تم وقف البروفيسورة نادرة شلهوب – كيبوركيان، عن التعليم في الجامعة العبرية لأن إسرائيل تحظر التفكير بطريقة مختلفة. محظور التشكيك في الرواية السائدة وتقويض التيار العام. هذا هو السبب الوحيد، وكل شيء آخر مبرر.
في هذه المرحلة، من أجل الحفاظ على أجواء آمنة في الحرم الجامعي لصالح طلابنا وطالباتنا، قررت الجامعة الجامعة وقفها عن التعليم، كما ردت الجامعة على ما قاله الشارع المقدسي في الشبكات الاجتماعية. على الأقل قولوا الحقيقة: لستم قادرين على سماع انتقاد شديد لإسرائيل. أراد رؤساء الجامعة الغمز لجمهور الشارع واليمين في الجامعة والإدارة وأيضاً لعضوة الكنيست شيرين هيسكل، التي قدمت الشكوى. لم يهمهم دورهم كمؤسسة أكاديمية كي يتعاملوا مع حرية التعبير باحترام.
“الجامعة العبرية ترفض كلياً اقوال مشوهة صدرت عن البروفيسورة كيبوركيان”، قالوا. مثير للاهتمام إذا كانوا يرفضون أيضاً جملة أخرى قالتها: “تحدثت مع كل أصدقائي وقلت لهم: هذا لا يمثلني. لن أسمح لأحد بالمس بطفل أو اختطاف فتاة أو اغتصاب امرأة، هذا لا يمثلني. ولن أوافق على ذلك بصفتي فلسطينية”.
الموضوع أن هذا لم يكن كافياً لرؤساء الجامعة؛ ربما لأن تفسيرهم للانفتاح الفكري كاذب. ومن غير المفاجئ أنه في اللحظة التي كان يجب أن يفحصوا فيها قيمة مثل حرية التعبير والتسامح، تفككت القضية كلها.
من نافل القول أن نذكر في هذا السياق المحاضرين والطلاب اليهود الذين يعبرون عن أنفسهم كعنصريين منذ بداية الحرب، ولم يفتح ضدهم أي إجراء توقيف أو طرد. ليس لأنني أعتقد بوجوب وقف محاضرين أو طلاب استناداً إلى مواقفهم، مهما كانت مختلفة ومتطرفة. تعلمت في الأكاديميا الإسرائيلية الصهيونية والأمنية، وسمعت تعابير قاسية، وهذا عزز القدرة على النقاش.
قالت كيبوركيان أموراً قاسية على الأذن اليهودية في إسرائيل. عندما قالت ” كان عليهم (الإسرائيليين) أن يخلقوا المزيد من قصص الرعب كي يعرضوا الفلسطينيين كتهديد، فقد رمزت إلى أن بعض التقارير في 7 أكتوبر مبالغ فيها؛ عندما قالت “إنهم يدمرون الأدلة في غزة كما يحدث منذ 1948″، فإنها ربطت بين ما يحدث في غزة وبين النكبة؛ عندما قالت إن “الصهيونية جريمة، وبإلغائها يمكننا العيش” فقد أشارت إلى أن البنية التحتية للدولة مشوهة تجاه كل من هو غير يهودي في إسرائيل.
ليس بالصدفة أنهم كتبوا لها في مراسلة أخرى: “منذ بداية الحرب وأنت تعبرين بشكل مشين ومناهض للصهيونية وتحريضي”، حيث إنه بالنسبة لهم “الجامعة العبرية تتفاخر بأنها مؤسسة إسرائيلية عامة وصهيونية”. لذلك، فإن رؤساءها في اندفاعة وطنية كهذه إلى درجة أنهم ينسون أن الجامعة العبرية قبل أن تكون “مؤسسة صهيونية” هي مؤسسة أكاديمية. لو عملوا بشكل صحيح لسمحوا لكل محاضر وكل طالب بالتعبير عن موقفه بحرية، حتى لو قالوا إن إسرائيل تنفذ في غزة جرائم حرب أو يجب استبدال المشروع الصهيوني بمشروع فيه مساواة أكثر، الذي تكون فيه مساواة في الحقوق للفلسطينيين أيضاً.
حنين مجادلة
هآرتس 14/3/2024