أبوظبي – رويترز: قالت شركتان ماليتان أمريكيتان أمس الإثنين أنهما ستفتحان مكتبين في أبو ظبي في سياق جهودهما للتوسع في جذب استثمارات من المنطقة.
فقد أعانت شركة «بولين كابيتال» الأمريكية لإدارة الاستثمارات أمس الإثنين إنها حصلت على موافقة مبدئية من «سوق أبوظبي العالمي»، المركز المالي في أبوظبي، على منحها ترخيصاً للعمل في الوقت الذي تتطلع فيه إلى الاستفادة من فرص النمو في المنطقة.
وزادت جاذبية «سوق أبوظبي العالمي» للشركات العالمية مقارنة بمراكز مالية أخرى بفضل ارتفاع معدل تسجيل الشركات، وإقبال صناديق الثروة السيادية، والسهولة النسبية في الحصول على ترخيص للعمل.
وستنضم «بولين كابيتال»، التي كانت تدير أصولا قيمتها نحو 63 مليار دولار بحلول 30 سبتمبر/أيلول، إلى شركات عالمية لإدارة الأصول وصناديق تُحَوُّط أخرى فتحت في «سوق أبوظبي العالمي».
تأتي هذه الخطوة في ظل الفرص المتاحة لتعزيز العلاقات مع أكبر صناديق ثروة سيادية في الإمارات وشركات عائلية في المنطقة.
وقال ستان موس الرئيس التنفيذي للشركة في بيان «افتتاح مكتب في أبوظبي سيشكل علامة فارقة مهمة لبولين في الوقت الذي نبدأ فيه تعزيز حضورنا في سوق الشرق الأوسط».
وأضاف «نتطلع إلى الحصول على ترخيص من سلطة تنظيم الخدمات المالية لمزاولة الخدمات المالية ومواصلة التزامنا بتقديم خدمة استثنائية في المنطقة».
ولم يتضمن البيان أي تفاصيل عن الأصول التي تديرها الشركة أو استثماراتها حالياً في منطقة الشرق الأوسط.
من جهة ثانية قالت شركة «غولاب كابيتال» المدرجة في البورصة الأمريكية أمس الإثنين إنها ستفتح مكتبا في أبوظبي، لتنضم إلى عشرات الشركات الأخرى التي تسعى إلى تنمية أعمالها في المنطقة وتوطيد علاقاتها مع صناديق الثروة السيادية بها وذكرت الشركو في بيان أنها تلقت موافقة مبدئية على استصدار ترخيص لممارسة عمليات خارج «سوق أبوظبي العالمي. وأضافت أنها عيّنت ناصر المطيري مديراً إدارياً للشرق الأوسط.
وتعمل «غولاب» في الإقراض المباشر وإدارة الإئتمان الخاص، كما تدير رأسمال جاوز 70 مليار دولار حتى أول من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال لورنس غولاب الرئيس التنفيذي للشركة خلال مقابلة مع رويترز «لدينا عملاء في المنطقة منذ أكثر من عقد… نحن متحمسون لتوسيع أعمالنا وخدمة عملائنا». وأضاف أن من المتوقع افتتاح المكتب في يناير كانون الثاني، لكنه أحجم عن ذكر عدد الموظفين الذين سيعملون في المكتب.
وذكر أن وجود صناديق الثروة السيادية والبيئة التنظيمية الجذابة وتزايد عدد الأثرياء كلها من بين العوامل التي دفعت لاتخاذ القرار.
ويأتي الإعلان بعد تجمع شركات تمويل عالمية وإقليمية في العاصمة الإماراتية لحضور أول يوم من فعاليات المؤتمر السنوي «أسبوع أبوظبي المالي».
وتسرّع إمارة أبوظبي جهود تنويع اقتصادها في ظل سعي «سوق أبوظبي العالمي» إلى أن يصبح مركزا عالميا. وتملك 90 في المئة من احتياطيات النفط في الإمارات.
وبلغت الأصول التي تديرها شركات عاملة في «سوق أبوظبي العالمي» 157.2 مليار دولار بحلول نهاية يونيو/حزيران، بما في ذلك المكتب العائلي التابع للملياردير راي داليو وصندوق التحوط «بريفان هوارد»، إلا أنه يظل متأخراً عن «مركز دبي المالي العالمي».
وأظهرت بيانات شركة «بريكوين» أن «سوق أبوظبي العالمي» يجذب أيضاً شركات نشطة في الإئتمان الخاص، وهي فئة من الأصول من المتوقع أن تنمو إلى 2.6 تريليون دولار بحلول 2029 من 1.5 تريليون مسجلة في نهاية 2023، إذ تزيد اللوائح التنظيمية الأكثر صرامة التكلفة على البنوك التقليدية من أجل تمويل القروض التي يُحتمل عدم سدادها.
وذكر الرئيس التنفيذي لـ»غولاب» التي تركز على سوق الشركات المتوسطة وفوق المتوسطة إن الشركة تعتزم تنفيذ مزيد من الأنشطة الاستثمارية في الشرق الأوسط، مضيفاً أنها تدرس «بجدية شديدة» التقدم بطلب للحصول على رخصة في السعودية حيث ترى «إمكانات كبيرة»، إلا أن هذا لن يحدث العام المقبل.