وهما شريحة المرابطين في المسجد الأقصى، وشريحة موظفي الأوقاف الأردنية الذين يزيد عددهم على 850 موظفاً.
تلك كانت وبتوقيع الخصاونة تحت قبة البرلمان، من أكثر الهجمات الأردنية الرسمية الحادة على دولة الاحتلال وبصورة علنية تحت قبة البرلمان وأمام نواب الشعب والرأي العام الأردني، ولذلك أسباب بطبيعة الحال محلية وأخرى سياسية، وثالثة لها علاقة بتعقيدات ملف القدس الآن تحديداً.
لكن الهجوم الإسرائيلي الشامل من قبل الجبهة اليمينية على رئيس الوزراء الخصاونة يحاول إعادة إنتاج العلاقة باتجاه التأزيم والتوتير مع الأردن، وهي علاقة متأزمة أصلاً وبصورة عميقة هذه المرة من اللحظة التي قرر فيها العاهل الملك عبد الله الثاني إنهاء إجازته الطبية والاشتباك وبتفاصيل غير مسبوقة باعتباره الوصي الهاشمي الأردني على أوقاف القدس. الخصاونة في السياق قال ما قاله فيما كان مجلس النواب بأغلبية ساحقة قوامها أكثر من 89 نائباً من 130 نائباً يوقع مذكرة بلهجة غير مسبوقة تطالب الحكومة الأردنية هذه المرة بمغادرة منطق التنديد والاستنكار، لا بل الدفاع عن كرامة الأردنيين دولة وشعباً، عبر اتخاذ إجراءات وقرارات.
واضح تماماً أن معادلة علاقة حكومة الخصاونة بمجلس النواب تطلبت مثل هذا التصعيد في التصريح ولأسباب تكتيكية تحتوي غضب الشارع وغضب ممثليه في البرلمان، وتجنب الحكومة لاحقاً المفصل المتعلق باضطرارها لاتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى قطيعة سياسية أو دبلوماسية مع الإسرائيليين. وبالتالي، الدخول بأزمة سياسية إقليمية ودولية لا قبل لعمان بها، وسينتج عنها تعقيدات بالجملة لمشهد معقد أصلاً. وبالتالي، المداخلة الحادة على لسان الخصاونة في الجزء التكتيكي الحيوي منها، هي رسالة للإسرائيليين وللمجتمع الدولي ولممثلي الشارع الأردني تحت قبة البرلمان.
وهي أيضاً جزء تكتيكي من حملة احتواء بدلاً من الاستسلام لإيقاع مذكرات الاتجاه البرلماني الواضح الذي تحالف مع مجلس النقابات المهنية الأردنية ومع دعوات متعددة بالشارع استنسخت بكثرة هذه الأيام بعنوان إغلاق سفارة إسرائيل في عمان وسفارة عمان في تل أبيب، واستدعاء السفير الأردني وطرد الإسرائيلي. طبعاً، خبرات الرئيس الخصاونة الدبلوماسية تحديداً معلومة، حيث إنه من القلائل في المؤسسة الأردنية الذين يمكنهم أن يفهموا ويعرفوا ما الذي تعنيه خطوات من هذا النوع. وبالتالي، الجرعة الأكبر في الصرخة الدبلوماسية التي أدت الى إسقاط كيفية تفكير الحكومة الأردنية بما تفعله حكومة اليمين الإسرائيلي الآن في ملف القدس هو الأساس والجوهر في الاشتباك الأردني الجديد، الذي اتخذ عدة أشكال وأنماط.
الخصاونة هنا يوقع على واحدة من الجمل الأردنية الواضحة والمباشرة التي لا تقبل كلمتين في مسألة الوصاية الهاشمية وفي مسألة القدس، والأردن اتخذ قراراً رفيع المستوى بالرغم من كل الطروحات والمبادرات التي تقفز في الساحة الآن لكي يقول لجميع الأطراف بأنه يحتفظ بثباته في مسألة القدس، وبأنه في موضوعة المسجد الأقصى لن يقر لا بخطة التقاسم الزماني والمكاني لليمين الإسرائيلي ولا بأي أفكار إسرائيلية أو دولية أو حتى عربية لاحقاً من الصنف الذي يمكن أن يؤدي الى إعادة إنتاج صيغة ومفهوم ومنطق وجوهر الوصاية الأردنية، ثم العودة بها إلى المربع الإسرائيلي الحرفي الذي يتحدث عن رعاية أردنية وليس وصاية بالمعنى القانوني والسياسي، وهي أصلاً نقطة إشكالية سبق أن دفعت عشرات النخب السياسية الأردنية للغرق في جدل متعدد حول عناوين الفارق بين الوصاية والرعاية.
في كل حال، يقرر الأردنيون بأن ما تفعله حكومة نفتالي بينت من تنميط وتموقع لفرض إجراءات تخالف الأمر الواقع في القدس والمسجد الأقصى هو مقدمة لإعلان خبيث لبرنامج قديم متشدد يمينياً، هو التقاسم الزماني والمكاني. وعمان هنا قالت “لا” بكل وضوح، لا بل إن باطن تصريح الخصاونة يفيد بأن عمان في هذه الجزئية مستعدة للاشتباك إلى أقصى حد ممكن، لا بل تسعى إلى إظهار فاصل ما بين إسرائيل، تلك الدولة التي تم توقيع اتفاقية وادي عربة للسلام معها، وبين إسرائيل اليوم التي حرص رئيس الوزراء الأردني على طبعها بمفردة صهيونية من حيث الإجراءات في القدس والمسجد الأقصى، والأهم من حيث رفض الأردن ضمنياً، بصورة مباشرة وأخرى تلميحية، الاعتماد على الصيغة الإسرائيلية في تعريف المرابطين حالياً من الذين يؤمّون المسجد ويحاولون الدفاع عنه في مواجهة قطعان المستوطنين المتشددين.
حكومة الأردن تقول بوضوح الآن إنها مع المرابطين وتدعمهم، لا بل وتشكرهم. وينطوي كلام الخصاونة على دعوة توازي وتساوي ما بين موظفي الأوقاف الأردنيين وما بين الرباط؛ بمعنى رفض منطق الخطاب الذي تتبناه حكومة نفتالي بينت بعنوان الرباط يساوي التحريض والإرهاب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول متسائل:

    معقوله !!!
    والله كل شيء جائز …

    السؤال القوي هنا .. هل كلمة صهيوني عندما تطلق على الصهاينه من بني صهيون تعتبر شتيمة او انقاص من قدرهم !!!

  2. يقول حموده حسونه:

    الرباط بالفهم الاسرائيلي يعنى المواجهه وعندنا يعني التصدي للانتهاكات الاسرائيليه .الحكومه تتعرض لضعوط كبيرة من النواب والنقابات والاحزاب لذلك حكومه بينت تضع الحكومه الاردنيه في موقف لاتحسد عليه …اذا اراد بينت ان يستنسخ تجربه نتانياهو فانا اعتقد ان العلاقه ستعود للأسوا..حريه العباده للجميع لاتعني تغيير لوضع القدس والوصايه الهاشمية هي حق للاردن لن يتنازل عنه والملك قال القدس خط احمر ونقطه اخر السطر .

  3. يقول Ziad abushuieb:

    اسرائيل اكبر ارهابي في ال لعالم و رئيس وزرائنا عل حق وكل الدعم للرئيس وفشر اي حدا يتطاول على دولتة

  4. يقول اردن ارض الرباط:

    لا يفل الحديد الا الحديد القضيه ليست قضية وصايه وشرعنه القدس القضيه احتلال فلسطين كامل والوهن والضعف العربي امام الكيان الصهيوني المتغطرس والمتمرد والهيمنه الامريكيه …. لا حول ولا قوة الابالله . والا .. ما كانت القدس والاقصى حديث وصايه وشرعنه اردنيه فهذا حديث لا جدال فيه ومفرو غ منه غير قابل للجدل .

  5. يقول امير سابق:

    ومن يثق بهؤلاء يا ترى؟وفيما يقولون ويجعجعون وعد ٧٤ عاما على نكبة هم سبب استمرارها ؟؟؟حاجة تقزز وتقرف

  6. يقول ابو:

    بني صهيون يطلقون مصطلح الصهيونية على انفسهم، وهم يفتخرون بهذا المصطلح.

  7. يقول ابوصالح:

    وهل ينكرون صهينتهم ويعتبرونها مذمه ام لأن الكلمه أتت في سياق اعتراض على ممارسات ارهابيه من جهتهم ويتوجب على الاردن أن لا يستنكر بل يرحب اي قوم هذه لاكن التاريخ يقول أن بني صهيون لا عهد ولا ميثاق ولا التزام وما تم في السنوات الماضيه أعطاهم ثقه أن لايقبل ماكانو يطلبون بل رفعو مطالبهم ولو اعطيناهم كامل فلسطين وهذه لن يتم فسيطلبون المزيد هذه دوله بنيت على الابتزازات الدوليه والإرهاب واطماع جغرافيه من النيل الفرات وتم لهم نصف الحلم ويطلبون باقي الحلم لاكن ربنا يسوقها لمنتهاها وترتيب من الخالق ليتم دعسهم وبعثرتهم وابادتهم لأنهم شعب خلق ليطغى ويبغي والموضوع ليس دينيا ولاكنهم اينما وجدوا تجد لهم اصابع في العبث حاربهم هتلر واحرقهم والغرب في مخططهم ودعمهم لصهاينه في أعطاهم فلسطين هي ترتيب ليتخلص من اذاهم وفسادهم فقدمو كل الدعم ليكونوا بعيدين عنهم ورميهم على العرب لكي يتخلص منهم ومن العرب وباطنها هذه ترتيب من الله لتكون نهايتهم في ارض فلسطين ليتخلص العالم من هذه الوباء فليتجمع كل الصهاينة النهايه حتما ستأتي هذه وعد من الذي خلق الكون ووضع لكل شئ مسار

  8. يقول نعيم السويطي:

    لم تكن الأردن بعيدة أصلا عن القدس والمسجد الأقصى فقد كانت القدس جزءا من المملكة الأردنية قبل احتلالها من قبل الصهاينة في العام 67

  9. يقول امحمد الأول:

    يعتبر الصهاينة أية جهة كانت لاتتبنى طرحهم فهي معادية للسامية ،بل تناصر الإرهاب

  10. يقول Mona dwairi:

    عاشت فلسطين وشعب فلسطين وشعب الاردن المغوار ولتخسأ الصهيونية راعية الارهاب ومغتصبة الارض والديار وقاتلة الشيب والشبان والنساء…اسرائيل اكبر منظمة ارهابية

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية