شكرا للعرب المطبّعين… سعيكم مشكور

حجم الخط
43

ما تعيشه أحياء القدس والمسجد الأقصى في هذه الأيام من اعتداءات الشرطة والجيش الإسرائيليَين على الناس والحُرمات، هو مشهد من مسلسل متواصل تعوَّد عليه المشاركون فيه، وتقبَّله المشاهدون القريبون والبعيدون على السواء.
هي وقائع محلية، لكنها ذات أبعاد ومسببات إقليمية ودولية، وتشكل جزءا من المشهد الفلسطيني الأكبر الذي تجري تفاصيله الأخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة. منذ عشرين سنة أو أكثر يتابع العالم، بكمٍّ كبير من اللامبالاة، المسلسل الفلسطيني/الإسرائيلي بكل آلامه، مع تصعيد هنا وتهدئة هناك وفق الظروف والسياقات.
أحداث القدس الحالية هي جزء من مواجهة غير متكافئة وغير عادلة، لأنها تدور بين شعب بلا قيادة وبلا توجيه وبلا دعم مهما كان، وحكومة إسرائيل، القوية والمجهَّزة والمستعدة لكل الاحتمالات، حتى أسوأها.
الهوَّة سحيقة بين الطرفين. وبسبب ظروف محلية وأخرى إقليمية ودولية، ما فتئت هذه الهوَّة تتسع إلى أن أصبحت مستحيلة الردم. فكان من نتائجها أن خسر الفلسطينيون في الخمس وعشرين سنة الأخيرة كل شيء تقريبا.
ما يعانيه الفلسطينيون اليوم ليس عفويا ولا صدفة. هو ثمرة ربع قرن من «الطبخ» على نار هادئة. تكاثرت خساراتهم وتراكمت وتشابهت حتى قضت على كل ما لديهم إلا إرادتهم وتمسكهم بالأرض.
خسروا خسارة فادحة عندما تحوَّلت سلطتهم إلى جهاز قمعي ينفذ المهام الأمنية نيابة عن شرطة إسرائيل وجيشها. وخسروا عندما أصبح ذلك الدور الأمني مألوفا ومقبولا. كانت الخسارة الداخلية على جبهتين، إذ التقى سحق إسرائيل لكل تحرك من لدنهم مع قمع السلطة الفلسطينية لهم. وزاد الطين بلَّة عجز السلطة بمختلف فصائلها ومكوناتها، الموالية والمعارضة، على تغيير شيء، مهما كانت بسيطا، من يوميات الفلسطينيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الوجه الآخر للعملة: لا يضاهي التغوّل الإسرائيلي على الأرض إلا انحياز العالم «الحر» له و«تفهُّم» الحكومات الغربية لأسبابه. الصلة بين الاثنين قوية وحاسمة. ضف لها التواطؤ العربي فتكتمل صورة المأساة.
أسوأ أوجه خسارة الفلسطينيين خارجيا أن حلفاءهم إلى تراجع ودفاعهم عن أنفسهم في العالم أصبح مهمة مستحيلة. دعك من الاستثناءات المحدودة في بعض دول أمريكا اللاتينية ومجتمعات أو منظمات متفرقة ومغلوبة على أمرها أصلا. وأسوأ من عجز الفلسطينيين عن الدفاع عن أنفسهم وقضيتهم ألَّا أحد اليوم يستطيع أن يدافع عنهم في أوروبا وأمريكا دون أن يكلفه دفاعه ثمنا معينا.

ما تعيشه أحياء القدس والمسجد الأقصى في هذه الأيام من اعتداءات الشرطة والجيش الإسرائيليَين على الناس والحُرمات، هو مشهد من مسلسل متواصل تعوَّد عليه المشاركون فيه

هذا الواقع المؤلم دوليا هو أيضا ثمرة طبخ صبور استمر ربع قرن على نار هادئة. لعبت الدعاية الإسرائيلية دورا حاسما في تشكيل الصورة الجديدة، مستفيدة من تواطؤ العالم الغربي معها ومن جُبنه وإيثاره السلامة. وظَّفت الدعاية الإسرائيلية ظروفا موضوعية مثل انتشار الإرهاب واستهدافه اليهود في بعض الحالات. ووظَّفت الاضطرابات وموجات الهجرة ومشاكل المجتمعات الغربية فاستثمرت في كل هذا بلا هوادة. والنتيجة أن مالت الكفة في غفلة من الناس إلى أن أصبح الفلسطيني مرادفا للإرهاب، والدفاع عنه دفاعا عن الإرهاب، وانتقاد إسرائيل معاداة للسامية، والمطالبة بمحاسبة جيشها دعوة لإبادة دولة إسرائيل وحق شعبها في الوجود. كل الباقي لا يهم، ولا عزاء لعائلات سُويت بيوتها بالأرض لمجرد الشبهة ومزارعين جُرفت محاصيلهم وأطفال تعرضوا لإطلاق النار في طريقهم للمدارس وشيخ ضرير اغتيل بالرصاص في حاجز أمني.
لا يتوقف الأمر هنا، فقد تجاوزت إسرائيل مرحلة الإفلات من العقاب إلى انتزاع صمت العالم على ما تفعل. الكل مقتنع بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، لكن من يجرؤ على الضغط لمحاسبتها؟
هو صمت متواطئ أكثر منه حيادا. قراءة سريعة في بيانات ومواقف الاتحاد الأوروبي، مثلا، كلما اشتعلت المواجهات في الضفة الغربية أو قطاع غزة تعطي لمحة كافية عن التوجه الأعوج: الحرص الشديد على لغة الترجي والتوسل والاعتذار. دعوة لضبط النفس تنطلق دائما من قناعة أن الجيش الإسرائيلي في حالة دفاع عن النفس. إصرار على لوم الضحية والتغاضي عن الجلّاد، وفي أحسن الأحوال المساواة بينهما في تجاهل أعمى لميزان القوى على الأرض بين طرف مدجج بالأسلحة والذخيرة وآخر مجرد من كل شيء إلا إيمانه بعدالة قضيته. من سخرية الأقدار أن حكومات بنيامين نتنياهو الأخيرة، وهي الأكثر تطرفا وعنصرية وانتهاكا لأبسط حقوق غير اليهود، هي أيضا أكثرها حظوة وحظا. سيذكر التاريخ أن إسرائيل لم يمر عليها رئيس وزراء يحرق الأخضر واليابس ثم يكافئه العالم مثل نتنياهو.
والحديث عن حظ نتنياهو مع العالم يقود إلى حظوته عند بعض الحكام العرب على الرغم من كل جرائمه وتطرفه. سيذكر التاريخ أن حكاما عربا اجتهدوا لإنقاذ نتنياهو من خلال مدّه بأطواق النجاة عندما كان في أسوأ أيام حكمه وفي ذروة غطرسته وانتهاكه للقوانين والأعراف.
سيضاف التطبيع الإماراتي والبحريني والسوداني والمغربي مع إسرائيل، إلى الصمت المتواطئ الغربي لإطلاق يد الحكومات الإسرائيلية وتشجيعها على التصرف بحرية ودون خوف من العقاب. كانت المقاطعة، أو عدم الاعتراف، آخر سلاح لثني الحكومات الإسرائيلية عن أفعالها، ففرَّط فيه الحكام العرب من دون أن يُجبرهم أحد وبلا مقابل يستحق. على الرغم من كل تناقضاته وصراعاته، لم يسبق لهذا العالم أن التقى، عن قصد أو غير قصد، في موقف متقارب مثلما هو حاله إزاء إسرائيل. الصمت، الخوف، اللامبالاة، التواطؤ.. النتيجة واحدة وفي صالح إسرائيل: إفلات هائل من العقاب.
مواقف الأمم المتحدة والرباعية والاتحاد الأوروبي حول أحداث القدس كلها متأخرة ومنافقة. ليس لدى هؤلاء ما يقدمون وليس في يدهم ما يغيّر الواقع. صمتهم الطويل ونفاقهم الشديد طيلة العقود الماضية هو ما قاد إلى ما يجري اليوم في القدس.
أما الجامعة العربية واجتماعها الوزاري الطارئ (مثلما تفعل مع كل تصعيد إسرائيلي) فوضعها يثير الشفقة هذه المرة، لأن الذين سيؤثِّرون في توجه الاجتماع هم ذاتهم الذين بتطبيعهم قالوا لإسرائيل افعلي ما تشائين. والخوف أن يخرج المجتمعون ببيان يدين المدافعين عن بيوتهم وحرماتهم من سكان القدس أكثر مما يدين إسرائيل ومستوطنيها ومؤسساتها الأمنية.

كاتب صحافي جزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رضا مالك:

    تحية للشعب الفلسطيني الأبي اللذي نحن معه ولكن بدل جعل الهدف هو فلسطين قامت بعض الأنظمة القومجية بفتح باب صراع ايديولوجي ومحاولة تغيير أنظمة تتهمها بالرجعبة والعمالة الاستعمار فماذا كانت النتيجة صراعات ببنية وانقسامات لا نهاية لها وفشل في التطور والنمو و شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع هاهي الطريق مفتوحة ارونا ما انتم فاعلون

  2. يقول المغربي_المغرب.:

    في الطب كما في السياسية.. التشخيص الخاطىء أسوء من المرض نفسه…لانه يؤدي الى إنتاج او إضافة أمراض أخرى لم تكن موجودة أصلا….؛ التطبيع كلمة فضفاضة يقصد بها…مستويات من العلاقة بين الكيان الصهيوني والدول العربية والإسلامية كلها بدون استثناء… لأن الواقع يؤكد أن هناك مستويات من العلاقات هي أسد وانكى من مجرد فتح تمثيلية هنا او هناك…؛ تركيا مطبعة استراتيجيا…وليس دبلوماسيا فقط منذ 48 والى الآن…وايران متحالفة عسكريا ومخابراتيا وسياسيا…وما حصل في العراق نموذج يراه حتى الاعمى….!!! والسلطة الفلسطينية هي أم المطبعين…ووصل الأمر بها الى اعتقال قادة فلسطينيين وتسليمهم الى الكيان…نموذج إبراهيم سعدات أوضح من الوضوح…. أنظمة الممانعة اللفظية …تطلق عقيرتها بالصراخ….وارصدتها الى بنوك بني صهيون…!!! ربما هؤلاء ليسوا بالمقصودين في هذا السياق…والغالب ان عتاة المطبعين هم السودانيون الذي قسمت بلادهم تحت تصفيق العرب والاعراب…او من يتربصون بتقسيمه على يد المناضلين القوميين من أمثال بولتون وبيكر وانديك…والله اعلم…

  3. يقول المغربي_المغرب.:

    في الطب كما في السياسية.. التشخيص الخاطىء أسوء من المرض نفسه…لانه يؤدي الى إنتاج او إضافة أمراض أخرى لم تكن موجودة أصلا….؛ التطبيع كلمة فضفاضة يقصد بها…مستويات من العلاقة بين الكيان الصهيوني والدول العربية والإسلامية كلها بدون استثناء… لأن الواقع يؤكد أن هناك مستويات من العلاقات هي أشد وانكى من مجرد فتح تمثيلية هنا او هناك…؛ تركيا مطبعة استراتيجيا…وليس دبلوماسيا فقط منذ 48 والى الآن…وايران متحالفة عسكريا ومخابراتيا وسياسيا…وما حصل في العراق نموذج يراه حتى الاعمى….!!! والسلطة الفلسطينية هي أم المطبعين…ووصل الأمر بها الى اعتقال قادة فلسطينيين وتسليمهم الى الكيان…نموذج إبراهيم سعدات أوضح من الوضوح…. أنظمة الممانعة اللفظية …تطلق عقيرتها بالصراخ….وارصدتها الى بنوك بني صهيون…!!! ربما هؤلاء ليسوا بالمقصودين في هذا السياق…والغالب ان عتاة المطبعين هم السودانيون الذي قسمت بلادهم تحت تصفيق العرب والاعراب…او من يتربصون بتقسيمه على يد المناضلين القوميين من أمثال بولتون وبيكر وانديك…والله اعلم…

  4. يقول نبيل:

    بعض المعلقين حرموا التطبيع مع اليهود وحللوه مع النصارى حتى انهم بدأوا بالاستشهاد بآيات قرآنية مع استثناء كلمة النصارى .

  5. يقول ابن الوليد. ألمانيا.:

    الاخوة في المغرب لا يحبون تبرير مواقفهم .. استسمحهم ههنا مرة اخرى .. لاذكر بان الدفاع عن الديار اقوى من الدفاع عن
    ديار ذوي القربى و هنا المسالة مبرمجة في جيناتنا .. كاحتياج .. احتياج وجودي ..كما شرحت من قبل .. علميا .. ان الامر
    يقارب الاحتياج الغرائزي ..
    .
    المعادلة جد سهلة .. بالنسبة للمغرب لا يستطيع احد محاولة محاكمته اخلاقيا .. فهذا امر غير سوي بالمرة .. و امر غير اخلاقي .. لماذا؟
    .
    لان من يتعالى اخلاقيا اراه يعالج الاعراض .. و يترك اسباب الاعراض جانبا .. خوفا او نفاقا او مجرد روتين بلاغي موروث ..
    .
    يا قوم .. ليس سويا ان تنتقدوا الاعراض .. و تتركوا اسباب الاعراض ..
    .
    اقول ههنا للكاتب المحترم .. و هو ربما يعرف ان نظام بلاده هو من اختلق ملفا .. الدي ادى في النهاية الى تطبيع المغرب ..
    .
    لذلك دائما اقول .. ان الله تعالى هو العدل المطلق .. و لذلك .. اذا كان هناك وزر للتطبيع .. فهو في ميزان حسنات نظام ا لا جزائر ..
    .
    من يقول العكس؟

    1. يقول مهند:

      أخي إبن الوليد
      لا تحاول تبرير التطبيع بدرس في الفلسفة كما يجب على نظام العسكر أن يوقف سياسة إخفاء الرأس في الرمل كما تفعل النعامة.
      الحلال بين والحرام بين والتطبيع ليس من المشتبهات وكفى المؤمنين الإقتتال فيما بينهم وعلى عسكر الجزائر أن يحلوا مشاكل بلدهم الإقتصادية والإجتماعية وكفى من وضع العصا في عجلة المغرب.

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      اخي مهند .. ااولا شكرا على مرورك .
      نا لا ابرر التطبيع في الحقيقة … اربط الامر بالسببية .. و السببية ههنا قد تكون درسا في الفلسفة ..
      لانني رايت اناس ينتقدون الاعراض … و لا يتناولون الامور من الجدور … بمعالجتهم اسباب الاعراض. و هذا ليس فلسفة .. بل منطق.
      .
      اما ما دونته .. فهو اخي الكريم بعيد عن الفلسفة .. لانني تناولت الامور على الارض .. و ماديا .. براغماتيا ..
      طبعا .. الحلال بين .. و الحرام بين .. لكن هناك عدل مطلق فوقهما .. و تبقى الامور في نسبيتها السببية.
      و لذلك كل شرائع العالم (العدل المطلق) .. و عبر العصور .. تقول بالدفاع عن الديار اولا قبل ديار ذوي القربى .
      .
      من يقول العكس؟

  6. يقول متابع:

    هناك أستغلال بشع لمعاناة الشعب الفلسطيني العظيم لتلميع صورة أنظمة استبدادية مقيتة هي عنوان للنكبة والنكسة وكل الهزائم، أنظمة مستعدة لفعل كل شيء للبقاء جاثمة على قلوب الشعوب وتقوم بتسخير طوابيرها الخامسة لتلميع صورتها لقد أنكشفتم.

  7. يقول جمال:

    الجزائر دولة تنظم الى المطبعين ايضا في الاكتفاء بالتنديد والادانة دون القدرة على فعل اي شيء سوى الشعرات الرنانة التي يراد منها اسكات الداخل وو ولو كانت للجزائر الارادة لسلحت الفلسطينيين ومولتهم مثلما تفعل مع كيان الوهم الانفصالي “البوليزاريو” … كفى من الكلامولوجيا

  8. يقول Tora barra:

    ايها الشعب الفلسطيني، لا تنتظر اي شيء من المطبع او غير المطبع ولا تثق بالشعارات. تق في نفسك فقط لا غير. «ماحك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك .. وإذا قصدت لحاجة.. فاقصد لمعترف بقدرك ».
    لكم الله، موتاكم في الجنة وموتاهم في جهنم.

  9. يقول عادل:

    كلما أقرأ التعاليق ازداد حبا لبلد الملايين من الشهداء الجزائر

  10. يقول Rachid:

    فهمتو الآن الفرق بين الشعوب ؟
    فهمتو الفرق بين شعب حر لا يركع لغير الله ..شعب طرد الإستعمار و بين شعوب تركع و تسجد لغير الله و تنتضر الحماية الفرنسية و الحماية الصهيونية ..!
    الله اكبر الله اكبر الله اكبر عليكي يا مكة الثوار و يا قبلة الأحرار …
    عاشت الجزائر..عاشت فلسطين الحبيبة..و و كل أحرار العالم في تقرير مصيرهم ..

    1. يقول Abdelaziz Ananou:

      أخ رشيد
      عاشت عاشت عاشت… ثم بعد ساعات ستذهب لتنام وأنت تحس بأنك قمت بعمل جبار.. ما شاء الله.. إنها المقاومة على طريقتكم.. أما تحريركم فلولا الجار لما كنتم … بدون توضيح…

    2. يقول المغربي_المغرب.:

      نعم فهمنا … أن نزار الذي صفى نصف مليون مسلم ومسلمة سيحرر القدس…. وأن توفيق مهندس العشرية.. ومخرج نظرية الحكم من فوق الكرسي المتحرك… والصلاة خلف الصورة سيزحف على فلسطين…. ولكن لازالت هناك إشكالية… وهي موافقة الباب العالي في باريس….والمرشد الأعلى بولتون…الذي هو بالمناسبة صاحب فتوى احتلال العراق وتهويد القدس…!!! بضاعة المدلس لم تعد تجد مغفلا واحدا ليشتريها….واللهم إني صائم..

    3. يقول هيثم:

      دعنا نرى حنة يديك و ما يمكن أن تقوم به مكة الثوار لنصرة الفلسطينيين. أم أن النصرة لا تتعدى شعار بومدين مع فلسطين ظالمة او مظلومة ؟ علما أن فلسطين لم تكن أبدا ظالمة بل هي مظلومة منذ وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر 1917 والى اليوم. و أكثر من ظلم الفلسطينيين هم الحكام العرب الذين جعلوا من القضية الفلسطينية سجلا تجاريا للوصول إلى السلطة و التشبت بالكرسي مع تضليل الشعوب العربية فانتقلنا من إخفاق الى إخفاق ومن فشل إلى فشل…حكام مكة الثوار الذين عاين العالم بأسره كيف اغتالوا الديموقراطية وكيف سفكوا دماء ربع مليون مواطن لأن أغلب السكان رفضوا استمرار الحزب العتيد على رأس السلطة… مكة الثوار التي حكمها رئيس عاجز عن الحركة والكلام و حرص الحواريون على تكريم صوره و إحضارها للمسجد وقت إقامة الصلاة. مكة الثوار التي تبجح رئيسها بأحسن منظومة صحية في أفريقيا ثم هرع لتلقي العلاج عند الجرمان. مكة الثوار التي يعاني فيها المواطنون من أزمات الزيت والحليب والسميد في عز شهر رمضان. دعنا نرى ما أنتم فاعلون لنصرة فلسطين عدا الشعارات التي لا تسمن ولا تغني.. لو خصص حكامكم عشر السلاح الذي سلحوا به البوليساريو لقلنا لا بأس وصفقنا لمكة الثوار… أما التبجح بالشعارات فلن يحرر الأرض و لن ينصر المظلوم.

    4. يقول حسن:

      من يقرأ تعليقك يظن أن هناك هبة للثوار من مكة الثوار أفواجا أفواجا لنصرة القدس الشريف, يا أخي باركا من المقروط كما تقولون , الله يغلبنا على الظالم.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية